|
العراق بين أخطر خمس دول يُحظَر السفر إليها
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 19:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن لشعب أن يستكين عندما يرى أن الأحداث المرصودة لتقييم أوضاعه في الإطار الدولي تضعه بمنطقة مخاطر استثنائية أو في قمتها! ولابد لكل شعب من السعي الحثيث لتوفير استقرار وسلام وتنمية مزيحاً المشكلات التي يتعرض لها أو التي تعرّضه لتلك المخاطر وتتسبب بها.. إن العمل وخطى البناء والتنمية هي المركب الذي تحتمي به الشعوب من الضغوط الكارثية التي تجابهها بخاصة في زمن الأزمة.. فيما الاستكانة تضع أي طرف بمنطقة الاستعباد والإذلال والاستغلال! لقد جاء في العدد 12000 من أخبار وآراء التي يعدها السيد معن كدوم بتاريخ الأربعاء 02-12-2020 أنَّ شركة الاستغاثة الدولية حددت خمس وجهات خطيرة لا ينبغي زيارتها في العام 2021، منقولا عما نشرته صحيفة ديلي ميل. والاستغاثة الدولية، هي شركة للخدمات الصحية والأمنية تتخذ من سنغافورة مقرا لها، تحدد كل عام تسلسلا للوجهات الأكثر أماناً وتلك الأكثر خطورة عند السفر إليها. ومن الدول الأكثر أماناً في ذلك المعيار كانت: غرينلاند وسويسرا وسلوفينيا والنرويج وفنلندا والدنمارك، إلى جانب الرأس الأخضر وأنغويلا وجزر تركس وكايكوس. أما القائمة الأكثر خطورة؛ فقد تصدرها مجدداً ((العراق)) وضمت أيضاً ليبيا وسوريا وأفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تشكّل تلك الدول بمجموعها الأماكن الأخطر على وجه الكوكب بتقدير الإغاثة الدولية.. ويتم إصدار المقياس السنوي، استناداً للمخاطر الأمنية والتهديدات السياسية والاضطرابات الاجتماعية التي يمكن أن يواجهها المسافر إلى تلك الدول ومنها العراق تحديداً. لكن مجموعة الاستغاثة الدولية، قدرت هذه المرة، أنّ جائحة الفيروس التاجي كورونا، سلطت الضوء على المحور (الصحي) المضاف الجديد للأزمات لتتشكل سجلات الخطر في ضوئها.. فباتت المخاطر كالآتي: الصحة العامة وبإطارها مخاطر كورونا إلى جانب الأزمة الجيوسياسية والاقتصااجتماعية الفاعلة المؤثرة على الدول. وليست المشكلة هنا في الجانب الشكلي لموضوع التسلسل ولكن المشكلة في حقيقة المجريات التي تجتاح البلاد.. فالعراق يعاني من حراك مجتمعي تنويري يسعى للتغيير تجابهه جريمة قمعية دموية تصفوية لقوى تمثل منظومة كليبتوفاشية، لا تكتفي بالجريمة المافيوية اللصوصية ولكنها تمعن في جريمتها لترتكب العنف الدموي من اغتيالات وتقتيل وإبادة جماعية! إنّ الظواهر السائدة اليوم، تتجسد في انفلات أمني بلا ضابط و-أو جهد قانوني يمكن أن يحد منه... فالمافيات تمتلك أجنحة عنفية مسلحة فاشية النهج لا تتحرج أو تتردد فيما ترتكب من تصفيات دموية بشعة ومن فظاعات تطال الجموع الشعبية من شبيبة الوطن... وهي إذ تطلق الحبل على الغارب لهوجاء وحوشها الدمويين فإنها لا ترعوي عن ارتكاب كل جريمة بوقت تصف ما ترتكبه بالقانوني وبممارسسة واجباتها نيابة عن المقدس فتضع نفسها القاضي في اتخاذ أي قرار وهي الخصم فيه مع المواطنين جميعاً... إن كون العراق من أحطر بلدان الكوكب أمر يشير إلى فضيحة كلية شاملة هي أن هذه البلاد لم يعد فيها من أمن وأمان ولا استقرار وطمأنينة فيما ينتفي السلم الأهلي كلياً لتسطو مشاهد البشاعة والفظاعات وهمجية وحوش منفلتة بلا ما يحد من جرائمها.. إن الطفل مستباح منتهك في آدميته وحقوقه وهو يساق إلى شوارع الضياع والعمل القسري المحظور فضلا عن الاتجار به فيما المرأة المعنَّفة أسرياً هي المعرّضة الأولى للبطالة والعطالة وللاستغلال بأعمال بلا أجر فضلا عن الاستغلال الجنسي والاتجار بها وتعريضعا من قبل ومن بعد للتصفية محمَّلة زورا وبهتانا أسباب ما يُرتَكَب... وشبيبة الوطن بين المخدرات والعطالة والفقر يجري انتهاك كل حقوقها بلا ما ينزع وصف العبودية المغطى عليها بطقوس قدسية مزيفة مخادعة مضللة.. الخطر استباح المواطن الإنسان في وجوده سالباً العقل ومنطق التفكير النقدي ليحشوه بالخرافة وليسهّل جرائم الاستعباد والتصفية الدموية الأبشع بين المجتمعات المعاصرة وحتى على مر التاريخ إذ يجتر نظام الكليبتوفاشية أسوأ ما في نُظُم ما قبل الدولة!!! الخطر في البيت والشارع وفي المدرسة والمصنع والحقل والخطر في ظل رقابة حقوقية هشة مفرّغة من مضمونها وجدواها وحتى بمتابعة منظمات دولية تقاد إلى أروقة أدعياء مضلِّلون يجيدون إخفاء الجريمة بمظلات الخداع ومنطق التقية والتستر ليضيع الطريق ويمضي هو فيه منفردا بما وضعه غنيمة ملكية بلا منازع... في البيوت مداهمات بلا قوانين ولا أعراف ولا قيم تردها...! في الساحات والشوارع رصاص يحصد الأرواح والصدور عارية لا يحميها حتى مجرد قطعة قماش...! المؤسسات العامة والخاصة تنتهكها أسلحة الميليشيات الدموية لتبتز بها وجودا تريد تجييره لخزانتها...! الميادين والأماكن تستبيحها الدبابات والأسلحة الثقيلة لتحيلها إلى خراب..! الحقول يتلف محاصيلها الاستراتيجية وغير الاستراتيجية مشعلو الحرائق فيها ليخدموا توريد ما فسد عند أسيادهم...! أن تأكل خطر التسرطن موجود.. أن تشرب الماء خطر التسمم موجود.. أن تستنشق الهواء خطر الاختناق بالملوث موجود.. أن تمشي بطريق خطر الاختطاف والاغتصاب والاغتيال موجود...! كل شيء هنا يمتلك خطراً موجودا موفورا ويفيض مساوئ وإجراما حتى في طريق الفرار للمنافي أمام خطر بل أخطار فلا تقترب ولا تسافر لبلد قبل أن يحرره أهله من سطوة المافيا والميليشيا وإلا فإن لظى حرائقه لن يكتفي بأن يلسعك بل سيلتهمك ويقضي عليك ذلك معنى ما تقوله الوثائق الدولية وتعنيه بالبلد الأشد خطراً على زائره فكيف بأهله!!؟ أيتها السيدات، أيها السادة العراق ليس في خطر بل هو الخطر وجحيمه ولا حل له إلا بأهله يواصلون مهمة التغيير والانعتاق والتحرير.. وكل من يتحسس من النقد والتنوير يساهم في إدامة استعباد وسطو عليه غنيمة لأرذل الناس من بائعي الضمائر مقابل زيف ارتداء العمامة والجلباب تمويها ومخادعة فيما مشعلو الحرائق هم أنفسهم أولئك الذين يتحكمون بالبلاد والعباد...
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القوة والضعف بين ألق التسامح وعتمة العنف
-
هل العراق بحاجة لميليشيات جديدة أخرى وقد أُتخم بالموجود منها
...
-
بلى إنها جرائم إرهاب إسلاموية ينبغي أن نتحد في إدانتها ومكاف
...
-
حول تفصيل قانون انتخابي على مقاس أطراف السلطة
-
مماحكات أركان نظام الكليبتوقراطية الفاشي والرد الشعبي في 25
...
-
ندين جريمة الاختطاف والاغتيال الجماعي في الفرحاتية ولنتحول ل
...
-
سبوت الثقافة التنويرية هو حوار عبر أثير منصة التنوير والتغيي
...
-
لنحسم أمرنا من أجل وقف جرائم الميليشيات وإنهاء وجودها وتهديد
...
-
معادلات الصراع في العراق وأفق الحسم الشعبي؟ ثورة أكتوبر تتجد
...
-
ندوة متلفزة مهمة بعنوان المحكمة الجنائية الدولية وحقوق الإنس
...
-
ارتكاب الاختطاف دخل سقف جرائم ضد الإنسانية ولا حسم!!
-
كيف نقرأ التكييف القانوني للانتخاب في الوضع العراقي؟ وحقوق ا
...
-
مفهوم الكوتا بين الأسباب والنتائج وآثار الاستغلال وتجيير الت
...
-
في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري 30 أغسطس آب 2020
-
ندوة متلفزة حول جوانب من الوضع العراقي ونُذُر بحملة تصفوية ض
...
-
ليبيا لأهلها لا للغزاة ومرتزقتهم ووكلائهم القتلة
-
المسؤولية القانونية والسياسية لدور الميليشيا في الجرائم المر
...
-
الموقف الشعبي من تكديس الأسلحة الميليشياوية وسط السكان ومخاط
...
-
الفحوصات المخبرية للأسماك النافقة في هور الدلمج ومشكلات التس
...
-
تدخلات إيران وتركيا وأثرها في تطور الأوضاع العراقية وشرق الأ
...
المزيد.....
-
داخلية إقليم كردستان العراق تحذر من انتشار ظاهرة -دخيلة وغري
...
-
-سيدة تحاليل DNA- تثير جدلاً في مصر والسلطات تعتقلها
-
ميلانيا ترامب ترفض لقاء جيل بايدن.. ما السبب؟
-
ليس البشر وحدهم ضحايا الحروب، الحيوانات والطيور والأسماك تعا
...
-
استنفار أمني في باريس قبل مباراة فرنسا وإسرائيل في دوري الأم
...
-
فرنسا.. لوبان مهددة بالسجن والمنع من الترشح خمس سنوات
-
مقترح بوريل - ألمانيا ترفض تعليق الحوار الأوروبي مع إسرائيل
...
-
-حزب الله- يوجه رسالة قاسية للجيش الإسرائيلي.. -حادث صعب جدا
...
-
زاخاروفا تحذر من سعي الغرب لتشويه سمعة روسيا وتحريف الحقائق
...
-
الجيش الإسرائيلي يسحب فرقة عسكرية من جنوب لبنان
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|