أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر عبد العزيز زهيري - عذرا يا شيخ علي، فالاسلام دولة و دنيا..وما هنالك من شئ آخر. 















المزيد.....

عذرا يا شيخ علي، فالاسلام دولة و دنيا..وما هنالك من شئ آخر. 


عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)


الحوار المتمدن-العدد: 6834 - 2021 / 3 / 7 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتابه "الاسلام وأصول الحكم "هاجم الشيخ علي عبد الرازق مشروع الدوله في الاسلام مدعيا أفتراء  المسلمون علي دينهم وأن الاسلام دين فقط وليس دوله. يعتبر هذا الكتاب مرجعيه لكثير من العلمانيين  مما ساهم دون وعي منهم في تضليل المساعي وتأخر المشروع النهضوي في بلادنا. اعتقد أن كمال اتاتورك لم يقرأ هذا الكتاب ولا الحبيب بورقيبه قد تأثر به. طريقتهم في المواجهه تنم عن فهم ودرايه بطبيعة ما يواجهونه من فكر. بموجب هذا الكتاب  صار هناك ما يعرف بالاسلام السياسي  . و كأنه كان هناك اسلام غير سياسي منذ اليوم الاول للدعوه. الاسلام كان من البدايه صراع قبلي علي السلطه واستمر الي يومنا هذا وكان مسوغه الوحيد هو الصله بالغيب و اتصاله بالسماء الا انه لم يأت بجديد في هذا المجال. ولكن التأسيس الحقيقي كان للاماره والحكم واحتكار الحقيقه كونه الفرقه الناجيه الأمر الذي اسفر عن عشرات الجماعات والمذاهب والفرق والملل والنحل كل منها  يدعي أنه الاسلام الحق وأنه لابد للآخرين من الرضوخ والانصياع له و دائما ما يتم  تصدير الآخر كضال وعدو لله ولابد من احتوائه او قتاله في حتميه دينيه تاريخيه لم تظهر ابدا في تاريخ الاديان. المسلم في الاسلام منذ بداياته  هو بالضروره جندي ومحارب وبالتالي أهميته بالغة لتحقيق الحشد الذي كان عندها هو اساس التفوق الحربي للجيوش. لم يعتني الاسلام يوما بأيمان حقيقي ويبرز ذلك  في النص القرآني "قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم " ويتضح منه أنه كان واضحا جليا منذ اليوم الاول أن الاسلام شئ والايمان شئ آخر فالاسلام إذعان لفظي كالبيعه وما شابهها من أعراف قبليه ولا أكثر دلاله علي ذلك من عام الوفود الذي شكلت فيه القبائل المحيطه وفودا منها لتذهب الي مكه بعد هزيمة قريش وتعلن اسلامها !! ماذا يعني ذلك؟؟ هل يعني أنه كان هناك شئ ما غير السياسه؟؟ هل جميع أفراد كل قبيله بلا استثناء انشرحت صدورهم فجأه للايمان؟؟؟

المسلمون يدعون ان الفتوحات الاستعماريه كانت لنشر الدين. هكذا يتخيلون الآن. من يقرأ التاريخ الاسلامي من مصادره الرئيسيه المعتمده سيعي ان هذا غير صحيح  وأن حروب الاسلام كانت استعماريه توسعيه فقط. وحتي الغزوات حين النشأه كانت كذلك. هل الغزو والقتل والسبي هو المنهاج الذي ارتضاه الخالق لنشر الدعوه؟؟ من يقرأ سيعي أنه في بعض الاحيان كان الحاكم يعترض علي كثرة الداخلين في الاسلام من الشعوب المحتله ويوبخ ولاته لان الريع العائد من الجزيه آل الي تناقص مخل.لم يكن هناك دعوه أو رساله من الاساس.أي بلاغه واعجاز واي رساله أراد المسلمون بالنص المقدس العربي ابلاغها الاسبان؟؟ هل بلاغة العرب وفصاحتهم في اللغه الهنديه ساعدت علي نشر الدعوه؟؟هل كان هناك دعوه من الاساس يحملها هؤلاء العربان  للحضارات التي غزوها؟؟ عمرو ابن العاص غزا مصر دون ان يكون هناك مصحف مجمع بعد!! أي رساله اراد ابلاغها وهو اصلا حديث العهد بالاسلام؟؟ ولم يصاحبه واحد فقط من حفظة القرآن !!ما هو  الاختلاف بين المشروع الاسلامي والآخر التتاري؟؟؟

وهنا مدخلنا لنفهم ان ما شاب حركة الاسلام السياسي منذ اليوم الأول من تعاليم وطقوس تبدو دينيه انما كانت للتخديم علي الحركه السياسيه وصهر اتباعها في وعاء ايديولوجي شمولي واحد لمزيد من احكام السيطره.

في موعظة الجبل طالب السيد المسيح اتباعه بسرية الايمان والا يطلع شخص الآخر علي صلاته حيث أن الايمان علاقه بين المرء و ربه ولابد من تسلل الرياء الي النفوس حين الاعلان. في الاسلام الموضوع عكسي تماما . إنه ايمان الحشد والجماعه والارهاب الفكري والعددي للآخر. صلاة الجماعه والحشد لها والجهر بها وانسحاب الفكره من زمنها علي ميكروفونات المساجد والقنوات التليفزيونيه والراديوهات الآن .كلها اعلان قوه عدديه و مظهريه لا يوجد بها أي دين حيث أنها ليست موجهه لله الذي لا يحتاج لكل هذا الصراخ لكي يسمع همس النفوس ولكنها موجهه للآخر من الاساس.كافة ما جاء به الاسلام كحركه سياسيه هو مثال لكافة الحركات الشموليه التي تصهر الجميع في بوتقة الفكره. اعلان الشهاده علي الملأ .الصلاه جماعيه الا لعذر.الصوم جماعي وكذلك الحج. حشد ثم حشد ثم حشد. وكذلك الزكاه المؤسسيه التي تصب في بيت المال المسؤول الاول عن محاسبة المجتمع الاسلامي بلا استثناء وفي حروب الرده خير مثال علي منطقية ما أطرح حيث أنه تم قتل ما يقرب العشرين الف مسلم "حسب بعض الروايات التاريخيه"فقط لكونهم أرادوا أن تنفق الزكاه علي قومهم دون سدادها لسلطة قريش. اين الدين هنا؟؟؟ فقط سياسه. 
وعليه كان الدين هو المبرر لهذه الحركه السياسيه و مضفيا عليها الشرعيه، الامر الذي نلمس معه أن الطقوس إنما جاءت علي عجاله أو دون دراسه ناضجه ولنا في الأثر الكثير من الامثله عن كيف تشكلت هذه الطقوس سواء باقرار ما كان سائدا منها ومتعارف عليه كالصلاه والحج والصيام والتي جاءت خليطا من شرائع سابقه كالزرادشتيه واليهوديه و ديانة قريش أو في التفكير الجماعي والفردي لاقرار بعض الطقوس كالآذان وصوم عاشوراء وغير ذلك من المرويات التراثيه.

اما اساسيات وادبيات هذه الحركه فكانت الدنيا والدنيا فقط من اقرار الغزو والسبي والذي كان موجودا بالفعل ومتعارف عليه بشريا الا ان الاسلام اضفي عليه قداسه وجعله الفريضه الاعلي أجرا . يوجد العديد من النصوص القرآنيه التي تسخر من المتخاذلين عن اللحاق بالجيش وتتوعدهم إن تعللوا بأعذار واهيه وتحبب لهم الانضمام للجيوش الغازيه." وكان التأسيس لأعظم نظام سياسي محكم تم الدمج فيه بين الولاء المطلق لأفراده والسيطره الكامله للحكام عبر منهج يضفي القدسيه علي كافة ما يرتكب الفرد من آثام في حق الآخر سواء بمعايير عصره او بمعايير زمننا الحالي.
انخرط المسلمون في الحرب تحت مسمي الجهاد ليتم تأسيس اعظم امبراطوريه عسكريه عرفها التاريخ سواء في امتدادها الجغرافي أو في مدتها الزمنيه. وليتم تحقيق ذلك كان الدين هو الذي يخدم في الاساس علي بث العزيمه في نفوس الجنود. المسلم يذهب للحرب ليعود بالغنائم والنساء والاموال وأن مات فهو شهيد يدخل الجنه دون حساب لينال اضعاف مضاعفه مما كان يستحقه في حياته. صفقه رابحه بمنتهي الجداره.

في نفس الوقت استوعبت الامبراطوريه الجديده كافة الثقافات التي احتلت بلدانها وسمحت بتكون العديد من العلوم وظهور العديد من العلماء الذين وإن لم يكونوا عربا الا أنهم ساهموا كثيرا في حضاره نسبت الي العرب الوافدين. في هذه الأثناء كان الدين هامشيا ورغم أنه وقف دائما بالمرصاد لكافة الانجازات العلميه والفكريه حيث انه مارس الاتهامات بالكفر والهرطقه والرده لمعظم العلماء والمفكرين الا ان الحكم الاسلامي كان يداهن شيوخه ليوافقهم حينا ويعاديهم احيانا وفي جميع الاحوال كانوا يستخدمهم لتوطيد دعائمه والسيطره علي الرعيه وليس أدل علي ذلك من فترة امراء الطوائف وكيف في مسيرة يوم واحد كان يسمع الدعاء للحاكم والدعاء علي غيره باختلاف المناطق وحكامها.
بعد سقوط دولة الاندلس عاد العرب كما كانوا بلا علم أو حضاره وبعد انتهاء دولة الخلافه وظهور اتاتورك انحسر المشروع الاسلامي ليصبح جماعه هنا وأخري ارهابيه هناك ولا شئ غير ذلك. 
إن فهمنا طبيعة الاسلام جيدا كنا أكثر واقعيه وصارت الحلول كذلك وسنملك أن نعمل علي تحجيم هذا المشروع السياسي أو علي الاقل سنتعامل معه طبقا لفهم واقعي لا علي افتراضات خياليه لم تلبث ان جرت علينا كل الشدائد والمحن. العلمانيه هي الحل.



#عمر_عبد_العزيز_زهيري (هاشتاغ)       Omar_Abdelaziz_Zoheiry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النطاق الآمن(22) Safe zone                                   ...
- النطاق الآمن ( 21) Safe zone
- النطاق الآمن ( 20 ) Safe zone
- النطاق الآمن (19) Safe zone
- النطاق الآمن ( 18 ) Safezone
- النطاق الآمن (17 ) Safe zone
- النطاق الآمن ( 16 ) Safe zone
- النطاق الآمن (15) Safe zone
- النطاق الإمن ( 14 ) Safe zone
- النطاق الآمن (13) Safezone
- النطاق الآمن (11) Safe zone
- النطاق الآمن ( 12 ) Safe zone
- النطاق الآمن (10) Safe zone
- النطاق الآمن ( 9) Safe zone
- النطاق الآمن (8) Safe zone
- النطاق الآمن ( 7 ) Safe zone
- النطاق الآمن ( 6 ) Safe zone
- النطاق الآمن (5) Safe zone
- النطاق الآمن (4) Safe zone
- النطاق الآمن (3)Safe zone


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر عبد العزيز زهيري - عذرا يا شيخ علي، فالاسلام دولة و دنيا..وما هنالك من شئ آخر.