أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الصباغ - بين البابا والسيستاني والمتشرد وجاسم الحلفي














المزيد.....

بين البابا والسيستاني والمتشرد وجاسم الحلفي


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 00:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أن تمر في منطقة الكرادة وخصوصا بالقرب من كنيسة سيدة النجاة وصولا إلى ساحة التحرير مرورا بكهرمانة والفردوس حتى تشاهد الشوارع النظيفة والمصبوغة وأنواع الورود التي تزين الجزرات الوسطية والأرصفة، في سابقة لم يتعود سكان بغداد على مشاهدتها، فلأول مرة منذ عقود نشاهد شوارع نظيفة وخالية من الإرباك حيث عملوا على إزالة كل البسطيات والجنابر على جانبي الطريق الذي من المقرر أن تطأه قدمي البابا أو ربما يقع نظره عليه.

بالمقابل فأن القائمين على استقبال البابا صرفوا ملايين الدولارات على هذه الحملة، من عمليات رفع صور عملاقة على البنايات وفي التقاطعات. مرة تجمع السيستاني مع البابا وأخرى للبابا لوحده وثالثة للمرجع بدون البابا ومكتوب مع هذه الصور عبارات تعبر عن إن المنقذ للبشرية هم رجال الدين والأمل الحقيقي للبشرية. في محاولة لإعادة إنتاج المنظومة الدينية الطائفية في العراق، والتي اهتزت كثيرا بفعل التحول الاجتماعي الذي خلقته انتفاضة أكتوبر، فالبابا ومن معه يعلمون جيدا، ان رجال الدين والمرجعيات كانوا اهم الداعمين للحكومات المتعاقبة، التي جاء بها الاحتلال الأمريكي والتي نهبت وقتلت وهجرت وأفقرت الملايين من المواطنين.

فات القائمين على حملة استقبال البابا والترويج له، معالجة حالة المتشرد العجوز الذي افترش الرصيف بالقرب من ساحة كهرمانة، والذي لا يغطي جسده غير أسمال بالية وبالقرب منه كومة من الخبز اليابس، في حالة صارت معتادة في مختلف ساحات وشوارع بغداد، وهذا المتشرد المسكين ليس سوى واحد من الآلاف بل الملايين الذين يعيشون بلا مأوى أو في منزل من الصفيح لا يصلح حتى لعيش الحيوانات، وفي أفضل الأحوال في مدن كاملة بلا ماء أو كهرباء أو خدمات أخرى.

رافق زيارة البابا إلى العراق حملة إعلامية منقطعة النظير، فالكل مشغول بوصوله... القنوات الفضائية والإذاعات والصحف ومواقع التواصل جميعها تطبل وتهلل لمجيء المنقذ! وكأننا سنعيش بعد هذه الزيارة برفاهية ورغد وستنتهي الطائفية ونطوي صفحة الأمية والبطالة، ولن نشاهد مقتدى الصدر أو قيس الخزعلي أو محمد الكربولي بما تبقى من أعمارنا التي حولوها إلى بؤس ورعب ومرض.

ان احد الشيوعيين وهو الرفيق جاسم الحلفي انبرى مدافعا بشراسة عن هذه الزيارة المسرحية، كاتبا على صفحته في الفيس بوك ان زيارة هذه الشخصية "الأسطورية اليسارية" يجب التعويل عليها كثيرا، مؤكدا إن البابا تابع ما يجري في العراق من أحداث وخصوصا انتفاضة أكتوبر، وانه سيوصل رسالة بالضد من السلطة، ولا ندري كيف للرفيق جاسم التفكير بهذه الطريقة وهو يعلم جيدا إن البابا جاء وعلى رأس جدول زيارته إلى العراق لقاء السيستاني الذي يعد راعي النظام في العراق!! ويغيب العجب ان رجعنا قليلا الى الوراء ونحن نشاهد الرفيق وهو يدافع عن احد اقطاب الحرب الطائفية بل والدخول معه في قائمة واحدة للانتخابات السابقة.

إن خلاص الجماهير هو في جزء مهم منه، الخلاص من مروجي الخرافات ومخدري الشعوب الذين مارسوا طوال قرون من الزمان دور الداعم والمجمل لأفعال الأنظمة التي تستغل وتسرق الشعوب عن طريق هيمنة فئة قليلة على مقدرات الأكثرية، فالجماهير الرافضة لهذا النظام أخذت تتندر حول هذه الزيارة التي لن تخدم سوى بقاء النظام لأطول فترة ممكنة، وأخذت صفحات المواطنين والناشطين تطالب البابا المرور بمدن مثل الحسينية وحي طارق في الثورة ومناطق ما يسمى بالحواسم التي يسكنها ثلاث ملايين إنسان بحسب احصائية وزارة التخطيط ، في إشارة إلى خلو هذه المناطق من ابسط شروط العيش بينما الشوارع المنسية والتي من المقرر مرور البابا عليها تم تبليطها في حركة مسرحية تعطي صورة ايجابية عن الواقع في البلاد كما حدث في الناصرية والموصل.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لا زلتم تراهنون على الكاظمي والانتخابات؟!
- السفلة يقتلون شباب الناصرية
- بابا الفاتيكان يلتقي المرجع الاعلى
- بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
- أشكال الصراع في العراق باعتبارها تمثيلا للصراع الطبقي
- لا انتخابات ولا برلمان، الخيار هو رحيل النظام
- التغيير عبر الانتخابات
- بين انتفاضة أكتوبر والثورة الفرنسية
- نشارك أو لا نشارك – فاضل ثامر يجيب
- جميعهم متفقون جميعهم متشابهون
- بين عمر فاضل وعبد الكريم خلف
- وظفو العراق امام مفترق طرق
- ماري محمد لماذا الآن؟
- التفسير النفسي لزيارات مسؤولي النظام الى ساحة التحرير
- الورقة البيضاء ... مزيد من البؤس والفقر والبطالة للجماهير وا ...
- الخامس والعشرين من أكتوبر والأمل بالانتصار
- الانتفاضة بين وعي السلطة والوعي الجماهيري
- مقتدى الصدر يختصر القضية
- اختطاف احمد الحلو
- عام على انتفاضة أكتوبر


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الصباغ - بين البابا والسيستاني والمتشرد وجاسم الحلفي