أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....















المزيد.....

بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 04:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعالوا نتحاكم امام هذه اللحظة التي اصبحت مخزية وقد تكون مخجلة ومهينة بحق انسانيتنا وفلسطيتنا، تعالوا نحاور ذواتنا امام شجر الزيتون المقاوم في ظل الحقد على التين والزيتون وحكايا الجدات، تعالوا نرى المشهد من جديد، وتعالوا نعاود فهم ما يحدث، او بالأحرى محاولة استيعاب المفردات الجديدة بقواميس الإيمان المطلق لأمام العصر الجديد .... تعالوا ندقق النظر بعيون ذابلة ومحبطة بمشهد الفرار والهروب من وطن يُقال انه الوطن ...
فقد جاء زمن العري والتعري امام عدسات التلفزة حتى يُصار بشكل عملي لممارسة فعل امتهان كرامة الانسان اولا ولكرامة النضال ثانيا، وحتى تكون صناعة النصر امرا واقعا بعرف الولاة الركع السجد بمعابد وخلوات من نصب نفسه الحاكم بأمر الله وبأمره ووريث الحكم الشرعي التشريعي ومن يجوز له ان يحدد مصائر بني البشر في الجنة الموعودة او بجهنم العري والتعري ...
تعالوا نقول ما يجب ان يُقال ... لا ما تريديون ان تسمعوا ما يُقال .... من انتم ..؟؟ ومن اين لكم كل هذا الحقد ..؟؟ وكل هذه الظلامية ..؟؟ كيف لنا ان نصدق أمنكم وأمانكم ..؟؟ وكيف لنا ان نتعايش واياكم في ظل القتل والضرب والصراخ والضجيج ..؟؟ ما هي عقيدتكم ..؟؟ ان كنتم من المؤمنين بالمعجزات وصناعة المعجزة فشعب فلسطين بحد ذاته معجزة وان يقف بوجه الجلاد والمغتصب للحلم معجزة المعجزات، ولا يستحق منكم كل هذه البشاعة والتفنن بفعل القصف والقتل بتهمة الاعتراض على صراخكم وضجيجكم .. ولا تحاولوا ان تقولوا ما تقولوا من فبركات اعلامية وعبارات اصبحت معلومة ومعروفة ونغمة من نغمات من ينطق باسمكم حيث سئمنا من سماعنا لمقولة لكل من يختلف معكم انه من فلول التيار الخياني ... كلنا خونة بنظركم وكل تاريخ فتح ونضالاتها قد صارت نهجا خيانيا مزورا بأعرافكم وانتم فقط من يملك حقيقة الجهاد في سبيل الله ... وكأنكم قد نصبتم انفسكم حكام وامراء بأسمه تعالى ...
قال من قال باسمكم، ان من هرب قد اخطأ ومارس فعل الرذيلة ... (وقد يكون محقا) فكان لابد له ان ينتظر ليُقتل برصاص المقنع بالسواد، ليتحول الى رقم من ارقام القتلي بصفوف الخونة بمقاييس حكمكم الرشيد، وقال ايضا اننا كنا الرحماء بفعل القتل والتنكيل ولا يجوز ان يهربوا نحو الأعداء حيث كانت عدسات التصوير بإنتظارهم لتصورهم عرايا وحتى تشمتوا من هؤلاء الهاربين لتعاودا تصريحاتكم بالقول البليغ انكم كنتم الرحماء لهم وما تلك النيران المنطلقة من فوهات بنادق المجاهين بأمر الله الا لمقاتلة فقراء الإيمان بنهجكم ومن يكفرون باسلوبكم وفعلكم فلا مكان للإختلاف هنا وهو ممنوع ومحرم ورجس من فعل الشياطين، ولا حقيقة الا حقائقكم، ولا رؤية الا كما ترونها انتم، اولستم المنتصرين حتى الأن بمعارك تطهير جغرافية غزة من ملحقات التاريخ الماضي لما يسمى بالجهاد والنضال على ارض الإسراء والمعراج ... وتاريخ ذاك الجهاد لم يبدأ الا حينما بدأتم حسبما نصت عليه مزامير أدبياتكم ...
تعالوا نناجي الرب بحضرة الإنكسار والظلم، وان كان القهر سيد الموقف، ولا داعي لأن نمارس خداع الكلام المعسول والممزوج بدبلوماسية الكذب والتكذيب، ولنصارح فقراء ارصفة الشوارع والجوع، ومن يجوبون الحواري بحثا عن حقيقة وجودهم، وهل باتت اسماءهم وكنى عائلاتهم من مرادفات ابليس الجديد ..؟؟ ... وعذرا لشاعر قال ما قال بحضرة الرب حينما ضاقت رقعة جغرافية الوطن عليه وولى الأدبار هاربا بعتمة ليل غاب القمر ليلتها ليكون فعل الهروب ممكنا وانشد مناجيا رب وطنه والاوطان متمنيا على ابواب سنته الجديدة ان يكون للوطن معنى وان يكون لإنسانيته حقيقة يفهمها الأخر، فحينما يصبح هذا الوطن سجنا والسجان رفيق الأمس، وحينما يتحول الوطن مرتعا لممارسة العهر في وضح النهار، ومملكة لأمراء المجون، يصير كل شيء مباح، وانهيار مدماميك ما يسمى بالقيم والاخلاق والمحرمات فيه الكثير من وجهات النظر ... فنيرون احب روما واحرقها، والحجاج حفظ كلام الله وقصف الكعبة ...
تعالوا لنقول كلمتنا بوجه التنين ولمرة واحدة وليكن من بعد ذلك الطوفان، سئمنا التحليل والتعقل وممارسة اقصى درجات الضبط والحكمة ولربما يتطلب الموقف ان نصبح المجانين بوضح النهار، ووجنون الجماهير فيه الكثير من التعقل حينما تعجز القيادات بليلها...
هي كلمة الجماهير الأن وهي كلمة من يجب ان يقول كلمته في ظل اشتداد الهجمة وانسداد الأفق فلا يمكن ان يتوقف سيل الدم الفلسطيني إلا حينما يدرك الشعب كل الشعب وبكل أطيافه السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية ، بأنه حان الأوان لطردهم من بيوتنا ومن احلامنا ومن على موائدنا ...
هي كلمة للتاريخ وليغضب من يغضب، فلم يعد يهمنا غضب حفنة من الفاسدين والسماسرة وحفنة من الدراويش المتطرفين والعنصريين، فهم الحاقدون على الأفكار المبدعة المحلقة بعنان السماء ... وهم من يخافون من ان يصبح الوطن وطنا فعليا للكل ومن لا يرى الوطن الا بعيون لغة الدولار والبزنس، يرتعبون من الفكر الحر، يرتعبون من قصيدة حب ومن ظفيرة سمراء ترقب سويعات الغروب على شاطىء البحر المائج أو من قصيدة صوفية تحاول مناجاة الله بعيدا عن الشهوة والملذات بالعسل الموعود وحوريات العين ....
وهو التوقيت الصحيح للرحيل، او للهروب لم يعد هناك الكثير من الفرق ..... فإما ان يكون رحيلهم او يكون هروبنا ...
تطل عجوز ارتسم على محياها خطوط أزمان وأزمان وعاصرت الكثير من الأقوام ومرت بالكثير من الدروب وكانت ان حفظت كل أقاصيص الجدات للأحفاد وفككت بكل براعة كل الرموز وطلاسم الغزاة وعرفت كيف تحفظ وصايا جدتها ايضا حينما هربت واياها يوما وقبضت بكفها على مفاتيح عودتها الى الكرمل وعلمت ابناءها ان لبيتها رب يحميه، وان لفلسطينتها ذاكرة ترسمها بمخيلتها بالكثير من البهاء لكروم التين والزيتون ولبراري الوطن رائحة وعبق عرق الفلاحين المختلط بزهر اللوز والياسمين، وكانت ان جاءت الى جنوب الجنوب وعنادت ومارست الحياة وكانت ان عشقت وصار لها الأحفاد ومن قبل الأولاد وجابت كل السجون بفخر واعتزاز فهناك يقبع ممن رضعوا حليبها، ومكثت ستون عاما وعام ولم تفقد أملها بالعودة ولم تمارس فعل الهروب فجاء من يفرض عليها فعل الهرب وكانت ان هربت من رصاص القتل ... فقد كانت تلك العجوز ماكثة قابعة بالشجاعية على امل ان تعود الى كرملها ....
اذن هو التوقيت الصحيح للرحيل .... او للهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس تتوحد مع غزة
- حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ...
- حينما يعود الشهداء ....
- لفقراء الوطن كلمة ايضا ...
- لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟
- في حضرة دلال المغربي ....
- في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟
- هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
- الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
- بيان حزيران الفقراء ...
- قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....