أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...















المزيد.....

ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 01:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يقتصر الغضب من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار، على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بل تخطاه إلى واشنطن، ذلك أن معلومات صحافية قد اكدت أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اتصلت بأبو مازن عقب عودته من بيروت وأبلغته (انزعاج الإدارة الأميركية من تصريحاته عن حق العودة وموافقة الأميركيين عليها، ومن لقائه الأسير المحرر).
وأشارت المصادر، إلى أن الرئيس الفلسطيني أبدى استغرابه من حديث رايس، وأشار إلى أن ما قاله عن موافقة أميركية على عودة اللاجئين هو ما وعدته به الإدارة الأميركية التي ضغطت عليه للقبول بتقديم تنازلات لإسرائيل في قضية القدس المحتلة...
وأشارت تلك المصادر أن (أبو مازن طلب من رايس الكف عن التدخل في شؤون السلطة الفلسطينية بهذه الطريقة. وأبلغها أنه بوصفه رئيساً للشعب الفلسطيني يزور من يزوره ويلتقي من يلتقيه من دون إذن أو تصريح من أحد ... وبذات السياق فقد اشارت ذات المصادر إلى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، أبلغت رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع، «غضب إسرائيل من اللقاء الذي جمع عباس بالقنطار في بيروت»... وتأتي هذه التوجهات والتصريحات في الوقت الذي ابلغ فيه اولمرت الرئيس عباس عن امتعاضه من لقاء الأخير مع القنطار .... وهذا انما يعكس طبيعة العقلية الإسرائيلية التي تحكم نمطية العلاقة والسلطة وكأنها علاقة الوصايه وعقلية السيد والعبد والرئيس والمرؤس وهو الأمر الذي بات مزعجا بل ومقرفا الى حد كبير بدليل طبيعة الرد الفلسطيني على لسان ابو مازن الذي ابدى بدوره امتعاضه من طريقة واسلوب التوجه هذا ... واعتقد ان من وراء هذه التوجهات اكثر من دلالالة لعل ابرزها محاولة الإيحاء للرئيس الفلسطيني ان تحركاته ولقاءته لابد ان تكون محكومة بالسقوف الأمريكية وبالتالي الإسرائيلية مما يعني إظهار السلطة وبالتالي المشروع الوطني الفلسطيني برمته وكأنه تحت العباءة الإمريكية فقط لاغير وهي الجهة الحصرية الوحيدة التي لها الحق المطلق بتحديد اولويات المسار الفلسطيني وتوجهاته ودائرة فعله وبالتالي منطلقات تحركاته وان كانت على شكل لقاء كلقاء الأسير المحرر سمير القنطار ... وكأن القنطار قد اضحى لا يستحق ان يلقاه الرئيس الفلسطيني او ملاقاته تهمة تستحق العقاب والملاحقة القضائية من قبل دوائر القضاء الإمريكي وهو الذي قضى ثلاثون عاما في السجون الإسرائيلية وخلال هذه السنوات كان ان ألتقى بكافة قادة العمل الوطني الفلسطيني وممن يتربعون الأن على عرش السلطة الفلسطينية بل أكثر من ذلك تدرك اسرائيل ويدرك البيت البيض ذاته ان القنطار شكل رمزا من رموز العمل الوطني الفلسطيني وان كان لبناني الجنسيه شانه بذلك شأن كافة الاسرى المحررين ...
مما لاشك فيه ان هذا النمط من التعاطي والرئيس الفلسطيني من قبل الادارة الامريكية وبالتالي الطرف الإسرائيلي وحتى تسريبه للإعلام يشكل انتقاص لمكانة الرئيس المعنوية وتدخل سافر بالشأن الداخلي حتى على المستوى الشخصي في تحديد اجندة اللقاءات وقد يكون الجانب الامريكي قد اراد ومن خلال هذه الاسلوب التمنطق بمنطق الامساك بزمام السيطرة اللوجستية على تحركات الرئيس الفلسطيني والذي كان قدة افلت منها عندما اصر على حضور القمة العربية الأخيرة في دمشق رغم المحاولات الأمريكية لمنعه من التوجه الى العاصمة اسورية انذاك ... وحتى توالي زيارته الى سوريا ولقاءاتها مع مختلف قادة فصائل العمل الوطني وهو الأمر الذي ازعج تل ابيب وادارة البيت الأبيض ... ويأتي لقاء الرئيس مع الأسير المحرر سمير القنطار في سياقه الطبيعي والأقل من العادي لولا هذا التوجه الأمريكي والإسرائيلي والذي اعطى لمثل هذا اللقاء اهميته ....
اعتقد ان الإحتجاج الأمريكي على لقاء القنطار يعيد الى الأذهان طبيعة وحقيقة علاقة السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية وماهية حيثيات هذه العلاقة حيث انه من الواضح ان هذه العلاقة لا تراعي بالأساس خصوصية الأخر او هوامش الإستقلالية التي من المفروض ان يتمتع بها اي نظام سياسي قائم في المنطقة وان كان هذا النظام يفتقد للحد الأدنى من سيادته واستقلاليته وهو الأمر الذي ندركه تمام الإدراك في حالتنا الفلسطينية ولكن ان تصل الأمور لحد التدخل بأجندة لقاء هذا او ذاك فهو الأمر الذي تصبح فيه السلطة مجرد ديكورات هيكلية لها ادواها الوظيفية في إطار السياسات الإقليمية وبالتالي الدولية بمعنى استخدامها وتوظيفها في بنك اهدافها الإقليمية الأمر الذي يعني ان البيت الابيض يتعاطى والسلطة الفلسطينية كونها اطارا عمليا لتوظيف السياسات الأمريكية في المنطقة ... وليس أدل على ذلك سوى طبيعة السياسات المتبعة من قبل دبلوماسية رايس اتجاه السلطة الفلسطينية وازدواجية معاييرها وتعاطيها اللامعقول واستحقاقات المرحلة ومعطياتها وتداعيات العملية السلمية التي اصبحت مجرد نهجا تسوويا يتم استثماره في المعارك الإقليمية للإدارة الأمريكية وبزارا في مزيدات العملية الإنتخابية في أتون السياسات الإسرائيلية الداخلية ....
اعتقد ان على السلطة الفلسطينية اعادة حساباتها من جديد جراء هذا النهج الأمريكي والتعاطي ورئيسها بشكل خاص والتعاطي وشؤونها بشكل عام، بل لابد للسلطة من وقفة تقييمية حقيقية وفعلية لطبيعة علاقتها والإدارة الأمريكية الأمر الذي يفرض عليها حوسبة العلاقة من جديد خصوصا في ضوء التغيرات المتصارعة على المسرح الدولي وعودة البوادر الأولى للتجاذبات الأمريكية الروسية على خلفية ازمة جورجيا والنجاح السوري بفك عزلة الحصار من خلال التقارب الفرنسي السوري .... والتورط الإسرائيلي المتزايد في أزماتها الداخلية والنجاح الإيراني في مواصلة برنامجها النووي والغرق الواضح للجيش الأمريكي في المستنقع العراقي .... اعتقد ان كل هذه المعطيات وكل هذه المؤشرات لابد من ان تؤهل السلطة الفلسطينية للفكاك ولو نسبيا من القبضة الإمريكية وتحررها على مستوى القرار والتحرك وعقد اللقاءات بما يتوافق ويتناسب والمطلوب فلسطينيا اولا تحقيقا للمصلحة الوطنية العليا وان باتت هذه المصلحة محل خلاف وتشكيك في ظل الحالة الفلسطينية السائدة بالظرف الراهن ...



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....
- الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....
- بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....
- القدس تتوحد مع غزة
- حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ...
- حينما يعود الشهداء ....
- لفقراء الوطن كلمة ايضا ...
- لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟
- في حضرة دلال المغربي ....
- في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟
- هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
- الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
- بيان حزيران الفقراء ...
- قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
- في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
- حماس وقوانين اللعبة السياسية ....
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...