أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - تعويذة للمحرومين....














المزيد.....

تعويذة للمحرومين....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


صار تعويذة الفقراء... وبطل المحرومين المنتظرين للإستظلال بفيء شجرة زيتون، ما زالت رابضة على تلة من تلال الجليل... صار روحا تتجسده كل الأجساد المتعبة والمحرومة من شبق اللحظة، وعبق العطر المقدس المنبعث من قطرات الندى الصباحية ببلاد العشق والهوى والكثير من الإنكسار... صار ممزوجا بتراب الأرض العطشى للهو عاشقين يصعدان الجبل للاستكانة بمغارة لا تستقبل الا من يرتل مزامير أبجديات كنعان من جديد... صار أريج البراري المعطرة بنسائم الأقحوان وشقائق النعمان... صار أيقونة قدسية معلقة بأعناق حراس وسدنة الحلم الذي سيكون.... صار المخلص، المحلق في عنان سماء المنتظرين لعطاءات سنابل القمح المتطلعة نحو الشمس... وصار نجمة مضيئة في فضاء حقائقنا لترشدنا دوما اتجاه بوصلة لا تنحرف...
صار رمزا لتوق الأحرار لثورة تغتال الظلم... صار رقما صعبا في حسبة الأرقام، وبمعادلة الأشرار... وصار مفردة من مفردات التبشير بالقيامة من جديد لجموع السجد الركع بحضرة النخيل ببلاد الرافدين.... ومعزوفة على قيثارة الزمن الرديء يتردد صداها في حواري القاهرة، قاهرة طفولة الحواري المتمرغة بأوحال النيل والوسخين من غبار عبث العابرين أزقة الفاطميين الأولين، صار نبيا يتصدى لفراعنة العصر الجديد.... وكلمة سحر تلقيها جميلة صارخة الجمال في صحاري تيه وهران، ولربما أيضا يتراءى أكثر بائها بلوحة من لوحات جسور قسنطينة ما بين وريقات رواية القادمة من احلامها... صار أهزوجة تغنيها سمروات النوبة حينما يشتد الشوق لحكايا العشاق الفقراء... صار لعنة على قتلة المرأة المتمردة بأزقة بغداد...
كان الشاهد والصابر والصامد في شارع الحمرا ببيروت حينما كان لاسمه ذاك الصدى المرتد عن جدران ضجيج المعارك... وعندما تصدى لبساطير الغزاة، وتصدى لعويل المنتفخين تكرشا، وتجار الحزينة بيروت بذاك الصباح حينما كان الوداع لرذاذ الموج المتكسر على صخرة الروشة...
وبعد صار الرمز للجنوبين الملتصقين بشمال الجليل، وصار طقسا من طقوس سادة البنادق بتموز، وكتابا بجيب السيد الكربلائي ذي العمامة السودء...
صار شامخا مرتسما بقاصيون الدمشقي وعلى نغمات التراتيل الجولانية نسمع صوته الهادر للعودة المظفرة وللعزة الآتية...
صار حلم عذارى القدس بأن يكبر ويأتيهن عند أول الليل حينما يشعلن النار لاستقبال الغيارى من رجال سطروا كلماته فعلا وقولا بليغا فصيح...
صار المعنى الأهم لشباب بكرمل الحيفا، يعرفون أن ثمة طفلا كان ينظر دوما نحو المكان ليعود يوما، ولا بد لهم من أن يهيئوا أمكنة لتلك العودة....
صار عربيا ناطقا باسم الجمع دون أن يجيد لغة الخطابة وقواعد النحو والأدب... أو فنون الكلام، وليس له سابق معرفة بالتوزانات الدبلوماسية أو بدروس الكياسة وفن التعامل مع نساء الغرب أحيانا...
أعلن تحيزه منذ البدايات ونطق باسم الوسخين، انتمى لكل الأديان ولكل العابدين المتضرعين بحضرة الإيمان، وتعلم معنى أن تكون الإنسان أولا، وأن تكون الأوطان أولا، وأن تدوس على الكبار في علب الليل الحمراء، وأن تعلن عن هويتك.. ومن أنت... وممن تتكون... وماهية أحلامك... وليكن من بعد ذلك كل الطوفان، وكل الحرب، وكل الجبروت، وكل كواتم الصوت، فلن تغتال أحلامك وأحلام الفقراء....
عرفوه بكل الأمكنة... وعلموا عنه قضية شعب لا يستكين ويحارب الظلم القادم من شمال الشمال.. وعلم العالم من نكون دون اجتهاد بالسفر أو إجادة للغة الأخرين، نقش وصاياه مبكرا، فقد كان يعلم أنه سيترجل مبكرا ليصنع من بعده حكاية الرمز، وأسفار التكوين لشعب يُبعث من جديد وسط أدخنة حرائق غابات اللوز والتين والزيتون، فقد كانوا يظنون أن تلك الغابات ستحاربهم أيضا، وحينما اقترب الرحيل تحرك الناظر دوما للأمام ولخلف المُنتظر تجاه حجارة الأرض، فقد عرف سر حجارة الأرض وكيف ستؤتي ثمارها بيد أطفال كانوا ينظرون وينتظرون كما هو دائما ينتظر الناظر دوما...
فقد صار الحنظلة تعويذة لكل الفقراء ولكل المحرومين ولكل الثوار في بلاد الجنوب والمسافرين بمواسم الهجرة نحو شمال أحلامهم....
هكذا كان وهكذا سيكون.... وسيبقى الاسم الملاصق للعلم معلقا بأعناق العذارى والغيارى... فيا سادة القتل هل تعلمون و تعرفون من كان..؟؟ وبقتلكم وذبحكم لأنصار الحب لن تهدأ ثوراتهم... ويا قادة التطبيل والتزمير أوقفوا ولو قليلا ضجيج أصواتكم، وارحلوا.... فقد صار الحنظلة مايستروا أغانينا التي نرددها ونحفظ معاني بواطنها... ونطرب على ايقاعات موسيقاه... وصرنا كما نحن نستشعر أوطاننا ونتوق إليها ونحن نحيا في كنفها كمن هم الغرباء... نناجي سماءها وعشبها ومطرها وربما أيضا سنعلق الحنظلة بعنق الوطن ليشهد العالم أن للفقراء ما زال مكانا تحت السماء فهل تسمعون...؟؟؟






#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقا على دفع الغرامات المالية للمعتقلين في غزة....
- عشاق العتيقة في حضرة فخامة السيد الرئيس....
- في تحليل إستطلاع الرأي لمركز القدس للإعلام والاتصال ( JMCC ) ...
- الأطروحة السلامية الإسرائيلية في ظل التشكيك الفلسطيني بشرعية ...
- في تناقضات تصريحات الرفيق حواتمة والنظام السياسي العام ....
- قراءة بانورمية لخطة بيرس الجديدة....
- حول وحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير في ظل (الحلول السياسي ...
- التناقض والممارسة في ابجديات العمل الوطني في حركة فتح....
- مناجاة مقدسية للسيد نصر الله ....
- مؤتمر بوش للسلام.... التطبيع قبل التوقيع....
- الى الشاعر الكنعاني محمود درويش....
- اسئلة برسم الفوضى الفتحاوية....
- عسكر مين وعلى مين ..؟؟
- المقاومة... ظل الحرب الأهلية الفلسطينية...
- في وجع الذبح والقتل ومشهد الهروب...
- دعوة الى حركة فتح ....
- معادلة عرس الدم الفلسطيني
- الحرب الأهلية الفلسطينية قد اصبحت حقيقة....
- ما بين دعوات اولمرت للسلام مع سوريا وتسخين الجبهة الحربية... ...
- أبعاد الدعوة لتشكيل بلدية القدس الفلسطينية....


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - تعويذة للمحرومين....