أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - جذور ألشر















المزيد.....

جذور ألشر


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 16:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقالة سابقة ذكرت بأن أسطورة قابيل ( قاين ) وهابيل التي وردت في التوراة والقرآن والتي تم إقتباسها من أساطير وادي الرافدين السومرية والبابلية أثناء السبي البابلي من قبل اليهود المسبيين هي رمز للصراع بين المزارع والراعي، حلت ألثقافة ألسومرية وهي أول ثقافة زراعية في ألتاريخ ألتناقض بين ألمزارع والراعي لصالح ألمزارع والذي يُختتم بمقتل الراعي من قبل المزارع في ثلاثة أساطير معروفة هي:
1- أسطورة ايميش وأنتين.
2- أسطورة لهار وأشنان.
3- أسطورة أنكمدو ودوموزي.
ففي هذه ألأساطير يذهب المزارع والراعي الى الآلهة يحتكمان فيما شجر بينهما من خلاف، حيث تحكم ألآلهة للمزارع بالغلبة والتفوق والافضلية على اخيه الراعي.
إنّ انتصار الراعي لمْ يكن الّا مؤقتا وزائفا ومرحلة تحضيرية لخسارته النهائية، بل وللتضحية به لضمان استمرار الحضارة الزراعية. وفي مراميها الاخيرة فإن هذه الاسطورة تتفق مع بقية اساطير وادي الرافدين في سيادة الفلاح وغلبته على الراعي.
فهابيل الراعي تم قتله، تاركا احفاده الرعاة في أسْرِ الدورة المناخية السنوية، بعيدين عن اي مساهمة في ثقافة البشر وحضارتهم، فبدوي اليوم لا يختلف في شيء عن بدوي فجر التاريخ. اما قابيل المزارع فقد استلم زمام الحضارة ودفع بها اشواطا الى الامام، انتج المجتمع الزراعي، فالمجتمع الصناعي واستطاع احفاد قابيل الوصول الى الفضاء الخارجي.
بعبارة أعم فالصراع في أصلها ونتيجتها هي صراع بين الحضارة والبداوة.
الرمز في هذا الصراع التي ذكرناه في أعلاه هو الجزء البارز من جبل الجليد الطافي فوق المياه، ففي الجزء المغمور يكمن جذور الشر في تكوين جينات الإنسان والتي ورثها من أجداده الحيوانات والتي كانت تدفعه للقتل والإفتراس في سبيل البقاء.
ولكن رُبَّ متسائل سيتسائل: لم لا يمارس جميع البشر القتل والسرقة وجميع أنواع الشرور في عصر حضارتنا الحالية؟
الجواب والتفسير المنطقي هو أنَّ تطور الحضارة والعيش المشترك في مجتمعاتنا شذبَ أخلاقنا ولجم غريز ة ألشر في نفوسنا لأنّ الإنسان كائن إجتماعي كذلك فإنّ للأديان وخاصة التخويف بالعقاب في نار جهنم والتشويق بمسرات الجنة دور لا يُمكن إنكاره في ردع شريحة كبيرة من المؤمنين بهذه الأديان.
ألاديان المتطورة كالزرادشتية وااليهودية لاحقا والمسيحية والإسلام وديانات أخرى حاولت تفسير الشر الموجود في عالمنا وإبعاد الهتهم عن هذه التهمة بإيجاد كائن مرادف أو عاصي للإله يتحمل وزر جميع الشرور كأهريمان في الزرداشتية والشيطان أو إبليس في اليهودية والمسيحية والإسلام ومخلوقات أخرى في الأديان ألأخرى.
جذور الشر في الغنوصية المسيحية (المرقيونية):
ينطلق مارقيون في تفكيره من مبدأ الفصل التام بين العهد الجديد والعهد القديم، وكان معارضاً للطريقة المسيحية في تأويل العهد القديم لجعله متلائماً مع العقيدة الجديدة.
وإله العهد القديم يهوه ليس الأب السماوي الذي بشر به يسوع، بل هو الإله الخالق، أو الديميرج باللغة اليونانية، الذي صنع العالم المادي الناقص، وصنع الإنسان أيضاً وفرض عليه الشريعة التي كانت بمثابة لعنة، على حد تعبير بولس الرسول.
هذا الإله الحقود والمنتقم (على حد تعبير مارقيون) لا يستحق الطاعة والعبادة التي يطلبها، وهو ليس أباً ليسوع كما يعتقد المسيحيون القويميون.
أما الله الحق فهو الأب السماوي الذي يدعوه مارقيون بالإله المتعالي والإله المجهول؛ وهو لا يتدخل في أحداث العالم لأنه ليس صانعه؛ ولم يفعل شيئاً إلا إرسال ابنه يسوع المسيح الذي هبط من السماء إلى هذا العالم السقيم والتافه، وصلب من أجل الإنسان الذي أحبه وأراد له الخلاص.
إن إنكار القيامة العامة للموتى في نهاية الزمن، يستتبع عند الغنوصيين رفضهم لمفهوم التاريخ الدينامي الذي يسعى إلى نهاية معينة يتخلص عندها العالم من بذور الشر التي زرعها فيه الشيطان، ليغدو نقياً وكاملاً كما كان في البدء.
فالعالم ليس خيِّراً في أصله بل هو شر من حيث الأساس، والتاريخ لا يسعى إلى غاية وليس له معنى، وما على الإنسان إلا الهروب من العالم ورفضه بدلاً من انتظار نهايته السعيدة، لأن الروح الحبيسة في الجسد لن تنعتق إلا من خلال الغنوص، وما الجسد إلا ثوباً نرتديه لفترة مؤقتة ثم نتخلص منه إلى الأبد.
"إن الصراع ضد شهوات الجسد يقع في صميم الأخلاق الغنوصية. والغنوصيون يرون أن الأخلاق السائدة في المجتمع هي أخلاق براغماتية. فالذي يعمل بقاعدة "لا تسرق" يفعل ذلك لكي لا يتعرض هو نفسه إلى السرقة، والذي يعمل بقاعدة "لا تقتل"، يفعل ذلك لكي يحمي نفسه من القتل، والذي يعمل بقاعدة "لا تزن" يفعل ذلك لكي يحمي نساءه من الرجال الآخرين.

جذور الشر في العقيدة الإسلامية:
بأعتقادي أنّ حكاية أبليس وعصيانه لله في العقيدة الإسلامية هي رمز للشرور الموجودة في النفس الانسانية، فحكاية ابليس ورفضه السجود لآدم وطلبه من الله امهاله الى يوم القيامة بعد القسم بعزة الله لكي يغوي البشر وقبول الله هذا الطلب الغريب بتعيين ابليس للقيام بهذه الوظيفة ليست سوى حل لدرء التهمة عن الله بانّه هو الذي خلق الشر وزرعه في نفوسنا، لانّ الانسان سيتسائل: إذا كان الله هو الذي خلق الشر في نفوسنا فلم يحاسبنا ويعاقبنا على ذنوبنا؟
إنّ اعجب ما في قصّة ابليس وآدم هو تمرّد ابليس على الله، إنّ هذا التمرّد هو اغرب حكاية جالت في عقل انسان واحسن مثل لما جال ويجول في الفكر الانساني من تصوير المحال.
هل يعقل عاقل أنّ الله يُمهل الّذي يتمرد عليه الى يوم القيامة ولا يفنيه والادهى من ذلك يعينه في وظيفة اغواء خليفته في الارض والّذي نفخ فيه من روحه؟
لتكون الحكاية محبوكة بصورة تامّة ظهرت حاجة الى كبش فداء، وكبش الفداء في هذه الحكاية هو الشيطان او ابليس.
لنفترض أنّ الشيطان غير موجود في العقيدة الدينية، فماذا سيحدث؟ كل البشر سيكونون اسوياء ومؤمنين وصالحين وسينتفي الحاجة الى وجود جهنّم وسعيرها وعذابها في يوم القيامة والى الجنّة بحورياتها وخمرها ولبنها وعسلها، ولكن هل هذا سيحصل حقا؟ كلا لأنَّ جذور الشر موجودة في جيناتنا التي ورثنها من أجدادنا الحيوانات ولن يتم لجم هذه الشرور وتقليلها إلا بفرض العقوبات الرادعة التي يقرها المدافعون عن الحضارة والمنادون بالإنسانية أو أن يتوصل علم الجينات إلى إكتشاف طريقة لإستئصال جينات الشر أو كبت تأثيراتها.
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى.
مصادر البحث:
- هل ابليس معضلة ام حل؟............ كامل علي.
- لاهوت إبليس الملاك الساقط......... فراس السواح.
- مغامرة العقل الأولى.................. فراس السوّاح.
- الشخصية المحمدية او (حل اللغز المقدّس ) ......... الشاعر العراقي معروف الرصافي.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثيرات ألزرادشتية على أليهودية
- أيهما أفضل مجتمع بدين أم بلا دين؟
- قرآن عبدالله بن مسعود – 2
- قرآن عبدالله بن مسعود - 1
- ألغموض في ألقرآن -2
- ألغموض في ألقرآن -1
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -3
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -2
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -1
- ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-5- - مدعي المهدوية في الإسلام
- ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-4- الإسلام
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-2- اليهودية
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-1
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -8– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -7– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -6– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 5- قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 4- قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 3- ألبابية - قرة ألعين


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - جذور ألشر