أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - قراءة سياسية راهنة ....















المزيد.....

قراءة سياسية راهنة ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 08:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الواضح ان ما يسمى بالحوار الوطني الفلسطيني قد بات ضرورة اقليمية لعدة اعتبارات لعل اهمها وابرزها انقسام المنطقة بشكل رأسي ما بين مناهج متناقضة ومختلفة تمام الاختلاف، قبل ان يرتقي لأن يشكل ضرورة وطنية شعبية، وهو الأمر الملاحظ والملموس من خلال تحركات القادة الفلسطينين والإقليميين عربا كانوا ام غير ذلك، وعلى مختلف توجهاتهم ومستوياتهم وهو ما تبدو عليه الأمور حتى اللحظة وما تعكسه السجالات الفلسطينية المختلفة على أكثر من عنوان وعلى اكثر من قضية والملفت للإنتباه هنا ان هذه العناوين والقضايا التي باتت محل خلاف واختلاف لا يمكن حلها من خلال جلسات الحوار الوطني على اعتبار انها قضايا ذات ابعاد استراتيجية اولا وتتطلب التوافق على الإطار العام الذي لابد من ان يراعي هكذا اختلافات وتنوعات بالفهم الأيدلوجي للمسائل وللفهم السياسي من مختلف القضايا التي يتشكل الخلاف عليها الأن مع الأخذ بعين الاعتبار انه ثمة الكثير من هذه المسائل من الممكن التوصل الى ما يمكننا ان نسميه توافق وطني عليها اذا ما تم التوافق على المعايير التي من شأنها قياس ماهية المصالح الوطنية وضروراتها بالدرجة الأولى ... واعتقد بهذا السياق ان مسألة تحديد الأولويات الوطنية يلزمه اولا التوافق الوطني واستيعاب الأخر في حلبة التنوع الوطني الفلسطيني والتسليم بأن فلسطين لا يمكن احتكار قضيتها من هذا الفصيل او ذاك الحزب ... وهنا لابد من اعادة الأمور الى نصابها الصحيح بمعنى لابد من اعادة الإعتبار للبيت الجامع للكل الوطني الفلسطيني والمتمثل باللحظة الراهنة بمنظمة التحرير التي وبلا ادنى شك لابد من اعادة صياغة مفاهيمها وتنشيط مؤسساتها واعادة رياديتها الى الواجهة والى ما يجب ان تكون عليه ... وهنا لابد من الاعتراف ان الواقع الفلسطيني الراهن وبصرف النظر عن التسميات والمسميات قد اختلف ما بعد العدوان الإسرائيلي على غزة بمعنى ان الكثير من قوانين اللعبة السياسية على المستوى المحلي او الإقليمي وحتى الدولي قد صارت مختلفة تماما ما بعد الحرب على غزة وبالتالي فإن العدوان على غزة قد خلق واقعا فلسطينيا جديدا يتطلب اعادة النظر بالكثير من المفاهيم وبذات الوقت لابد من اعادة تقييم ونقد للمسار الفلسطيني برمته سواء أكان الرسمي والمتمثل بمسار قيادة م. ت. ف او قيادة السلطة الفلسطينية والأمر ذاته فيما يخص باقي القوى والفصائل وحتى تلك التنظيمات التي تنطوي الأن في الإطار المتناقض ومنظمة التحرير ... وحتى يكون النقاش او الحوار ذات معنى وبالتالي يقدم نفسه كمقدمة من مقدمات التوافق الوطني عموما اعتقد انه لابد من التسليم والأتي:
• ان الحرب على غزة وحتى نكون صادقين مع انفسنا (وبصرف النظر عن تسمية نتائجها الا ان تلك النتائج على الأقل قد اظهرت الصمود الأسطوري للشعب الرازخ تحت الاحتلال) قد قدمت مشهدا إقليمياً ودولياً يتمظهر اليوم بسلسلة من الهزائم السياسية والعسكرية والنفسية للقوى المعادية لتحرر الشعوب والتي قادت مسيرة استعباد الأمم والجماهير. إذ أثبت خيار المقاومة فعاليته وأفضى إلى تراجع المشروع الأميركي الإسرائيلي في اكثر من منطقة على الساحة الإقليمية، وبات هذا الخيار هو المعطى الاستراتيجي الذي لا مجال للتشكيك فيه.
• ان المرحلة اليوم هي مرحلة نهج المقاومة وانهيار نهج الاستسلام. وقد أكدت ذلك الحرب على جنين إلى الحرب على غزّة مروراً بالحرب على العراق ولبنان، فضلاً عن مقاومة الحصار والضغوط والابتزاز.
• هذا المسلسل العدواني مني بالفشل والإخفاق فالمنطقة العربية اليوم على غير ما أرادته إدارة العدوان الأميركي/ الإسرائيلي فموازين القوى تتبدّل في غير مصلحتها.
• إن المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي العراق المحتضنة من أهلها هزمت مشروع "الشرق الأوسط الجديد" أو "الكبير" وأحدثت تحوّلاً تاريخياً في مسار الصراع العربي/ ألإسرائيلي ومواجهة المشروع الامبراطوري الأميركي.
• ان هذه المرحلة التي حقق فيها نهج الممانعة والمقاومة صمودا امام تغولات المناهج الأخرى، شهدت كذلك تواطؤ مع رأس الحربة في مواجهة الاهداف الوطنية والعربية، وحصاراً لقطاع غزة، وسعياً لتصفية امكانية الفعل المقاوم واستئصاله.
• إن صمود غزّة، كما إنتصار لبنان، هو إنتصار على نهج المراهنة على المفاوضات والإستجداء السياسي وبذلك يكون الاثبات ان العملية السياسية وحتى التفاوضية لابد لها من اسناد وروافع لها. وهي المتمثلة بترسيخ مفاهيم العمل الوحدوي المستند على اساس مقاومة مخططات الاحتلال.

• لابد من اعادة التأكيد على ان فعل مواجهة العدوان وتحريرالاراضي المحتلة يبقيان القضية المركزية التي لا يجوز التحول عنها، وخلق صراعات جانبية مفتعلة تضعف من المواجهة ذاتها.

• لابد من ترسيخ مفاهيم الفعل المقاوم وتثبيت أن المقاومة هي مقاومة الجماهير وليست مقاومة حزب او فئة او تيار محدد وهي مقاومة تتناقلها الاجيال في سياق حركة التحررالوطنية.

• لابد من اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني من خلال العودة الى ميثاقها لعام 1968، وتبني خط المقاومة وتأكيد حق العودة وإعادة بنائها كحركة تحرير ومقاومة بحيث تضم قوى وفصائل المقاومة كافة، والتي اثبتت حضورها في الساحة الوطنية ومقاومتها للعدوان وسعيها لتحرير كامل ارضها، ورفضها لممارسة اي ضغوط عليها من أية جهة للتخلي عن قناعاتها ومفاهيميها الإستراتيجية.
اعتقد ان الحاجة لترميم البيت الفلسطيني وكما اسلفنا الذكر قد اضحى حاجة اقليمية لأكثر من سبب او مسبب لعل اهمها ما ورد اعلاه. ولابد من الإنتباه الى المخاطر الكبيرة والخطيرة والتي باتت تهدد القضية الفلسطينية برمتها وعلى مختلف الصعد. ومن هنا من الممكن فهم هذه الحاجات الإقليمية لتحقيق انجاز التوافق الوطني بحيث ان هذه المخاطر قد اصبحت تشكل مخاطر تهدد اركان كيانات وطنية على المستوى ا|لإقليمي ... ولابد من اعادة قراءة المشهد من جديد وتحديدا ما يتضح بالصورة الأن على المستوى الإسرئيلي والذي صار يخترع اشكال جديدة لرؤيته المسماة سلامية كنوع من اعادة لإنتاج الرؤية السياسية الإسرائيلية لذر الرماد بالعيون من جديد، وليس أدل على ذلك من اطروحة نتنياهو الجديدة والمتمثلة بتحقيق ما يسمى الأن بالسلام الاقتصادي مع الجانب الفلسطيني والذي يلاقي نوعا من التناغم على الأقل بالظرف الراهن ممن يمارسون لعبتهم السياسية بأسماء حركية اخرى سواء أكانت دولية او اقليمية وهي اسماء حركية بإمتياز كونها وعلى الدوام ومن خلال التجربة الفلسطينية معهم كانت تسوق للمفاهيم الإسرائيلية اولا وقبل كل شيء ... كأن يعتبر مثلا توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية ان مستقبل الضفة الغربية لابد له من ان يستند على البنية التحتية الاقتصادية، وتأهيلها للارتقاء بالمستوى المعيشي للسكان، كخطوة أساسية قبل الوصول إلى بناء الدولة. وكرر الشيء نفسه غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني أثناء زيارته الأخيرة إلى رام الله.
بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكودً، التقط هذا الخيط، وبدأ يركز على السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين والتعهد بعدم اعادة الضفة والجولان إلى أصحابهما العرب.
اعتقد ان جملة من المفاهيم بدأت تسوق لنفسها في مسار العملية السياسية الأن لابد من الإنتباه لها حيث كان الحديث في الماضي عن حل الدولتين، اما الحديث الآن عن السلام الاقتصادي ، أي تحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب مرتش بلقمة العيش، ومرتب شهري من الدول المانحة، مقابل أن ينسى قضيته الوطنية كلياً، ومن يشق عصا الطاعة فالعدوان وفعل التدمير بإنتظاره .



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يجب ان يُقال بالظرف الراهن ....
- بيان هزيمة الذات ...
- لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....
- ما بين ( فن الممكن) و( فن المستحيل ) بالحالة الفلسطينية
- حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في ...
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..
- دعوة لفهم منطلقات انعقاد الملتقى العربي الدولي لحق العودة .. ...
- حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....
- كرنفالية لعكا ...
- تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
- مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...
- ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...
- على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - قراءة سياسية راهنة ....