أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - حقنة سواد شرجية














المزيد.....

حقنة سواد شرجية


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 16:56
المحور: الادب والفن
    


لنفترض أنك تريد الذهاب لزيارة السيد يوري الذي يسكن في الشارع الأسود. السيد يوري هو شخص افتراضي أيضاً، والشارع الأسود هو شارع افتراضي في مدينة افتراضية. لكنك تقود دراجتك الهوائية السوداء عبر الشوارع ، مستعيناً بخرائط غوغل ، حتى تصل الشارع المنشود. لكنه ليس أسود مطلقاً. بل هو شارع أخضر ملون بالأشجار والأزهار، فيبدأ الشك يتحرك في أعماقك، وتسأل نفسك، لماذا افترض عقلك وجود شارع أسود، وهو في الحقيقة أخضر زاه؟
تسند الدراجة على السياج، فتلاحظ أن باب السياج حيث يقطن السيد يوري هو مفتوح بشكل مريب على اتساعه.
تدخل عبره ، فتلمح خلف نافذة غرفة المعيشة السيد يوري وهو يعزف على الأوكورديون.
تلوح للعازف، فلا يبدو عليه الاهتمام. إنه يحدق نحو جهتك ، وهو يعزف النشيد الوطني لبولندا.
تشعر بالاستغراب من جديد، فأنت موجود في هولندا، فما يفعل هذا البولندي هنا؟
تذهب إلى الفناء الخلفي ، فتجد الباب مفتوحاً . تدخل عبره إلى حديقة رائعة شاسعة.
تلاحظ وجود كلب أسود صغير الحجم نائم على الأريكة، وهو يستمتع بأشعة الشمس. تشعر بمزيد من الارتياب، فالطقس بارد نسبياً، وقد ارتديت معطفك الأسود الثقيل قبل الخروج من منزلك. من أين جاءت هذه الشمس الجميلة إذاً؟
تخدع نفسك قليلاً، وتوهمها أن الشمس افتراضية ، والمنزل والحديقة والعازف هم افتراضيون جميعاً.
يخرج السيد يوري برفقة زوجته للترحيب بك. تجلسون متباعدين محافظين على مسافة الأمان المفروضة للحماية من الفايروس. يقدمون لك قهوة لذيذة، ثم تكتشف أنك تتحدث إلى أشخاص حقيقيين. الزوجة تدعى هانكه في منتصف الخميسينات. تعمل مساعدة طبييب في البلدة. تكشف ابتسامتها المستمرة عن أسنان بيضاء مبالغ في الاعتناء بها، وتكشف أسئلتها المتنوعة عن فضول حقيقي لمعرفة كل شيء عنك . أما السيد يوري فيعمل في ملاحة الطائرات، وهو يبدو صغيراً بالعمر ، يرتدي ثياباً أنيقة، وقد شعر بالسرور حين بدأتَ تحدثه بالبولندية.
اكتشفتَ بعد مضي ساعة حوار مع هؤلاء الأشخاص الافتراضيين، أن الزوجة لا ترى سوى بعين واحدة، وأن غدتها الدرقية لا تعمل منذ سنوات طويلة. وأن السيد يوري لديه مشكلة في عظيمات السمع ، وأنه يشكو من حالة أرق مستعصية. فتشاركهم حينها الخلل الكامن في جسدك أيضاً.
لقد كنتم جميعاً أشخاصاً حقيقيين. ويبدو أن عقلك هو من صنع تلك الافتراضات العديدة.
تغامر وتسأل مضيفيك عن سبب تسمية الحي بالشارع الأسود.
ينظران إليك باستغراب شديد، ثم يقومان معاً إلى منتصف الحديقة، حيث نهض كتاب ضخم مفتوح الصفحات. يتعاونان على قلب الصفحة ، فترى حينها أنكم صرتم جميعاً عمال تنظيف مدخنة تدعى الحياة تطلق الهباب دون انقطاع.
ثم تتعاونون جميعاً على قلب الصفحة، فترى أنكم يوتيوبرز مشهورون ، تصنعون فيديوهات رائعة عن فوائد حقنة السواد الشرجية للصحة العقلية.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجهاض بانت سعاد
- المقدس والمدنس
- التاريخ الساذج
- سوق القصاصين
- كود لغوي
- السياق والخلاصة
- قصة تنبؤية
- ماري ومالك
- الصابون
- الكلمة
- من منكم؟
- صيّاد الشعراء
- الشيخ ترامب
- ريح موت
- ورق التوت
- من كتاب الحيوان
- مقامات


المزيد.....




- شاب من الأنبار يصارع التحديات لإحياء الثقافة والكتاب
- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه
- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية
- لوحة لفريدا كاهلو تباع بـ54.7 مليون دولار محطمة الرقم القياس ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - حقنة سواد شرجية