أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ....















المزيد.....

حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل يوم هناك الجديد في تصريحات اقطاب معادلة الصراع الفلسطيني الفلسطيني، واقول الصراع لأنه بالفعل قد أخذ وما زال يأخذ شكل الصراع التناحري وعلى مختلف المستويات والصعد، الأمر الذي جعل هذا الصراع يصل الى مرتبة التناقض الرئيسي في معادلة رسم خارطة التناقضات الطبيعية في ظل المجتمعات والشعوب التي تعيش الاحتلال وممارسته، واستجابة الجماهير لفعل مقاومة هذا الاحتلال، على اساس ان القوى الجماهيرية والشعبية المقاومة تحدد بالضبط طبيعة خارطة التناقضات هذه على اسس علمية وعملانية. والطبيعي ايضا ان تحدد طبيعة تناقضاتها ما بين اقطابها وتشكيلاتها في ظل مرحلة التحرر الوطني ومقاومة الاحتلال على طريق انجاز المشروع الوطني التحرري، حيث يكون الحرص دائما بصرف النظر عن طبيعة الاختلافات والنزاعات ما بين اطر وفصائل وقوى الحركة الوطنية على ابقاء درجة التناقضات هذه ثانوية من خلال العمل على انجاز المشاريع السياسية ووضع البرامج المشتركة التي من خلالها يكون التعايش العمومي في الإطار الوطني الجامع، وغالبا ما تكون هذه البرامج توافقية وذات طابع ثوري براغماتي يخدم المصلحة الوطنية العليا، بل ان الحركة الوطنية وبالنظر الى مصالح جماهيرها ومسارها التحرري النضالي تعمل وباستمرار على ردم حجم الفجوات ما بين تكويناتها الفكرية والسياسية وحتى الأيدلوجية من منطلق رسم خارطة التناقضات بدقة والتي تحدد مسار العمل النضالي التحرري برمته ليصبح هناك ما يمكن ان نسميه التناقض الأساسي وذاك الرئيسي والثانوي والثانوي جدا، والذي من الممكن التعايش معه بشكل طبيعي كونه من سمات المجتمعات والتجمعات البشرية عموما، اما ان يتحول التناقض الثانوي الى تناقض رئيسي وفي بعض الأحيان الى أساسي قذاك انما يعكس خلل في الفعل الوطني على الساحة بشكلها العام ....
لاشك ان الساحة الفلسطينية اليوم قد باتت مخربشة ومتناقضة واساسيات بل وابجديات العمل الفعل الوطني التحرري، حيث ان استمرار الحالة الإنقسامية وتطورها وتعزيز تجربة الإقتتال الداخلي والتنظير لها تارة سياسيا ومرة قانونيا، إنما يشكل حالة من حالات العبثية والعدمية في اهدار الجهود الوطنية والشعبية لتتحول بالتالي القوى الجماهيرية والشعبية وفصائل العمل الوطني التحرري الى حالات شعبوية عديمة التأثير والجدوى على الساحة المحلية وبالتالي الإقليمية والدولية.
ان الحالة الجديدة التي يدور الجدل عليها هذه الأيام تتمثل بقانونية او عدم قانوينة التعامل مع الرئيس محمود عباس ما بعد شهر يناير 2009، على اعتبار ان الدورة الرئاسية الإنتخابية قد أُستكملت وكأن الأزمة الفلسطينية الداخلية تتثمل بالتفسيرات القانونية لمنظومة القوانين التي تحكم علاقات الفصائل والقوى بعضها ببعض، مع العلم ان الكل متفق ومتوافق على التفسيرات القانونية ومتوافق ايضا على النظم الحاكمة لواقع الحياة السياسية، والكل يحتكم لهذه القوانين والنظم بالرغم من ان هذه القوانين والتفسيرات القانونية لا تستوي بالمطلق والحالة الفلسطينية والتي لا نعلم حتى اللحظة ماهية التوصيف الفعلي لها، بمعنى هل ما زالت الحالة الفلسطينية وبتفسير فتح او حماس وحتى بتوصيف فصائل منظمية التحرير الفلسطينية الموالية منها والمعارضة، هو توصيف لمرحلة التحرر الوطني ام توصيف تنطبق عليه مواصفات العمل السياسي الحزبي على اساس السلطة والدولة...؟ ومن المعلوم بهذا السياق ان هذان المفهومان والتوصيفان متضاربان ولا يمكن التقاءهما بذات الوقت .... وعلى الكل الوطني ان يحسم هذا الجدل الغوغائي وبالتالي ومن خلال هذا الحسم يكون التوصيف الفعلي لطبيعة المرحلة ليُصار حينها الى اعادة رسم خارطة التناقضات وما تفرضة تداعيات العملية النضالية الكفاحية ذاتها اذا ما كان الحسم بإتجاه التوصيف الأدق للمرحلة والتي تعني اننا ما زلنا نعيش مرحلة التحرر الوطني. واذا ما أُعتبرت المرحلة مرحلة سلطوية بإمتياز على طريق بناء الدولة وتعزيز سلطتها، فلابد على من يتعامل وهذا المفهوم ان يحدد بالضبط منطلقات وتداعيات العملية السياسية هذه وبالتالي عليه ايضا ان يحدد خارطة التناقضات للدولة او السلطة العتيدة وان يتعاطى بمنطق الدولة ومنظومة قوانينها ...
ان ازمة النظام السياسي تتلخص في تعدد التفسيرات وتداخل المفاهيم بعضها ببعض حتى بات هناك الكثير من الرؤى المطوعة قصرا لصالح هذه الجهة او تلك ويبقى دائما التفسير والجدل القانوني سيد الموقف لكل من يريد إحراج الأخر في اللعبة السياسية الداخلية في الوطن اذا ما جاز التعبير.. مستخدما كل ما يمكننا ان نسميه الحذلقات السياسية تارة والتفسيرات القانونية لما يسمى النظام الاساسي للسلطة تارة اخرى او لتلك المفاهيم التي تحكم العلاقات الداخلية في اطر منظمة التحرير الفلسطينة تارة اخرى .. وكأن الأزمة فقط تندرج في الفهم القانوني، الا ان الواقع عكس ذلك تماما الأمر الذي يخلق معه الكثير من المغالطات التي وللأسف تصبح مسلمات باللغة الفلسطينية السياسية الراهنة يتم التعاطي معها بشكل طبيعي وكأنها حقائق فعلية.
ويطل علينا اليوم واحد من ارباب الحذلقات السياسية هذه، ولربما من يحاول ان يكون فقيها من فقهاء الفهم القانوني ليقحمنا في أتون الصراع من جديد على اساس ان الولاية القانونية لرئاسة السلطة ستنتهي بشهر يناير من العام القادم وبالتالي فانه ومن يمثل (حركة حماس ) لن تتعامل مع محمود عباس بوصفه رئيسا للسلطة، (وهذا بالتفسير القانوني سليم وصحيح ولا اختلاف عليه) ولكن هذا الطرح بالظرف الراهن من شأنه تأجيج الوضع الداخلي وتعطيل امكانية التوصل الى حلول واقعية ومنطقية وبذات الوقت استراتيجية قابلة لإستيعاب الحالة الفلسطينية برمتها. وبالمقابل جاء الرد من قبل فتح صارخ معتبرا ان حماس باغتصابها للسلطة ليست في موقع يؤهلها للإفتاء في القانون وتطبيقاته، وحال النظام ووحدته.
اعتقد ان أزمة الثقة ما بين الحركتين واتباع اساليب المناكفة قد باتت هي التي تحدد توجهات مسار فعلهما السياسي ونظرتهما للشأن الداخلي وتداعياته ولم يعد اي قيمة للتفسيرات القانونية التي يتشدق بها البعض او حتى التوافق والاتفاق السياسي على اعتبار انه بالسياسة وبالفهم السياسي وبالنظر الى تطورات المواقف السياسية قد صارت متقاربة بل نستيطع القول انها الى حد ما متطابقة سواء فيما يتعلق باقامة الدولة على حدود الرابع من حزيران او فيما يخص بسط سيادة الدولة على كل الأراضي بما فيها القدس كعاصمة لها او فيما يتعلق بالعودة الى الشعب من خلال الإستفتاء الشعبي العام على نتيجة العملية التفاوضية اذا ما انجزت شيء ما، وحتى فيما يتعلق بالتهدئة مع الاحتلال والمواقف اتجاه ممارسات الاحتلال ...
أعتقد ان على أن حركة فتح وحركة حماس ومكوناتهما ان تلتزما بالقوانين الفلسطينية الناظمة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتفسيرات المؤسسات الدستورية ذات العلاقة، وعليهما كذلك الإلتزام بالأخراج الموضوعي والعملاني لحالة الأزمة السائدة اليوم والتي تحولت الى تناقضات رئيسية عناوينها البارزة الصراع على السلطة ولا شيء سوى ذلك.
وبتصوري ان الحل الموضوعي والعملي لهذه الحالة يتمثل بالانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة، كوسيلة لاستعادة عافية النظام السياسي ووحدة الوطن المحتل.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يعود الشهداء ....
- لفقراء الوطن كلمة ايضا ...
- لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟
- في حضرة دلال المغربي ....
- في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟
- هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
- الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
- بيان حزيران الفقراء ...
- قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ....