من منكم؟

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 00:40
المحور: الادب والفن
    

من منكم ,في البيت توضأ بالعشق
وجاء يصلي ركعات لا توصل للجنةِ ...؟!
من منكم أغلق عينيه قليلاً
كي ينظر في الآبار..
هناك بعيداً, حيث الروح تفتش عن أسماء الماء ْ
من منكم جاء بلا أسماء ْ ؟
أتخيّل أن كثيراً منكم،
قام من القيلولة قبل قليلٍ
حلّى قهوته، شذّب لحيته، وتزيّن للأيام البيضاء ْ
من منكم يقرأ قبل النوم ؟
من منكم بعد النوم يلامس برقاً في أعماق الكتب المهجورةِ
كي يدخل في روح العالم ِ
بوصلةً قطبيها الصمتْ؟
من منا يزرع وادي الموت ْ؟
أيامٌ ، أيامٌ .. بيضاء ْ....
تصلح للصوم وقطف الزيتونِ
ملاحقةِ الفتيات، شراء الحلويات، وحصر الإرثِ
وتتويج الأجساد بلذة شهوتها
أيامٌ ، أحلام ٌ.. بيضاء ْ...
أهرام السُّكَر والسُّكْر ,نرصّ جوانبها كي نُدفن فيها
كي ننسى ميراث القتل المتجدّدِ
كيلا نسمع قلب الطفلة تحت ركام القصف ِ
وكيلا نبكي..
فتذوب هشاشتها عن ثقب يؤمن بالفئران ِ
وعن فأرٍ يحبل بالأسوارٍ،
وعن سور ٍ لا يصلح إلاّ مرآباً للشهداء ْ!

من يبكي اليوم إذاً ؟
بيئيٌّ لا يعرف فكَّ حروف الكون اللغويِّ
سياسيٌّ يجهل مبدأ حفظ الطاقه
جمهوريٌّ ملكيٌّ
شرقيٌّ وأصوليٌّ
غربيٌّ وحداثيٌّ
وأديبٌ يجهل معنى أو مبنى تسريع النترونِ
على المسرح ، يلقون خطاباتٍ دمها أثقل من ناقه!
والناقة تُحلب أو تعقص أو تهرم ُ
والناقة لا تصنع خلاّ من تفاح الأشياء ْ
والناقة وصفٌ (للمعنى الدارج)،
معنى أن تبقى أفقياً, قربك تابوت ٌ شاقوليٌّ
تركب سيارة موتى
والناقة تركض عمياء إلى المستقبل , والحاضر محض عماء ْ
من منّا قام بذبح الناقة,إيقاف السيارة في منتصف العمر ِ
ليشبع من جوع الصحراء ْ؟
من منّا جاء إلى القاعة كرمى لعيون الشعر ِ
وليس لأجل الشعراء ْ !
عذراً... لغتي حجر ٌ
لكني في الأعماق أجيش كنهرٍ لا يعرف مجراه
ولست أبالغ كالثوريِّ
ولست أجادل كالدينيِّ
ولكني قبل قليلٍ، وأنا في البيت أراجع أشعاري
أحسست بأني غريب في وطني
وطني لغتي... أنتم والقاعة ُ... واستجداء التصفيق اللا مجدي
أحسست بأني لن أصنع فرقاً
يجعل من سيدة ترقص كالنحلةِ
أو من رجلٍ يبكي كالغيمةِ
أو من طفلٍ يصرخ بالإمبراطور الشاعر: أين ثيابكَ ؟
لست أراهق ، لست أنافق ُ،
لكنّي وكمن يكتب تقريراً سريّاً
قمت بوضع الطابع لا في الأسفل حيث يريد الشرطيُّ،
ولكن خلف وريقات زرقاءْ.
بعد قليلٍ تذهب للنشرِ
وقد تذهب معكم طائعةً صالحةً
للاستخدام المتعدد في المنزلِ
حفظ لفافات الزعترِ، إشعال الموقد ِ ، مسح البلّورِِ،
لذا لا أرجو منكم تصفيقاً يتبخّر في الريح العمياء ْ

#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل