أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يونس العموري - في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....















المزيد.....

في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2289 - 2008 / 5 / 22 - 10:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في اليمن حيث يحط ترحالك بمحطة جديدة في محاولة للتعرف على الهم العربي تكتشف مدى التناقض ما بين النظري والعملي، وما بين الواقع وذاك الخيال، ومدى صعوبة فك طلاسم القضايا العربية، وتلك التي اصبحت معادلات متناقضة يصعب استيعاب قوانينها بالشكل الطبيعي السلسل... فالمنطق يقول ان هذه المسماه دول واقطار عربية لها حكام وانظمة ودساتير ناظمة للعلاقة ما بين الشعوب والنخبة الحاكمة وبالتالي من الضروري ان يكون ثمة تعاطي تفاعلي وهذه الشعوب على قاعدة قوانين صراع بقاء الاوطان وازدهارها وبناءها وتعميرها... ولكن ان تكتشف ان هذه الاقطار والمسماة دول والممثلة بمقاعد بالمحافل الاقليمية وتلك الدولية لا علاقة لها بشعوبها وانما تُختصر تلك الاقطار بمملكة الحاكم حيث تتشكل الواحات المنعزلة والمختلفة تماما عن محيطها وهذا ما يبدو واقع الامر في محطة اليمن حيث الفقر والجوع والبؤس والشقاء يكاد يكون العنوان الابرز لسعادة اليمن الجديد ...
جاء المؤتمر القومي العربي بقده وقديده لينعقد في صنعاء عاصمة الفقراء بإمتياز ليواجه قضايا الأمة وليستشعر خفاياها ... فوجد نفسه بعيدا عن هذه القضايا حيث حط ترحاله في واحة من واحات الممالك الجديدة .. وأهمل او تجاهل المسألة اليمنية بكافة ابعادها وفقر اليمن وبؤس شعب اليمن ... بل انه كان في عرين بيت السيد الحاكم بأمره ... لعل التناقض الأبرز هنا قد برز في حفل افتتاح اعمال المؤتمر والذي انعقد في كلية الشرطة وللشرطة واجهزة العسس العربية حكايا وقصص كثيرة مع اعضاء المؤتمر فلا يكاد ايا من اعضاء هذا المؤتمر الا وله حكاية مع اجهزة الامن العربية وهنا تكمن الغرابة بالموضوع ان ينعقد المؤتمر في بيت الشرطة وكأن تلك الأجهزة قد اصبحت واحدة من القوى العروبية القومية والتي تنتمي للمنهاج العروبي النهضوي التحرري الوحدوي وهو بصراحة ما شكل صدمة بالنسبة لي وللكثيرين من اعضاء المؤتمر ... والأهم برايي هي مطالبة المؤتمر في العديد من جلساته الأنظمة العربية بضرورة اطلاق سراح سجناء الرأي من سجونها ومعتقلاتها مع الأخذ بعين الاعتبار ان المؤتمر قد جاء الى اليمن والى بيت الشرطة وهو يعلم ان الكثير من سجناء الرأي يقبعون بسجون صنعاء ... وهذه مفارقة لابد من التوقف عندها بشكل او بأخر ...
نقطة اخرى اعتقد ان لها الكثير من الدلالات كانت قد برزت في كواليس اروقة المؤتمر تلك المتمثلة بالأزمة اليمنية الراهنة حيث حرب الحوثيين على نظام الحكم وكنت اعتقد ان المؤتمر لابد له من ان يتوقف عند هذه القضية لنسمع كلاما صريحا وواضحا عما يجري على هذا الصعيد الا ان المفاجأة كانت بعدم طرق جدران هذه المسألة مما اثار برأيي الكثير من علامات الإستفهام ... ومما دفع الكثير من اعضاء المؤتمر بالهمس واللمز مستفسرا عن هذه القضية وطبيعتها وحقيقة ابعادها وجوهرها ...
ولاشك فللمؤتمر ايضا اشعاعاته التي لا يمكن انكارها ولعل ابرزها انه قد انعقد بدورته التاسعة عشر ليؤكد من جديد حضور الشعور القومي العروبي بكافة الساحات العربية وتحديدا تلك التي تشكل ساحات مواجهة فعلية وحقيقية مع اعداء الأمة الذين دون ادنى شك ان انظمة القمع العربية تشكل اهم معادلة في محورها ... وهنا لابد لنا من الإعتراف ان جل النقاشات والمداخلات المقدمة بجلسات المؤتمر قد اكدت على ضرورة استنهاض قدرات الأمة في مواجهة الغزو الإستعماري القديم الجديد للوطن العربي سواء ذاك القادم من الغرب والذي حقق العديد من النجاحات على هذا الصعيد او ذاك الأتي من الشرق والذي يحاول ان يتلاعب على التناقضات والشرذمات العربية ليحقق لذاته موطأ قدم وهنا كان للحضور العراقي والذي كشف حقيقة دور الشرق بالتأمر على قضايا الأمة من خلال الساحة العراقية الدور الأبرز في انكشاف حقيقة المخطط للراعي الأمبراطوري الإيراني الجديد في المنطقة عبر تحالفاته ورسم معادلاته المصلحية في المنطقة وبالتالي المساومة على القضية العراقية تارة وإثارة إمتداد ولاية الفقيه من جهة اخرى ... وفي هذا السياق لابد من تسجيل نقطة لصالح الدورة التاسعة عشر للمؤتمر بحضور عرب الأحواز لأعمال هذا المؤتمر الذين وقفوا وتوقفوا طويلا عند حقيقة ما يجري على هذه الساحة ...
جاء المؤتمر ليؤكد من جديد ضرورة استنهاض الأمة اتجاه قضاياها ولعل هذه النقظة والتي ظلت على الدوام واحدة من اهم السجالات التي تغزو اروقة المؤتمر فما بين اعتباره مرجعية سياسية وفكرية شعبية للأمة وما بين إمكانية تطوير اليات عمل المؤتمر ليكون تعبيرا فعليا عن الحركة الشعبية القومية العربية وللتيار القومي العروبي بمختلف اطيافه الفكرية والسياسية ... ولابد من الإعتراف ان هذه النقطة او هذا التوجه ما زال غير محسوم وبحاجة الى الكثير من النقاش والدراسة وبالتالي امكانية التقرير فيه ... الا ان طبيعة وشكل تطوير المؤتمر كان حاضرا وبقوة ... وكون المؤتمر مؤتمرا نخبويا لأقطاب العمل الفكري والسياسي القومي في الوطن العربي ...
بطبيعة الحال القضية الفلسطينية ام القضايا العربية حضرت هي الأخرى ولكن هذه المرة حضورها كان وسط الحالة العدمية التي تعيشها الساحة الفلسطينية حيث الإنقسام والشرذمة وتعدد الروؤى وانكسار الفعل المقاوم جراء الحصار وتشتت الجهد الفلسطيني وعدم الإمساك بزمام الفعل السياسي وسيطرة الليبراليون الجدد حلفاء المحافظون الجدد في بلاد العم سام على مقاليد الأمور في فلسطين وارتهان الطرف الأخر في معادلة الوجود الفلسطيني لغير الأجندة الوطنية كل هذا القى بظلاله على اعمال المؤتمر وعلى محور القضية الفلسطينية مما خلق ارباكات كثيرة في تناول القضية الفلسطينية مع ملاحظة ان المؤتمر لم يتوه كثيرا وسط هكذا شرذمات وخلافات مسيطرة على الساحة الددداخلية الفلسطينية وبالتالي كان خطابه ذا توجه وحدوي عملاني بضرورة ان يعود للقضية الفلسطينية بريقها وألمعيتها بعد ان تم تشويها بفعل ما جرى ويجري من إقتتال داخلي وصل الى شكل من اشكال الحرب الأهلية ....
وكجزء من هذا السجال جاء انعقاد المؤتمر ايضا على وقع فصلا جديدا من فصول التطور الدرامي للأزمة اللبنانية الداخلية الذي ايضا سيطر المؤتمر على توجهاته بخصوصها واعلن صراحة عن موقفه والمنسجم اصلا وقناعاته وحقائقه ....
لابد من تسجيل انجاز جديد للمؤتمر كان قد تمثل برأيي بإنتخاب الدكتور عزمي بشاره رئيسا لهذه الدوره وهو الأمر الذي شكل ردا فعليا ورسالة ذات دلالات حول مسألتين لهما الكثير من الأهمية اولهما ان د. عزمي بشاره في عرين امته العربية بل في بيت القوميين العرب وهذا المكان الطبيعي لمقعد بشاره بالأساس الذي استطاع ادارة اعمال المؤتمر بذكاء وحزم وقدرة عالية على تصويب مسار اعمال المؤتمر وكان قد استطاع المساهمة في توجيه العديد من توجهات المناقشات والمداخلات الأمر الذي انعكس على جلسات المؤتمر ... والنقطة الثانية تمثلت بالخلاص من عقدة ما يسمى بعرب 48 والذين ظلوا لسنوات طويلة مطلوب منهم اثبات انتماءهم العربي والقومي عند كل محطة مفصلية وحتى امام هكذا مؤتمرات مما كان يثير اتلكثير من التناقضات والسجال العقيم عند بعض المفكرين العرب وهو الأمر الذي انحسم برأيي بمجرد اعتلاء د.عزمي بشاره لمنصة رئاسة المؤتمر القومي العربي وبالتالي فتح الأبواب لمناضلي ومفكري وسياسي عرب 48 بإقتحام هذه الساحات التي ظلت مغلقة ومقفلة عليهم لعشرات السنين ...
انتهت اعمال الدورة التاسعة عشر للمؤتمر وجاء البيان الختامي ووثائق اعمال اللجان كما هي تصورات التيار القومي العربي ازاء مختلف قضايا الأمة ... وكانت المغادرة لعاصمة الفقراء ليبقى بالذهن صور الفقر والشقاء ... وليبقى ايضا بذهني الف سؤال وسؤال حول مجريات العمليات العسكرية الجارية في صعدة اليمن ... والتي لم افلح في فهم معادلتها كنتيجة طبيعية للممنوعات والمحظورات ...



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
- في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع ...
- في أزمة الحكومة الفلسطينية....
- وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟
- نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
- في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي. ...
- القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
- حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
- للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....
- اسئلة برسم فوضى السجال السياسي الفلسطيني....
- المجزرة المتواصلة ....


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يونس العموري - في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....