|
في الطريق إلى اليوم العالمي للمرأة، نداء للتضامن مع المرأة العراقية
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 6825 - 2021 / 2 / 26 - 15:37
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
برهنت الأرقام والنسب التي رصدتها الحركة الدولية في قراءة الأوضاع الخطيرة ومنطقها القهري تجاه المرأة العراقية، أنها حلّت بالترتيب الـ(180) من بين ال(190) دولة التي تمَّ استطلاع أوضاع النسوة فيها.. إن تلك الوضعية المتدنية ستكون أسوأ وستتذيّل ظروف المرأة العراقية قائمة الدول بين أسوأ (أوضاع) المرأة عالمياً بخاصة عندما نتجاوز بعض الشؤون النظرية الإيجابية التي تُحسب لنضالات المرأة في مرحلة سابقة وليس للنظام الراهن وقواه الاستغلالية بخاصة الميليشيات والمافيات..
نحن بإطار الحركة الحقوقية العراقية نُطلق النداء من أجل أعمق تضامن مع النساء العراقيات لوقف الانتهاكات الأخطر عالمياً، تلك التي تضعهن بمنطقة العبودية في أسوأ سلوك سيء الصيت مما يجابهنه، في طعن وجودهنّ إلإنساني وتحويله لأدنى المراتب!! فلنؤكد معاً وسوياً مواقفنا السامية ضد هذا الانحطاط من فورنا وإلا فإن الصمت سيكون فعليا بمخرجاته/ مشاركة بالجريمة. نثق بمواقف الجميع وتسجيلها هنا ***
تحتفل المرأة عالمياً كل عام بيوم خلّد معركتها في عصرنا الحديث ضد أشكال الاستغلال والانتصار لحرياتها وحقوقها الإنسانية بمجتمع يتقدم نحو أفضل مسارات إنصافها وحقوقها وحرياتها، وتحقيق العدل والمساواة.
وإذا كان لابد من مواصلة الطريق استكمالاً للجهود الكفاحية ومنعاً لأيّ تراجع عالمي إنساني؛ فإنّ أوضاع المرأة العراقية تنهار وتتردَّى مع الانهيار القيمي الشامل في مجتمع ريعي يخضع لنهج دجل الأضاليل بمشهدٍ، يعجُّ بأشكال القمع الذي سوّق للخرافة وأباطيلها حتى تفشت مشكلاتٌ اجتماعية، بصورة عبرت عن الطابع الوبائي المرضي لها؛ سواء في فرض الأمية والتجهيل أم في الاتجار حد ظهور أسواق النخاسة في مواقع استعراضية رخيصة، بصورة فجة تتناقض وطابع عصرنا ومؤشرات الحرية وكسر القيود والأغلال فيه...
إن المرأةَ العراقية اليومَ، تجددُ كفاحَها لاستعادة نشر القيم والمبادئ التي حظيت بها بظلال قانون 188 غب ثورة 14تموز؛ ما يفرض الحاجة لأعمق تضامنٍ أمميٍّ يخترق لفائف الحجب والتعتيم التي يحاول الظلاميون فرضها عليها في المشهد الكارثي للعراقية ومعاناتها المضاعفة في مجتمع التخلف..
فهي الضحية القتيلة بنسب تصفوية لا يُعلن عن حقيقة حجمها المأساوي قطعا وهي المسلوبة حقها في التعليم والصحة والعمل وقبلها وبعدها في الأمن والأمان بما تكتوي به من عذابات الاختطاف والاغتصاب والاتجار بدءاً بتشغيلها بالسخرة كما أيام الرق وليس انتهاءً باستغلالها أبشع استغلال، منزليا ومجتمعيا..
إننا هنا بهذه المناسبة العالمية الأممية للمرأة، نحيي الدور البطولي لرابطة المرأة العراقية وإشراقات مناضلاتها إلى جانب عدد من المنظمات النسوية وفي إطار الحركة الحقوقية وبالتنسيق مع تيار قوى الديموقراطية والتنوير لإحداث أعمق تغيير مؤمل..
ونؤكد بهذه المناسبة النداء من أجل تفعيل التضامن مع المرأة العراقية وحركتها التي تتطلع للانعتاق والتحرر والمساهمة الفعلية الحقيقية في بناء التنمية البشرية عبر التعليم والتدريب وعبر حلقات التمكين والإدماج في ميادين العمل والحياة ببناء قدراتها ووعيها وتحصين شخصيتها ضد أشكال الضعف وما كل ما يسمح ويسهّل استغلالها..
نحتاج لنشر ثقافة ترفض التمييز والنظرة الاستعلائية التي تنظر بدونية إليها أو بثقافة ذكورية مرضية متخلفة ومنطلقات العنف والإكراه في خطاب تلك الثقافة...
فلنتخلص من ثقافة العيب والعار والحظر المؤسَّس على تقاليد بالية بما فرض منطق التعتيم على الانتهاكات التي عانت المرأة منها ولنوقف جرائم يسمونها غسل العار ولنقف بقوة ضد سلوكيات أنتجها نظام طائفي ومحاصصته فكرس الظلام والظلامية وظلمهما الواقع بعنف على المرأة بنسب أكبر حجما وأفدح آثاراً...
وليقف المجتمع ضد فتاوى تحاول شرعنة مزيد استغلال للنسوة من قبيل تزويج القاصرات أو ما يسمونه زواجاً دينيا يُكرهون به نسوة متزوجات وفي حالات ليست قليلة حتى غير متزوجات على بيع أنفسهن لمقاتلي ميليشيات تتسمى بمختلف الأسماء الدينية المذهبية [الطائفية] لتُسقِط على أفعالها القدسية المزيفة بوقت ترتكب أخس الجرائم وأقذرها بحق المجتمع وأول ضحاياه النساء وهي بالأساس مدانة قانوناً ما يُخرجها من الشرعية ويسقطها عنها على الرغم من كل الادعاءات الشكلية التي تحاول فرضها بقرارات وقوانين تتعارض مع الدستور من جهة ومع اللوائح والاتفاقات الحقوقية الأممية من جهة أخرى..
إننا نشيد بمشاركة المرأة العراقية في ثورة أكتوبر 2019 وتضحياتها حد الاستشهاد ليس عشقا منها للموت بل تضحية من أجل الحياة حرةً كريمةً وهو طبعا وعي متقدم يراد قمعه، لكنه سيبقى أكثر عنفوانا وسيتنامى بتضافر الجهود الوطنية الإنسانية السامية لحركة التنوير
كل التحايا للمرأة وليكن يومها العالمي عيدا نحتفل به بالانتصار والانعتاق والتحرر وبالحصول على تمام الحقوق وكامل الحريات..
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوضاع المرأة العراقية تتذيل إحصاء دولياً، ما يفضح كلما تتعرض
...
-
محاضرة المسرح والهوية حوار جمالي فلسفي في الإشكالية
-
حركية القيمة في معجم الخطاب الدرامي ومتغيرات قراءة معادلاته
...
-
نشعر بغضب أهلنا في الناصرية وندين ما يُرتكب بحق أبنائهم من ج
...
-
أوهام طريق السبايا واستراتيجية إشادة إمبراطوية شر جديدة
-
مائة عام على تأسيس الجيش العراقي!؟
-
ظروف إشكالية معقدة تجابه التعليم والتلامذة خارج أسوار المدار
...
-
الاعتداء على التدريسيين ظاهرة مرضية تتطلب الانتباه والمعالجة
...
-
العراق بين أخطر خمس دول يُحظَر السفر إليها
-
القوة والضعف بين ألق التسامح وعتمة العنف
-
هل العراق بحاجة لميليشيات جديدة أخرى وقد أُتخم بالموجود منها
...
-
بلى إنها جرائم إرهاب إسلاموية ينبغي أن نتحد في إدانتها ومكاف
...
-
حول تفصيل قانون انتخابي على مقاس أطراف السلطة
-
مماحكات أركان نظام الكليبتوقراطية الفاشي والرد الشعبي في 25
...
-
ندين جريمة الاختطاف والاغتيال الجماعي في الفرحاتية ولنتحول ل
...
-
سبوت الثقافة التنويرية هو حوار عبر أثير منصة التنوير والتغيي
...
-
لنحسم أمرنا من أجل وقف جرائم الميليشيات وإنهاء وجودها وتهديد
...
-
معادلات الصراع في العراق وأفق الحسم الشعبي؟ ثورة أكتوبر تتجد
...
-
ندوة متلفزة مهمة بعنوان المحكمة الجنائية الدولية وحقوق الإنس
...
-
ارتكاب الاختطاف دخل سقف جرائم ضد الإنسانية ولا حسم!!
المزيد.....
-
تفاصيل قصة -الفتاة اليزيدية- التي ادعى الاحتلال أنه حررها من
...
-
الحرب على غزة تهجير وخيام وأرواح
-
الوكالة الوطنية للتشغيل توضح شروط منحة المرأة الماكثة في الب
...
-
خطوات التقديم على منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2024 وشروطه
...
-
الكويت.. الداخلية تضبط متهما من الأسرة الحاكمة هارب من تنفيذ
...
-
الوكالة الوطنية للتشغيل توضح شروط منحة المرأة الماكثة في الب
...
-
حماس ترد على رواية إسرائيل.. وتكشف ما حدث لـ-امرأة إيزيدية-
...
-
الكويت.. ضبط فرد من الأسرة الحاكمة هارب من تنفيذ حكم بالسجن
...
-
أدين بـ90 جريمة اغتصاب..42 حكما بالمؤبد لرجل في جنوب إفريقيا
...
-
-لا أحد فوق القانون-.. ضبط أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الكوي
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|