أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....















المزيد.....

القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 09:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



كثيرة هي الأحاديث التي يتم تداولها هذه الأيام حول مصير القدس، عشية انعقاد مؤتمر الخريف للسلام، حيث اجتهاد الأطروحات السياسية التي تأتي من كافة الأطراف لطرح الحلول المقترحة للقدس، والتي في أغلبها تأتي على شكل تقسيم المقسوم وتجزئة المُجزء، كأن يتم التعامل مع القدس بأجزاء وجزئيات. فما بين اطروحة القدس العتيقة والحلول المقترحة بخصوصها و احياء القدس الشرقية او محيطها، او القدس المحافظة او القدس الحاضنة للتجمعات السكنية، تبدو القدس اصغر كثيرا مما هي عليه... بمعنى ان تقسيم القدس وفقا لهذه المفاهيم ومحاولة تطويع الحلول وتفصيلها على مقاسات الأطروحات الإسرائيلية ما هي الا استمرار في مسلسل ضياع القدس وسيطرة اسرائيل عليها وان اختلفت الأدوات والسبل والطرق وهو الأمر الذي تحاول من خلاله الحكومة الإسرائيلية تعزيزه بالظرف الراهن، والقائم على اساس التعاطي وقضية القدس بأسلوب الوحدات المُجزأة وان ما ينطبق على احياءها لا ينطبق بالضرورة على القدس القديمة وهو الأمر المختلف عن مستوطنات القدس وبالتالي تصبح القدس وفقا لهذا الطرح قداديس تسهل السيطرة عليها استراتجيا وحتى في اطار يومياتها.
ان هذه التقسيم المتعمد من طرف الجانب الإسرائيلي انما يهدف بالدرجة الأولى الى الخلاص من التجمعات العربية الفلسطينية في اطار القدس وهو ما تعتبره الإدارة الإسرائيلية عبأ كبيرا عليها وعلى موازناتها العامة، في ظل التزايد السكاني العربي في القدس والتي تخشاه اسرائيل حيث التهديد بديمغرافيتها وتركيبتها السكانية مما يعني ان اسرائيل وفي ظل الوقائع المقدسية الراهنة انما تخشى ان تصحو يوما على قدس ذات اغلبية عربية وعليه فإنها تحاول ايجاد معادلات جديدة للقدس وفقا لمفاهيم تعزيز النفوذ الإسرائيلي بالقدس اليهودية ذات الأغلبية التلمودية.
والسؤال الذي يطرح نفسه في سياق هذا السجال الدائر حول القدس عن اي احياء عربية محيطة بالقدس يتم الحديث في ظل اشتداد الخناق عليها من كافة الإتجاهات وحصار هذه الأحياء بأطواق المستوطنات الإسرائيلية..؟؟ وهل الأحياء العربية المنوي تسليمها للسلطة الفلسطينة (وفقا للأطروحة الإسرائيلية غير الرسمية حتى الأن) هي الأحياء القائمة بمعزل عن اراضيها وامتدادتها شرقا وغربا...؟؟ ام ان الحديث يدور فقط على الأحياء العربية وفقا للخرائط الهيكيلة الإسرائيلة المعدة من قبل الدوائر الإسرائيلية لتلك الأحياء..؟؟ حيث انه من المعلوم ان بلدية القدس الإسرائيلية كانت ان قامت بترسيم الخرائط الهيكيلة للأحياء العربية وفقا لمخططات القدس الكبرى ومخططات القدس الإسرائيلية ذات الأغلبية اليهودية فيها وهو ما حرم الأحياء العربية هذه من امتداداتها البرية بكافة الإتجاهات وتمت مصاردة الأراضي لإغراض إستيطانية او اغلاق الالاف الدونمات واعتبارها اراضي خضراء او اخراج الكثير من تلك الأراضي التي تتبع لتلك الأحياء من المخططات الهيليكة وبالتالي صارت مساحات تلك الأحياء اقل كثيرا مما هي عليه.... بحيث اصبحت تلك الأحياء عبارة عن كنتونات مكتظة ومغلقة اغلاقا محكما واصبحت اشبه بحواري لا بأحياء وقرى محيطة بالقدس فكثيرة هي القرى المحيطة بالقدس والتي يتم تسميها بالأحياء قد فقدت صفة القرية التي قد تتطور الى مستوى المدن لتصبح مجرد حي او حاترة من حارات القدس بعد ان تم نزع ملكية اراضيها منها او اغلاق تلك الأراضي بمسمى اراضي خضراء ولا يسمح بإستغلالها حتى بما يسمح به قانون استغلال الأرض الخضراء وغالبا ما تكون هذه التسمية (الأرض الخضراء) لتلك الأراضي التي تقع بمحاذاة المستوطنات حيث يتم استغلالها لاحقا كرصيد احتياطي للتوسع الإستطياني الإسرائيلي فيما بعد... هذا فيما يخص ما يسمى بالأحياء العربية اما فيما يخص بالقدس العتيقة فأعتقد ان ما يسمى بالأطروحة الإسرائيلية والتي تحاول تعزيز مفهوم السيطرة والسيادة المشتركة للحوض المقدس في القدس والمقصود فيه بالطبع القدس القديمة هو الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية في القدس وبالتالي تعزيز الحق الإسرائيلي واليهودي في القدس وهو الأمر المتنافي وقرارات الشرعية الدولية وقواعد ومبادىء القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والتي اجمعت على ان القدس وكل القدس وبما فيها القدس العتيقة جزء لا يتجزء من الأراضي العربية المحتلة للعام 1967 ويسري عليها ما يسري ما يسري على باقي الأراضي العربية المحتلة وبالتالي لا يمكن ان يكون للقانون الإسرائيلي بضم القدس للسيادة الإسرائيلية اي تأثير بصرف النظر عن مقاعيل القرارات والقوانين الإسرائيلية على الأرض وهو الأمر التي اجمعت عليه كافة المحافل الدولية والأممية وما أكدت عليه كافة السياسيات الخارجية لدول العالم ... وبالتالي فإن نظرية السيطرة المشتركة على القدس القديمة تعتبرنطرية ساقطة عمليا وفعليا ولا سند قانوني لها او حتى سياسي... واعتقد ان الجانب الإسرائيلي اراد ويريد من خلال هكذا أطروحات (مع انها غير رسمية حتى اللحظة) محاولة ترسيخ شيء من السيطرة الإسرائيلية بإسناد دولي و موافقة فلسطينية عربية وهو الأمر الخطير والخطير جدا حيث الإعتراف العربي والدولي وبالتالي الفلسطيني بالحق الإسرائيلي واليهودي على شيء من القدس.... وبطبيعة الحال فإن الأطروحة الإسرائيلية الجديدة القديمة هذه لا تفرط بالمطلق بمستوطنات القدس والتي تعتبر جسور واصلة ما بين القدس الشرقية والقدس الغربية كنقظة انطلاق للقدس الكبرى والموحدة والتي اجزم ان اسرائيل قد استكملت مخططاتها ورؤيتها بهذا الشأن....
ان التعاطي وقضية القدس وفقا للتجزئة والتقسيم خطير وخطير جدا على اعتبار ان التفاوض على القدس من خلال الوحدات كل على حدا سيصب بالنهاية في خدمة النظرة الإسرائيلية للقدس والتي لا تخرج عن نطاق الحلول الهزيلة التي من خلالها سيتم تقزيم وتصفية قضية القدس... وبهذا السياق فلابد من التأكيد اننا لا نفهم سوى أن القدس قدس وأن السيادة تعني سيادة عربية فلسطينية على كل شبر من أراضي القدس.. وهذا حق كفلته كـل قـرارات الشرعية الدوليـة وسانده الرأي العام الدولي.. وأكدته مجريات الأحداث دومــاً... فالقدس لا تقبل القسمة على اثنين، فإما أن تكون محتلة وإما أن تكون تحت السيادة العربية الفلسطينية، وما الحديث الذي يدور هذه الأيام حول المقترحات التي تقدمها مختلف الأطراف الإسرائيلية والتي ربما تتوافق واطروحات فلسطينية مشبوهة الطابع والتوجه "لحل معضلة القدس" إلا ذرا للرماد في العيون.. على اعتبار أن تلك الحلول المقترحة تنطلق من أرضية السيادة الإسرائيلية المطلقة على القدس وإن اختلفت المسميات أو الوظائف المتقاسمة بهذا الشأن. ومما يُثير الدهشة والاستغراب أن نجد عرابين لمثل هذه المقترحات يحاولون تقديمها على طبق من فضة، تحت شعار أن هذه الحلول المقترحة ما هي إلا مرحلة انتقالية على طريق استعادة القدس، وهو الحل البديل الأمثل في ظل مثل هذه الظروف على حد قولهم. ولكن أليس من الحري أن تبقى القدس المحتلة، محتلة، ولو لبعض حين على أن لا يسجل على الفلسطينيين أن الحل (المسخ) للقدس قد أُنجز، وتظهر إسرائيل كأنها قدمت التنازلات التي تستطيع تجاه القدس وبالتالي تضيع القدس وقضية القدس...؟ وما مشاريع التهويد والاستيطان الآخذة بالتسارع في قلب الأحياء المقدسية إلا لدليل على الخطوات التمهيدية بشأن الحلول السلمية التي يتم تقديمها من الجانب الإسرائيلي كبالونات اختبار وقياس ردات الفعل الفلسطيني والعربي تجاه هذه الأطروحات، والمخطط الإسرائيلي منذ البدايات أعلن عن نفسه في غطاءه النظري معتبرا أن (القدس الموحدة عاصمة دولة إسرائيل الأبدية) ولقد نفذت حلقات هذه المخططات من خلال سياسات فرض الأمر الواقع، بهدف تحقيق الأطروحات الإسرائيلية بهذا الشأن، وحيث ذلك فإننا نلحظ عجزا فلسطينياً وعربياً للحفاظ على عروبة القدس من خلال وضع آليات محلية عملية لمحاربة المخططات الإسرائيلية تلك، ومن الملاحظ أيضا أن الساحة المقدسية خالية وفارغة من أي مخطط من شأنه التصدي للمخططات الإسرائيلية لتصبح القدس لقمة سائغة للإسرائيليين والأنكى من ذلك تطل علينا الاطروحات السياسية الاستسلامية التي تدعو لقبول الحلول الوسطية بشأن القدس تحت شعار (إنجاز ما يمكن إنجازه) وغني عن القول أن هذه الأطروحة تعني فيما تعني تمرير الحلول الوسطية والتي تلتف وتقفز بشكل أو بآخر على الثوابت الوطنية الواضحة والصريحة بشأن القــدس.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
- للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....
- اسئلة برسم فوضى السجال السياسي الفلسطيني....
- المجزرة المتواصلة ....
- في عبثية القتل والضرب وفعل صلاة العراء لابد من الرحيل....
- تعويذة للمحرومين....
- تعليقا على دفع الغرامات المالية للمعتقلين في غزة....
- عشاق العتيقة في حضرة فخامة السيد الرئيس....
- في تحليل إستطلاع الرأي لمركز القدس للإعلام والاتصال ( JMCC ) ...
- الأطروحة السلامية الإسرائيلية في ظل التشكيك الفلسطيني بشرعية ...
- في تناقضات تصريحات الرفيق حواتمة والنظام السياسي العام ....
- قراءة بانورمية لخطة بيرس الجديدة....
- حول وحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير في ظل (الحلول السياسي ...
- التناقض والممارسة في ابجديات العمل الوطني في حركة فتح....
- مناجاة مقدسية للسيد نصر الله ....
- مؤتمر بوش للسلام.... التطبيع قبل التوقيع....
- الى الشاعر الكنعاني محمود درويش....
- اسئلة برسم الفوضى الفتحاوية....
- عسكر مين وعلى مين ..؟؟
- المقاومة... ظل الحرب الأهلية الفلسطينية...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....