أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....














المزيد.....

تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذه المرة تجيء المناشدة من القدس ايضا، وباسم القدس لكل مجانين فلسطين، ولكل العابثين بها وبتاريخها، ولمن يدعي انه يملك حقيقتها لوحده، ولهؤلاء المتربعين على عروشهم باسم الرب تارة وباسم الشرعيات المنقوصة والمبعثرة تارة اخرى.
هذه المرة يأتي الصوت مجلجلا من رجل من رجال الله، ومن قال يوما سلاما عليك ايها الوطن المحمي بدموع الثكالى، وبآهات عذابات من يعبرون الدروب باحثين عن لمسة عشق فوق الأرض لا تحتها. تأتي مناشدته وكأنه الصوت الذي ننتظر، ويأتي حضوره وكأنه لم يغادرنا يوما، عرفناه منذ كنا نعبث بحواري العتيقة وأزقتها، وربما صادفناه وهو يعبر مهموما طريق الآلام، فلم يكن ليعبر هذه الطريق دون ان ينحني بدربه، أوليس ابن مريم قد ترجل بالطريق وصاغ عبارته وصلى ورتل كلام ربه هنا...؟
بكامل هيئته كان يقف شامخا بجوار اسوارها ويقول همس الكلام ويصوغ شيئا من مقدسات البتول ويناجي العابرين المهرولين نحو أقصى القبلة الأولى، ويقف لبرهة حينما تعلو التكبيرات ليتأكد من انسجام قرع الأجراس والله اكبر، الحي الفلاح، الواحد الصمد. عايش تفاصيل القدس ومضامينها، وعلم اسرار عشقها وحبها، وخلع عنه ثوبا أرادوا الباسه له عنوة، فأعاد لدرب الآلام ولسيرة العيسى المقاوم معاني اخرى كان ان تتلمذ عليها من سيرته، فامتشق بندقية مقاتل وجاب البراري والجبال باحثا عن عشاق الليل بحضرة القدس، وسافر بكل الاتجاهات وببطن التاريخ ليكشف اللثام عن حقيقة حاولوا تزويرها وطيها، واستدل على ابن العوام المقاتل المقاوم بصفوف صلاح الدين ضد من جاء غاصبا من الغرب وانكسر بيده الصليب المزيف ليرفع هو صليبه على تلال الجلجلة ...
جاء صوته بالمواقيت الصحيحة هذه المرة، وكأنه اختار الحديث في ظل صمت الرجال وضياع الكلمات الصانعة للمواقف الحقة لينسجم القول البليغ مع صراخ الأمهات ومناشدة العجائز وضياع الحكماء، وتقاتل الأخوة الأعداء، ويهوذا يكمن بالمكان وابو جهل ما زال يحارب محمد ابن عبد الله وقريش تحاصر الفقراء في الثغور والجبال ....
زمجر الفارس بكل وقاره ... واعلن باسم نبي الفقراء ورسول المحبة عن زمن لابد ان يأتي ليُصار للقدس رجال يؤمنون بها وبقدسيتها ولن يبرحوا المكان ... وان ابعدوا او هجروا لابد ان يحملوا عبقها واياهم ولن يبدلوا عنها تبديلا ... والتتار لن يصلوا الى اسوارها وان عاثوا في ازقتها فسادا فعين الله ترعاها وللقدس رب يحميها ولها ايضا رجال ممن اختارهم سبحانه ليتلو مزامير تعويذاتهم لها ... بل لها عشاق ينامون على تهاليل حفيف اشجارها ... ومؤمنين صلوا وصاموا وسجدوا وركعوا في الخندق الأمامي وغضبوا لغضبها وأمنوا بأمنها ...
هو الزاهد المتصوف بحبها ... وهو الوجه التي ارتسمت معالمها على تعابيره ... وهو ممن حين تشاهده تتراءى امامك شموخ مآذنها وعزة اسوارها واصرار كنائسها على الحياة .... وهو المعلم بعباءة المؤمن بالتسامح، والعنيد على الحق والمقاوم بحق، والناسك بمعابدها والصابر على ظلم ذوي القربى ....
هو المُسّلم بقرآنها والمؤمن بإنجيلها والمتعبد باسمها يرفع لكل رجالات العصر الجديد بيانه وكلامه وقوله وقبل كل ذلك فعله وما كان له من جولات مع الظلم وانتصار ارادة الحق .... فهل من مستجيب ..؟؟
هو المترجل الآن للقدس من خلال مؤمنيها واطفالها وجميلاتها .... يوجه النداء من منفاه ليظفر بالعودة بعد ان تجتمع القبائل المتناحرة من جديد وليكون لهم الأمير الرشيد ليعقد العزم ويجدد العهد ويتلو واياه ميثاق ابن الخطاب وصفريونوس ... ويكون الدخول للمسجد كما دخلوه اول مرة وسبت النور يضيء بوفاق المحبة وتراتيل المؤمنين ....
هو الجامع والقاسم بين من يصلي بأول الليل ومن يتمتع بسحر الأوطان بالنهار ... وله ان يدرك معادلة معايشة الوطن ومتطلبات عشقه وتحريره، دون ان يقتله ويدنس مقدساته وانسانه ....
هو مطران القدس ايلاريون كبوتشي يعلن عن ظمأه للقاء ابناء القدس وفلسطين في ظل ايقاف مهزلتها على يد ابنائها فهل لكم ايها السادة ومحترفي فنون الخلافات ان تتفكروا في قول مطرانكم الذي جاء بعيديته لكم ... ؟؟
يا سادة الأزمان ان للفقراء عليكم حق ... وللأطفال عليكم الواجب ... وللقدس نداء على لسان سادتها وشيوخها وسدنة معابدها ... وهاهو من منفاه البعيد يوجه نداء البعيد لكل من ابتعد عن طريق القدس وضل المسير ...



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
- مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...
- ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...
- على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....
- الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....
- بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....
- القدس تتوحد مع غزة
- حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية ...
- حينما يعود الشهداء ....
- لفقراء الوطن كلمة ايضا ...
- لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟
- في حضرة دلال المغربي ....
- في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟
- هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
- الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
- بيان حزيران الفقراء ...
- قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
- الفيصل .... الفصل في القدس ...
- قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....