جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6833 - 2021 / 3 / 6 - 18:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العرب مثل بقية الاقوام الشرقية الحالية هي اقوام شفوية في تأريخها و السبب الرئيسي في ان الادب العربي كان و لا يزال يتكون من الشعر بالدرجة الاولى لدرجة حتى القرآن لا يستغني عن القافية و الاسوب الشعري خاصة في السور المكية - طبعا للشعر و القافية فوائد في الايقاع و الجمال و مساعدة الذاكرة و الانتشار.
من اهم الافعال الشفوية هي التي تصاغ من الثلاثي المعتل (قول) و هي مثل بقية الثلاثيات المعتلة في (قوم) و (نوم) و (بيع) و غيرها من الافعال مهمة معتلة لاجل الاختصار لذا عندما تأتي للثلاثي (قول) لا تتعجب عندما تكتشف ان نسبة تردد صياغاته عالية جدا و تتعدد معانيه لدرجة تعتقد بان (القول) في الحقيقة يغطي مختلف نواحي الحياة المهمة (سوية مع مختلف حروف الجر) في شبه الجزيرة العربية:
قال له (خاطبه) – قال عنه (روى عنه) – قال عليه (افترى عليه اوحكم عليه) - قال فيه (اجتهد فيه او تكلم عنه) الخ و هذا يعني ان (قال) هنا ليس الا فعل (جوكر) يعوض عن عدد كبير من الافعال و عندما تأتي الى (قالت العينان) و (قال برأسه) و (قال بيده) و (قال برجله) و (قال بثوبه) و (قال بالماء على يده) و (قال شعرا) يختفي (قال) تماما وراء القيل و القال و حركات و فعاليات اخرى.
نظرا لتكرار مشتقات هذا الثلاثي في القرآن فانها غزت و احتلت موقعا مهما في مختلف اللغات الشرقية الاخرى في البلدان الاسلامية و لها نسبة تردد عالية في الوسائل الاعلام العربية و المدارس العربية و ما الخطابات النارية و الهتافات الصاخبة الا جزء من هذه الثقافة الشفوية.
www.jamshid-ibrahim
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟