أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-5- - مدعي المهدوية في الإسلام















المزيد.....

ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-5- - مدعي المهدوية في الإسلام


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 12:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ إنتظار ظهور ألمهدي يبلغ حدته أثناء عصور ألكوارث. لقد جرّب ألعديد من ألرؤساء ألسياسيين ألحصول على ألسلطة ( وحصلوا عليها في كثير من ألمرات) بإعلانهم أنفسهم أنهم ألمهدي، وافضل مثال على ذلك مهدي السودان ألذي أنتصر عليه أللورد كيتشز سنة 1895م.
مدعي المهدوية:
قال العلامة " أبن خلون " في مقدمته:
" إن من المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار أنه لابد آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويُظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويُسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأنّ عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأم بالمهدي في صلاته ".
وعلى أثر ذلك أشرأبت أعناق ألبعض للظهور بمظهر المهدي المنتظر فقام جماعة ادعوا " المهدوية " في أزمان متفاوتة وآجال مختلفة حتى تجاوز عددهم مائة مدعي أخصهم بالذكر:
1- محمد بن الحنفية وهو اول من سُمي المهدي في الإسلام – وكان عالما زاهدا وورعا جليلا وكان له خادم اسمه كيسان فإدعى هذا ان سيده أبا القاسم محمد لم يمت وإنما غاب في جبال رضوي فسُمي أصحابه بالكيسانية.
2- محمد بن عبدالله الملقب بالنفس الزكية وقد ظهر في المدينة المنورة سنة 145 هجرية (762م)، في عهد المنصور الوانيقي ثاني خلفاء بني العباس ودعا الى نفسه. وكان له أخ اسمه ابراهيم نصره وقام بدعوته ففتح البصرة والاهواز وبعض مدن ايران وكذا مكة والمدينة وبعث عامله الى اليمن حتى ان الإمام مالك أفتى له وشدَّ أزره فتدارك المنصور أمره وقتله على ما فصله أبن الأثير.
3- عبيدالله المهدي بن محمد الحبيب بن الإمام جعفر الصادق سادس أئمة الاثني عشرية. وعبيدالله المهدي هو مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب، وهي الدولة التي فتحت مصر، وبنت مدينة القاهرة على يد القائد جوهر الصقلي، وأمتد سلطانها وطالت ايام حكمها.
4- محمد بن عبدالله بن تومرت المعروف بالمهدي الهرعي، والمكنى بأبي عبدالله. أصله من جبل السوس في اقصى بلاد المغرب فرحل الى المشرق حتى انتهى الى العراق واجتمع بأبي حامد الغزالي وغيره، واخذ العلم عنه واسس دولة عظيمة في اوائل القرن السادس للهجرة هي دولة عبدالمؤمن.
5- العباس الفاطمي الذي ظهر في المغرب في آخر المئة السابعة للهجرة وادعى المهدوية فهرع الناس اليه وعظمت شوكته ولكنه فوجيء بالقتل غيلة فانقضت دولته بانقضاء اجله.
6- المرزه علي محمد مؤسس البابية التي ذكرناها في حلقات مقالات " الشيخية- البابية والبهائية".
7- الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد السنوسي المنتسب الى العلوية والمولود عام 1206 هجرية (1791م) في جبل سنوس على حدود الجزائر المتاخمة لتونس. وللسنوسيين مواقف عظيمة مع الانكليز فصلتها كتب التاريخ.
8- المرزه غلام احمد المشهور بالقادياني، والمولود في " قاديان " من بلاد البنجاب بالهند سنة 1248 هجرية (1832م).
9- المهدي السوداني وهو محمد احمد المهدي المولود سنة 1265 هجرية (1848م) وامره مشهور مع الانكليز خاصة.
10- المهدي ألليبي وهو درويش أسمه أحمد:
في الوقت الذي كان نابليون مشغولا بحصار عكا، ظهر في الأسكندرية هذا المهدي وادعى أنه مبعوث لقيادة المؤمنين في القضاء على الكفار وكان يزعم انه ابن ملك المغرب. وكان يسير بين الناس عاريا من الثياب تقريبا ويزعم انه قادر ان يقلب الافرنج الغزاة الى تراب بمجرد النظر إليهم.
وسار نحو الجنوب في منطقة البحيرة الواقعة الى الغرب من نهر النيل حول دمنهور، فأخذ يتجول في القرى وبين القبائل البدوية يهيج الناس ويعظ فيهم ويزعم انه قادر على ان يمنع مدافع الفرنسيين من الإنطلاق بنفخة من فمه وأن يجعل قذائف المدافع واقفة في الهواء فلا تصل إليهم، وأنّ جسده روح خالص لا يحتاج الى طعام، وهو يقتات عادة بغمس اصبعيه في ابريق لبن ودعك شفتيه بهما، وهو يستطيع ان يحوّل كل ما يمسه الى ذهب، أما الرصاص فلا يؤذيه ولا يؤذي اصحابه. وقد انطلت هذه المزاعم على الفلاحين والبدو واستهوتهم، فجند منهم عدة آلاف.
وفي 24 نيسان 1799م استطاع اتباع هذا "ألمهدي" ان يستولوا على بلدة دمنهور، وذبحوا الحامية الفرنسية فيها ثم زحفوا على الدلتا. غير ان حملة تأديبية فرنسية ادركتهم في 9 آذار، وأدركوا خطأهم في اول لقاء لهم برصاص البنادق وقذائف المدفع. ففروا الى الصحراء. ولا يُعرف على التحقيق هل فر "المهدي" معهم أم سقط بين الضحايا.
جذور ألعقائد المسيانية والمهدية :
منذ أنْ زالت المشاعة الابتدائية ألتي عاشها الانسان القديم، وفقد الفرد سلطته على وسائل انتاجه لصالح الآخرين، تحوّل العمل من متعة وتحقيق للذات الى عبودية واغتراب، ومن طقس جماعي مُرْضِ الى وحدة قاسية بلا هدف او غاية الّا لقمة العيش اليومية التي تدفع للاستمرار يوما آخر. ومع نضوج المجتمعات الابوية التسلطية وإحكام حلقاتها على الافراد، صار الإنسان الى حالة احباط دائمة هي شرطه الاساسي في حياة تبدوا بلا معنى ولا تسعى الى غاية، سوى موت يضع حدا لفصل مؤلم.
ولكن المجتمع التسلطي استطاع انْ يحرّم الفرد من كل شيء إلّا من رغبة في التغيير بادية او كامنة و حلم. تجلت رغبة التغيير في ثورات البشر عبر التاريخ في سبيل حياة اكثر وحرية اكثر. وتجلّى الحلم، بديلا عن الفعل، في ادبيات البشر التي تصف عالما قادما، هو حرية كاملة ومساواة مطلقة وراحة من لعنة العمل المفروض على الانسان.
عالم لا مرض فيه ولا عناء ولا شيخوخة ولا موت. فكانت اساطير الجنة لدى كل الشعوب، تعبيرا سلبيا عن رغبة في التغيير لم تخرج الى حيّز الفعل، او فعل تمّ إحباطه فصار حلما ينتظر.
اسطورتان سومريتان تناولتا الفردوس المفقود هما اسطورة العصر الذهبي واسطورة دلمون. في اسطورة العصر الذهبي عبّر السومريون عن حلمهم بالجنة في نص جميل يصف العصر الذهبي للإنسان قبل هبوطه الى دنيا العبودية والعمل المغترب، حيث كان سيدا لنفسه وسيدا للطبيعة:
في تلك الايام، لم يكن هناك حية ولا عقرب ولا ضبع
لم يكن هناك اسد ولا كلب شرس ولا ذئب
لم يكن هناك خوف ولا رعب
لم يكن للانسان من منافس
في تلك الايام كانت (شوبور) ارض المشرق، ارض الوفرة وشرائع العدل.

وفي اسطورة دلمون السومرية يتجلّى مفهوم الجنة التوراتية:
ارض دلمون مكان طاهر، ارض دلمون مكان نظيف
ارض دلمون مكان نظيف، ارض دلمون مكان مضيء
في ارض دلمون لا تنعق الغربان
ولا تصرخ الشوحة صراخها المعروف
حيث الاسد لا يفترس احدا
ولا الذئب ينقضُّ على الحمل
ولا الكلب المتوحش على الجدي
ولا الخنزير البري يلتهم الزرع
والطير في الاعالي لا (.....) صغارها
والحمامة لا (.....) رأسها
حيث لا احد يعرف رمد العين
ولا احد يعرف آلام الرأس
حيث لا يشتكي الرجل من الشيخوخة
ولا تشتكي المرأة من العجز
حيث لا وجود لمنشد ينوح
ولا جوال يعول.
ألخاتمة :
أكثر ألأحلام شيوعا بين ألبشر بعد الفردوس ألمفقود هو حلم قدوم المخلِّص أوألمسيا أوألمهدي ألمنتظر ألذي سيخلّص ألإنسانية من ظلم وإستغلال وتهميش أخيه ألإنسان، فتكثر الخيرات وتنزل البركات في زمنه ويفيض المال. فالعدالة لم تتحقق في ألأرض وظلَّت الطبقات ألكادحة من العمال والفلاحين تعاني من ظلم ألأغنياء والرأسماليين وألحكام ألجائرين، فالأقوياء منذ فجر التاريخ أستعبدوا وأستغلوا ألضعفاء، فلم يجد هؤلاء ألمسحوقين ملاذا من هذا ألشقاء إلا بأن يحلموا بمجيء منقذ يخلِّصهم من معاناتهم، فظهرت بينهم أساطير ألمسيا وألإله ألمخلِّص وألمهدي ألمنتظر ألمأمول منهم تحقيق ألعدالة في ألأرض قبل تحقيقها في يوم ألقيامة في آخر ألزمان.
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى....
المصادر:
- ميلاد ألشيطان...... فراس السوّاح.
- ألإنجيل.
- ألقرآن.
- ألاحاديث ألنبوية.
- ألتوراة.
- لغز عشتار.......... فراس السوّاح.
- الاساطير والاحلام والاسرار....... ميرسيا ايلياد.
- دين الانسان ....... فراس السواح.
- ألموسوعة الحرة ...... ويكيبيديا.
- أساطير ألأولين ...... كامل علي.
- تأريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية...... ميرسيا إلياد.
- البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم ....... عبدالرزاق الحسني – صيدا 1957.
- بونابرت في مصر..... ج. كرستوفر هيرولد – القاهرة 1967.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-4- الإسلام
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-2- اليهودية
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-1
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -8– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -7– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -6– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 5- قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 4- قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 3- ألبابية - قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -2- ألبابية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -1
- ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -2
- ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -1
- ألاديان وتطورها – 8 – أطوارألدين الإسلامي
- ألاديان وتطورها – 7 – أطوارألدين المسيحي
- ألاديان وتطورها – 6 - أسطورة الولادة من عذراء والإله المُخَل ...
- ألاديان وتطورها – 5 - أسطورة ولادة لنبي موسى
- ألاديان وتطورها – 4 – تطور أسطورة ألطوفان:
- ألاديان وتطورها - 3


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-5- - مدعي المهدوية في الإسلام