أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - صياد الكلمات














المزيد.....

صياد الكلمات


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 6833 - 2021 / 3 / 6 - 14:26
المحور: الادب والفن
    


استيقظت الزوجة الحامل ونادت زوجها بسرعة وأخبرته أنها شاهدت حلماً عن غزال الريم ليلة أمس، وأنها تتوحم إلى تذوق لحمه المشوي.
انصاع الرجل لرغبة حبيبته ، فأخذ يستعد إلى الخروج إلى الصحراء لاصطياد غزال يرضي شهوة زوجته الحامل ببكره.
وحين أوشك على الخروج، طلبت منه زوجته على استحياء طلباً غريباً:
- ما أريده هو غزال صغير رشيق، لون جلده بني فاتح، منقط ببقع بيض صغيرة. عيناه واسعتان بلون الليل، وله ذنب صغير أسود.
تمهلت الزوجة قليلاً، وبدا أنها تشعر بالخجل وهي تضيف أن قرني غزالها يجب أن يكونا طويلين ، يتفرعان من مقدمة الرأس ليشكلاً قوسين على شكل قلب.
بدا الرجل سعيداً بطلب زوجته الغريب، فهو صياد ماهر ، مشهود له بالبراعة في المضارب.
خرج الصياد إلى مواطن الغزلان التي يعرفها. وصار يبحث عن غزال يشبه ما تشتهيه الزوجة المدللة.
لم يعثر على بغيته، لم ييأس، ذهب إلى جماعة من الصيادين الخبراء ، فاستهزؤوا من سعيه خلف سراب. وعلم في قرارة نفسه أن منطق الصيد يقول ذلك، فافتراض وجود مثل ذلك الغزال الجميل، لا يعني حتماً افتراض امكانية قنصه.
تابع الرجل بحثه ، ووجد أخيراً مراده . واصطاد غزال ريم مطابقاً باللون لمواصفات زوجته. لكن قرنا الغزال لم يكونا على شكل قلب.
حمل صيده الثمين وقفل عائداً إلى الديار.
لم يكن شعوره جيداً، وراوده قلق بشأن رفض زوجته للطريدة ، وهذا كما ظن سيكون سبباً في اكتئابها ، وربما يأتي بِكْره مشوه الخَلْق كما هو شائع.
قادته حيرته التي اشتدت أمامه كعاصفة رملية إلى مخرج هواء نقي . تنفس ملء كيانه، فشعر بخدر لذيذ يعرفه جيداً يمشي في عروقه. تسارع قلبه ، بل تباطأ ثم تسارع، ثم توقف ، ثم تسارع وتباطأ وتوقف في دورة استمرت حتى وقوفه أمام زوجته.
لم يصطحب معه الطريدة، تركها دون اهتمام خارجاً. ثم بدأ ينشد قصيدته التي وصف فيها غزال الريم المطلوب.
رأت الزوجة الغزال أمامها. كان حيّاً لطيف المعشر، داعبت جبينه، فاستسلم لها. فزالت من نفسها شهوة الافتراس.
ومن يومها، صار الزوج صياد كلمات . وصارت زوجته معنى شارداً في الصحراء، وصار هو من يتوحم الحياة، وصار الشعر وسيلته لاقتناص ما يشتهيه الخيال .



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن هولندا
- التواطؤ مع اللغة
- كيف تصبح شاعراً
- جينات الصدفة!
- أحجية الأصوات
- ابن جلاّ
- يحمل فيلاً على رأسه!
- حقنة سواد شرجية
- اجهاض بانت سعاد
- المقدس والمدنس
- التاريخ الساذج
- سوق القصاصين
- كود لغوي
- السياق والخلاصة
- قصة تنبؤية
- ماري ومالك
- الصابون
- الكلمة
- من منكم؟
- صيّاد الشعراء


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - صياد الكلمات