أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - بيان هزيمة الذات ...














المزيد.....

بيان هزيمة الذات ...


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 03:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


لابد من الصراخ الأن ... ولابد من العويل ... ولابد من محاولة رسم لوحة الواقع الذي نحيا ... ولابد من مواجهة الحقيقة بمواجهة الذات ... ولابد من ان نعي ان ثمة انكسار بانفسنا قد حدث ... وان في النقس الكثير من التناقض وثمة ضجيج مشاغب يغزو الوجدان ... فما بين قتل الفقراء بحواري غزة وتشويه ابتسامة طفل يحاول ان يعبث بسنين عمره الشقي، وما بين النوم في بحر التنظيرات بشطر الوطن المسلوب (الضفة الغربية) يكمن تمزق الذات والهوية، التي لطالما اعتبرناها واحدة موحدة ... لنا احلامنا وصراخنا وآمالنا التي كنا نعتقد انها ممزوجة بتلك المعاناة من صلف الاحتلال والة التدمير والقتل ... الا ان المشهد هذه المرة مختلف، ويأتي اختلافه باختلاف وقائع الوطن خلال العدوان على غزة ... وكأن مجريات الفعل العدواني على غزة قد تعاملت معه جماهير الضفة الغربية كما تتعامل معه جماهير اي عاصمة عربية او اوروبية بالمساندة واعتقد ان هذا ما اذهل الكل ... بل انه قد شكل صدمة لنا بالأساس ... فمن غير المعقول ان تتظاهر رام الله بشكل سلمي من خلال مسيرات الشموع وتسير تظاهرات الاطفال وانجاز اعمال الاغاثة ... فهذا غير منوط بجماهير الأرض المحتلة .. ومن غير المعقول ان تكون المهرجانات الخطابية سيدة الموقف هنا ... اعتقد ان ثمة هزيمة قد لحقت بنا هنا ... هزيمة صارخة امام الدم وازهاق الاوراح ... ثمة خجلا يتبلور الأن بذواتنا من مواجهة اللحظة ... التحدي يتسلل الى ثنايانا .. والسؤال يتبلور ويتضح اكثر تحت المجهر ... فما العمل يا سادة القول البليغ في ظل اختطاف جماهيرنا واقناعها بإمكانية رغد العيش تحت جنح التسليم بواقع الأمر والإستسلام لحيثيات معادلة العقلنة والتعقل .... اعلم واعرف اننا نعيش لحظة تاريخية فيها الكثير من مشاهد التناقض، حيث أنجز الانقسام انجازاته وفعل مفاعليه ... فقد اصبح للنضال وجهة نظر اخرى، وللكفاح ايضا تعريف مختلف عن ذاك المرتبط بتاريخ المسيرة التحررية ... وصرنا مختلفين حتى على تعريف فعل المقاومة واحقيتها برد العدوان ... ولأول مرة صرنا نراقب المشهد وكأننا نعيش بغير فلسطين المحتلة ... وكأننا بواحة رام الله المحررة نحيا بكنف الأمن والأمان وتحقيق اهدافنا على الأقل الإنسانية ... والكل يعلم ويعرف ان الحد الأدنى من ضرورات الحياة الانسانية غير متوافق او متوافر وتلك المسماه حياة في المدن المحتلة بالضفة الغربية ...
هو الصمت من جديد يغزونا وكأن عدواه قد اصابنا بمقتل واصبحنا نلوذ بالفرار حتى من انفسنا حينما يغزونا الخجل ... ولا مبرر لنا مهما حاولنا التفسير، وبصرف النظر عن القمع او ما يسمى بالمصلحة الوطنية العليا ...
نصرخ من وجع اللحظة وكيف تحولنا الى اداة مهجنة ومدجنة كما يُراد لنا ان نكون نستقبل انباء القتل ولربما نشفق على انفسنا من تلك المشاهد الأتية الينا عبر الأثير ... وهو السؤال الذي يقض مضاجعنا ليل نهار .. هل نحن بالفعل بمستوى الحدث ..؟؟ ام هو العجز ..؟؟ ام صار لنا تعريفات ومفاهيم مختلفة ...؟؟ وهنا لا استثني احدا ... جماهير وقادة ونخب ثقافية وحتى ممن يمتشقون اليوم بنادق الكفاح بالضفة الغربية ... صرخة مدوية تكاد تهز اركان كل فلسطين المحتلة اليوم ... اين نحن من كل هذا ..؟؟ اين انتم من كل هذا .. بل دعوني اقول اين حماس الضفة الغربية ...؟؟ اين ادبيات اليسار واقتناص اللحظة الجماهيرية وتثوير الفعل وتطويره ... ؟؟ اين تراكمات التاريخ والبناء عليها ...؟؟ اين حركة فتح بكل تراثها مما كان يجري .. ؟؟ لا يكفي القول ان وقائع الضفة الغربية مختلفة اليوم عن السابق ولا يكفي القول ان الحصار وتقطيع الأوصال قد حال دون ان نأخذ مواقعنا في ملحمة الدم الأسطورية ... فأذا كان ثمة اختلاف فيما مضى حول تفسير فعل الانقسام فقد اصبح الأنقسام واضح المعالم اليوم في هذا الوطن ... لأول مرة لا تلتحم الضفة الغربية مع غزة ولأول مرة يصبح الميدان متشرذم ومشتت وغير متوافق ... لأول معركة تكون المواجهة هكذا ... واعذر لنفسي وسأسمح لذاتي بان اواجه الذات بالحقيقة المرة .. فثمة هزيمة هنا تتضح معالمها ايها السادة الكرام بكل الأماكن وعلى مختلف المستويات ... هزيمة تكريس انقسامنا وثقافة المساندة كانت فارغة ايضا من مضامينها ومن معانيها ومن الحد الأدنى من الفعل وردة الفعل ...
يا سادتي في كل مكان وفي شوارع وطن الآمان بالضفة الغربية الممزقة اوصالها ... لاشك ان صراخ فقراء غزة قد بات يزعجكم وانتم تنعمون بالعيش في جنان روابيها هل لكم ان تسمعوا هذا البيان .. فللفقراء فقط حق دخول جهنم.. فجهنم الفقر لهم ولاشريك لأحد فيها سواهم ... ولا جنة الا جنانهم بأتون الفقر والحرمان ... وللفقر قصص وحكايات مع ابطال الحواري المتمرغين بتراب الأرض ... فها هو المشهد يبدو اكثر اتساعا لفقراء غزة ومن لا يعرف ... فغزة هي حاضنة الفقر الأوسع والأشهى والأدفأ ...



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....
- ما بين ( فن الممكن) و( فن المستحيل ) بالحالة الفلسطينية
- حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في ...
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..
- دعوة لفهم منطلقات انعقاد الملتقى العربي الدولي لحق العودة .. ...
- حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....
- كرنفالية لعكا ...
- تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
- مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...
- ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...
- على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....
- الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....
- بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - بيان هزيمة الذات ...