أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - (هناك من يغضب لمنظر امرأة لا ترتدي حجابا .... اكثر مما يغضب لمنظر طفل لا ينتعل حذا















المزيد.....

(هناك من يغضب لمنظر امرأة لا ترتدي حجابا .... اكثر مما يغضب لمنظر طفل لا ينتعل حذا


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



.... لقطر الندى صرخة مدوية في حواري الزقاق ولها ان تتألم من وجع اللحظة فقد جاءت ساعة الحقيقة لتكتشف ان ...( هناك من يغضب لمنظر امرأة لا ترتدي حجاباً،اكثر مما يغضب لمنظر طفل لا يرتدي حذاء ...) هذه الجغرافيا الممتدة من ذاك المحيط الفاصل الى الخليج الذي يُراد له أن ينطق بالفارسية الجديدة ... يتجول في ثنايا تلك العباءات الآتية من رحم الصحراء ومجاهيلها لتتلو مزاميرا كانت أن اندثرت في غياهب تيه الظلامية وفي ظل زهر اللوز الذي يحاول أن يتألق ويزهو، وحينما تصدح اهازيج فرح متسللة الى بيوت الفقراء بليل العراء عند النار الموقدة المعلنة عن قدوم الفلاحين البسطاء، قد كانوا للتو هناك يحرسون القمر الساطع على حقولهم ويمارسون لعبهم وفرحهم ويهمسون بالشجن احزان الثكالى ... ويباغتهم ذاك الصوت النشاز متوعدا بجهنم وبئس مصيرهم ... حينها تطل تلك الشاردة من وقائعها ووقائع اللحظة الراهنة حيث المطاردة لتطاير خصلات شعرها وهو رجس من فعل الشيطان ... وتستمر المطاردة لطفلة ابتسمت في زقاق الحواري لفتى حاول ان يقول ما قال اسلافه الأولين حينما تغنى ادم بحواء وهبط ببقاع المعمورة ملتهما التفاحة وحواء كانت الجالسة خلسة وافسد الحسابات وتلك المعادلات لتتكون ادميته وبشريته بثوبها وشكلها ....
في حسابات الربح والخسارة وحسابات السلطة تتوالى المفاجآت فقد جاءت ثورة العبيد اخيرا وهذه المرة لم يظهر للعيان سبارتاكوس ليقول كلمته بالجمع ويحاول ان يجمع البسطاء من حوله ولم يستعرض امامهم بطولاته او بالرماح اسقط اعداءه ... فقد كان سبارتاكوس يرمي بكلماته منذ مئات السنين في افئدة المؤمنين بضرورة اسقاط الفرعون والمملوك والأتي الى الحكم لا لشيء الا لكونه ابن ابيه ... واستجمع كل الفلاحين وهؤلاء المقهورين والتواقين للعيش فوق الارض لا تحتها قوتهم وظنوا انهم للخوف طاردين واسقطوا كل الجدران والقلاع وكان السقوط مدويا والعروش ما هي الا كرتونية وهشة كهشاشة الطين ... وحينما يسقط الخوف لابد من الردع والقتل بأمر أخر غير الآمر المعهود فجاء النعيق ممن يدعون الطهارة وممن يركضون ويتراكضون خلف اوامر السلطان واولي الامر والأمر بالمعروف يبقى امرا حصريا لولاة يأتون من خلف السراب. والليل اعلن عن حلكة سواده حينما اعتلى الكلام واحدا ممن يرى بالتغير واسقاط الطاغية نصرا الهيا واذنا ربانيا لمطاردة الفريسة تلك التي لا ترتدي حجابا ومن لا تؤمن بأحقية ارضاع الكبير وان صوتها عورة ولابد من اعادة عصر الرقيق والجواري وسبيهن جزء من تنصيب الحق واحقاق البيعة ... واما الجوع ومن يقضي يومه في سبيل العيش وكسرة الخبز فهذا جزء من الصراع الحياتي الطبيعي في ظل تصارع الحياة وان ترى الحفاة العراة فذاك صراع الاضداد ومنطق الاشياء في الخلق والخليقة وحتى يستوى العيش فالفقر من الامور البديهية والذاتية بعمق الحضارة البشرية ... وكل هذا على الاشهاد يا عباد ... فذوي الدين الجديد قد صار لهم مكان تحت القباب ولهم ان يقولوا وبالقوانين الآتية من تحت عباءتهم ان يتمنطقوا ... ويدعون انما بارادة الله يتلفظون ... وعند هذه اللحظة يصبح للواجب منطق اخر وعصر الحريم سيسود وحينها لابد من مطاردة الفريسة حتى ترتدي الحجاب وان كان الطفل في الحواري لا يرتدي حذاء ....
عندما يختلط الحق بالباطل، ويصبح الباطل سيد الموقف، لابد من اعادة لتمركز المفاهيم وتعريفها والاتفاق على شكل وطبيعة منطلقاتها، وتحديد المعايير والمقاييس التي من خلالها من الممكن تحديد حقيقة الموقف، وطبيعة المعادلة الفعلية لخارطة التناقضات الحاكمة للفعل ولردات الفعل، وللحدث وتاثيراته على مختلف المستويات، وطبيعة صناعة المواقف تجاه اي من القضايا المتفاعلة على مختلف الساحات، حيث اننا نعيش بعصر ما عدنا من خلاله نستوعب الحدث وبالتالي صارت الخربشة اذا ما جاز التعبير سيدة الموقف
وليس أدل على ذلك الا ما بتنا نتلمسه بظرفنا العربي الراهن وتراجع اولويات الوقائع العربية وهذا ليس تجني بقدر ما هو حقيقة .....
استطيع ان استوعب حجم الخربشة التي يعايشها المواطن اللاهث اليوم، فكل شيء بات متغيرا وعلى الأقل غير مفهوم بل انه غير منضبط السياق في اطار الفهم المنطقي والمتسلسل لقياس الأبيض والأسود وببساطة الأشياء لماهية الأبيض وذاك الأسود وما هو الصالح وما طبيعة الطالح بمعنى ان ثمة فوضى كبرى تغزو وجدان التفكير لدى الكثيرين من البسطاء وحتى ممن يدعي انه يعي قوانين اللعبة الدائرة رحاها الآن في المنطقة، فهناك انقلابات كبرى تحدث في انماط التعاطي والتعامل مع مسائل الشأن العام عموما .وطبيعة مناهج ادارة الازمات التي تعج بها الساحة العربية وتلك التي بلا شك قد صارت جزءا من فعل التاثر والتاثير حيث صار من الطبيعي ان نشهد الكثير من المفاجأت التي قد تصل الى درجة التحول في الفهم وانقلاب المفاهيم المنطقية للأمور كان تتصدر صغار الدول في المنطقة معسكر ما يسمى بالممانعة وهي التي يتمركز على أراضيها اكبر الأساطيل الغازية لقوى الهيمنة والاستعمار واستعباد الشعوب ... وان تصبح تجارة المواقف وبيعها وشراءها واحدة من النمط العام الذي يسود العلاقات الدولية ما بين اجزاء ما يسمى بالوطن العربي والذي اصبح الخلاف عليه وعلى تسميته وحتى على ترابطه امرا فيه وجهة نظر ... فالقطرية وسيادتها صارت هي سيدة الموقف والشغل الشاغل لحكام هذه الأقطار وسياسة المناكفة ما بين العائلات الحاكمة والمسيطرة هي الشغل الشاغل للفهم الدبلوماسي والتشويه واحد من مستلزمات العمل وادواته والقفز عن الحقائق ومحاولة لي الأذرع مباحة بكل الأوقات والأزمان والكل يتغنى بشعارات باتت مفرغة من محتوياتها العروبية القومية وحتى الوطنية التي من المفروض انها منطلقة من الفهم الشعبي الجماهيري لماهية مصالحها واهدافها والأثمان تدفع سلفا لصالح الغول المتغول المسيطر على قوانين اللعب في المنطقة من خلال الهوامش الممنوحة لهذا القطر او لذاك البلد وحيث ان سيد اللعبة قد اضحى مكشوفا ومعروفا فلابد من إطاعة الأمر والا فالعقاب بالإنتظار من خلال الهجوم المضاد على الحاكم والنظام بسيف الديمقراطية والشفافية وما يسمى بالعدالة ليُصار بالتالي الى الإطاعة والا فستكون الإطاحة وتسويق مفاهيم الديمقراطية الكاذبة كما هو الحال ببلاد ما بين النهرين التي جاءته الديمقراطية على متن دبابة غازية والكل كان متفرجا ويشهد اعدام العراق على مقصلة الذبح ... وان يصبح الجهاد فن من فنون القتل والتقتيل لكل من يختلف مع اولي الأمر فينا وفيهم مباح ومستباح والطريق الى الجنة لا يمر الا عبر القتل على الأشهاد، وتسويق ثقافة الموت التي صارت جزءا من مشهد العصر على حساب ثقافة رغد العيش امرا مقبولا بل واجبا تصل الى حد الفرض الإلهي لصناعة النصر بصرف النظر عن الناصر والمتتصر وذاك المنهزم، ولابد من القاء الخطبة العصماء بحضرة الركام وغمام الغبار .... وحتى يكون للنصر ثقافة مؤدلجة اذن لابد من اقصاء الأخر الذي من الممكن ان يكون الشريك بالحلم وبلقمة العيش .... عبر التشويه تارة ومن خلال رميه بأحضان الرذيلة تارة اخرى وكل شيء مباح في سبيل احقاق النصر وتطويعه ....
وان تصير واحدة من اعرق الثقافات القومية العربية ( الناصرية ) هدفا لتصفية الحسابات السياسية لا لشيء الا لكونها متربعة على عرش الفهم المنطقي للواقع العربي القومي فيه الكثير من التجني على التاريخ وان تصبح بالمقابل المقاومة وفعلها دربا من دروب الجنون والعبثية والإستثمار الخاسر للشعوب فيه الكثير من خربشة لموازيين الجماهير واحقيتها بالدفاع عن الذات واعادة لتموضع الفهم من جديد ومصالحة الشاة مع السكين ... ويبقى الثابت الوحيد هو المتغير في عوالم تحكمه مصالح البزنس والإتجار بالشعوب واحدة من اساليب الفهلوة والتشاطر على صناعة الحدث .... بأسلوب التلصص وشراء الذمم وبيع الدول وحتى بيع الانسان قد يصبح الحقيقة الراسخة بهذا الفهم المتجدد الجديد ... وان يتم استهداف من يحاول ان يقرأ التاريخ ويغوص بجمالية الانسان الأول بخان الخليلي وبأسواق ام المدائن العتيقة قد صار موضة تستوجب فعل القتل لإثبات الوجود ....
الفوضى هي الحاكمة الآن بلا منازع وفن الحوار هو النهج السائد لحل الخلاف ولا مكان لمن يمارس الصراخ بوجوب الحياة ان استطاع الى ذلك سبيلا ولا مكان لفقراء الليل تحت الشمس فأما ان تكون ضمن جيوش الفعل لصناعة النصر الإلهي او ان ترتضي لذاتك مكانا في صفوف الخونة والتخوين .. وان اردت ان تكون هناك بالمكان الذي ترتضيه لنفسك ولذاتك ولانسجامك ومفاهيم الأبيض والأسود وتداخل الألوان فيما بينها فلابد من ان تكون عبثيا تارة وكافرا احيانا ومن الممكن ان يستباح دمك على مذابح قراءة التاريخ للمدينة العتيقة .... وام المدائن لا تنتمي لأي ممن ينطقون اليوم بأسمها فهي الفقيرة لعشاقها والحاضنة للصراخ المرتد عن جدرانها واسوارها ولا تكفر احدا من روادها والكل لديها سواء ومعيارها صمودها وبقاؤها وهي الجميلة وتحب الجمال والعاشقة الحبيبة لعشاق ليلها وتحنو على صراخ رجالها وغير معنية بالعبث العبثي من وراء القول العبثي بحضرتها ....
اذن نحن نعايش عصر اللافهم الآن وعصر انفلات القوى من عقالها والقول الفصيح بالكلام المباح بكل الاتجاهات وهو كلام لصناعة البلاغة ليس اكثر لتسجيل النقاط على الخصم الكافر او ذاك العبثي بحضرة الوطن ... والوطن قد يكون ظالما او مظلوما لا فرق ما دام الانسان مستباح ووقود لتأجيج نيران صناعة الزعامات والمماليك بكل الإقطاعيات المُمزقة لجغرافيا الوطن ....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عبثية الفوضى ....
- جدلية فعل الافراج عن مروان البرغوثي
- قراءة سياسية راهنة ....
- ما يجب ان يُقال بالظرف الراهن ....
- بيان هزيمة الذات ...
- لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....
- ما بين ( فن الممكن) و( فن المستحيل ) بالحالة الفلسطينية
- حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في ...
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..
- دعوة لفهم منطلقات انعقاد الملتقى العربي الدولي لحق العودة .. ...
- حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....
- كرنفالية لعكا ...
- تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - (هناك من يغضب لمنظر امرأة لا ترتدي حجابا .... اكثر مما يغضب لمنظر طفل لا ينتعل حذا