أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - بيان حزيران الفقراء ...














المزيد.....

بيان حزيران الفقراء ...


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


كم هي مثقلة اجندتنا الفلسطينية بمحطات (نكبوية ونكسوية وتقاتلية ... ) وتكاد تكون مليئة بكل افعال الهم والغم والقتل والتقتيل والصراخ، بل صارت حافلة بهوامش الذبح على خلفية الإنتماء السياسي والحزبي برصاص الأخوة الاعداء، رفاق القيد والبيت ولربما القبر الواحد ... ولكل شهور العام لدينا الشيء الكثير من المرثيات لنمارس بواكينا .. ولنعايش أزماتنا ووقائعنا حتى صار لنا الكثير من المناسبات التي تنتظرنا لحراستها من عبث النسيان، وشقائق نعمان ما عادت تفرق عن هوية القاتل ان كان اخا ام رفيقا ام عدوا من زال يتربص بطريق الاحلام ....
هي الذكرى من جديد في حزيران الأليم، ولحزيران معنا أقاصيص وحكايا، فسقوط الجيوش العربية الزائرة على جبهات القتال، والتي تنزهت بساحات الوغى، كانت هنا قبل اربعين سنة وسنة... لتشهد بأم عينها كيف أُغتصبت ام المدائن وسيدة الروابي، ومدينة الله....
ولحزيران الماضي نقوش على اجسادنا حينما شهدنا سقوط اخلاقنا وقيمنا وأصبحنا كمن يتوسل ويستجدي سادة العصر الجديد وامراء المنابر وملوك الإقطاعيات بوطن يأن تحت ضربات ذوي القربى اكثر... بحزيران الماضي كانت لنا وقفات خزي وعار حينما صارت فلسطين عنوانا لممارسة فن العهر السياسي السلطوي ... وكنا ان ركعنا سجدا ركعا لمن يأتي مجددا مهللا مكبرا بالفتح الجديد... بحزيران الماضي شهدنا سقوط اقنعتنا وزيفنا حينما دوسنا كوفية ظلت لعشرات السنين متألقة متباهية على الروؤس .... وصرنا حراسا للقبور... ولوردة حمراء تحاول ام تنمو وسط خراب البساتين ... بحزيران كان الطريق طويل والمشوار صعب، وما بين الحزيرانين تبدلت القصص واختلفت المعايير والقيم، كنا نقول اننا لا نقبل القسمة على اثنين فصرنا نقبل قسمة اشياءنا على انفسنا ونحمل في ثنايانا كل تناقضات ابجدياتنا، وقسمتنا هذه قد طالت كل ما لايمكن ان يقبل القسمة فصار لنا وطنان ورئيسان واعلام اكثر... بحزيران تبدلت كل المعاني ... فكنا ان شهدنا جر جثث القتلى بشوارع البؤس والشقاء... وصلينا بالعراء وإمامنا هلل وكبر وركع وسجد واكتشفنا ان صلواتنا لرب غير رب الأخرين فكان القتل والذبح وضرب الهروات لمن صلى، فالأمير الجديد لم يجز للصلاة ان تستمر في ساحات ذاك المسمى امارة من أمنوا بالدين الجديد، وصار المشهد هنا في ظل الحكم الرشيد لسيد لغة الأرقام مختلف عن اللغات الأخرى ... فهو لا يعرف الا عمليات الطرح والجمع وحسابات ارقام الخزينة وإستثمار ودائع المواقف لرعاة العوالم وحتى ترضى امبرطوريات البزنس عن سلوك أولي الأمر منا .. فصرنا كمن يلوذ من فعل صلاة المؤمنين نحو تجارة الرق الجديد ...
قيل لنا ستكون لنا الحرية والسيادة والاستقلال، ولكننا لابد ان نأخذ حصصنا من دمكم، ومن شعوركم بالمواطنة الكريمة، واصبروا وصابروا فموعد الفجر لابد قادم، وسيزول الليل وانفضوا عنكم غبار سنين شقاء كل حزيرانيات السنون، واستعدوا لممارسة الفرح، وكونوا كما هي الشعوب الأخرى حينما تتدافع نحو من يغني ويرقص ويمارس اللهو وسط المدائن ... فإستبشرنا كل الخير وروحنا نسترق السمع لمعتلي منصات التصريحات ونرقب تحركات سادتنا ونحلل ابتساماتهم ونعشق ظهورهم على شاشات عملاقة واصبحنا خبراء بلغة اجسادهم ونقرأ ما بين سطور بياناتهم، وخبرنا فنون التكتيك وما يقال وما لا يقال، وما يجب ان يقال وذاك المحرم على القول، وكانت لنا كل المواعيد ان هذا الحزيران لهذا العام سيكون نهاية حزيرانيات السقوط ... وكان ما كان من تأجيل لفرح السيادة والحرية والدولة وقيل لنا عودوا وانتظرونا من جديد لبشارة اخرى بعامكم القادم بسنة أتية... ولكن كونوا منتظرين هادئين كما يجب ان تكونوا والا فحزيران سيحمل لكم الجوع والقتل والهم والغم وابقوا على عهودكم وسيد لغة الارقام...
صار ما صار بحزيران ونحن على موعد مع تموز الحرب ليأتي اب الإنتصار هناك حيث يتربع السيد على عرش مقاومته ولا يأبه لصوت الأمبرطور وكان ما قبل حزيرانهم ايار اندحار الغزاة عن الجنوب الذي عاد الى وسط وشمال الأرز... وهنا وجدتني متسائلا اي شهورنا الفلسطينية ستحمل لنا البشارة ما بعد حزيران المسمى حزيران النكسه وحزيران الإنقسام وحزيران التلظي والتشظي، فجاءت البشارة ايضا بحزيران ليكون الحوار لبلسمة جراح صلاة القتل والضرب بإمارة غزة والرقص بشوارع رام الله.
فيا ايها السادة ويا أولي الأمر فينا ... ويا عمالقة الحضور الإعلامي ... ويا محترفي فن صناعة الكلام وصياغة فنون التكتيك ... هذا بيان حزيران الفقراء ... الذين يتأبهون لأن يغادروا مشهد المواعيد القادمة في الأجندة الفلسطينية ... اسمعوا جيدا واعلموا ان ثمة من يولد الأن وسيكبر غدا ولن يطيق رسم وجوهكم على مساحات الوطن ان بقيت هذه الأجندات فقط غما وهما وقتلا وذبحا ....
ايها السادة، على مختلف مشارب فقهاءكم وتعاليم اديانكم وكتبكم التي صارت مقدسة، واراء امراءكم، ورؤية رعاة مشاريعكم، هي كلمة الفصل وكلمة العدل وبما سينطق به الشهداء ان عادوا، فليس في الوادي الا حجارته، ولن تكون الا لغة الضاد لغتنا، ويونس في باب الشمس سيتسلل نحو مغارته وخلوته ليمارس عشقه لنهيلته، وسيعدوا ركضا نحو جبال الجليل وينحدر نحو وديان الشمس ليصل الى قبلة الله الأولى، ويركع ساجدا مصليا عند جلجة المسيح، ويسير بدرب الألالم ليوجه لكم النداء من جديد بحزيران هذا بأن عودوا الى رشدكم وقولوا ما يجب ان يقال للفقراء الذين يعرفون ممارسة الحب والعشق قبل ان يتمشقوا بنادق من سطروا بالأحمر القاني ابجديات التاريخ ....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
- في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع ...
- في أزمة الحكومة الفلسطينية....
- وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟
- نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
- في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي. ...
- القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - بيان حزيران الفقراء ...