|
نشعر بغضب أهلنا في الناصرية وندين ما يُرتكب بحق أبنائهم من جرائم
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 6787 - 2021 / 1 / 13 - 21:03
المحور:
حقوق الانسان
— رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان قرارات متلاحقة لخلية الأزمة التي شكلها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي لضبط الأمن في المحافظة وللقوات التي جاءت للمحافظة بتوصية منها لمسك الأرض وإدارة الملف الأمني بشكل كامل ومن ثمّ فإن تلك الخلية هي المعنية مباشرة بالإجابة على التساؤلات بشأن حملات الاعتقال والاغتيال بحق الناشطين، ومن ذلك التفاعل مع بلاغات وصلت مراكز الشرطة بشأن استهداف منازل الناشطين، بدل تمييع قضايا الكشف عن الحقيقة. أليست تلكم هي جوهرة الحقيقة التي تقرأ الأوضاع؟ *********************************************
نشعر بغضب أهلنا في الناصرية وندين ما يُرتكب بحق أبنائهم من جرائم
كانت ذي قار قد شهدت حركة احتجاجية غاضبة بخلفية تعرض أبناء المحافظة من الناشطات والنشطاء لحملة اعتقالات طاولت كثيراً منهم، بوقت تابعت قوات (الأمن) بدل توجيه قدراتها نحو كف المجرمين، فواصلت الحملة الشعواء بقمع استخدمت فيه الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع، ما تسبب بصدامات نتج عنها أكثر من 100 من أبناء المحافظة بين قتلى وجرحى في صفوف الطرفين تكبد فيها المتظاهرون السلميون القسط ألكثر ألما وفداحة كعادة تلك المعارك بين السلاح وسطوته وبين الصدور العارية وسلمية أصحابها.
ولقد توجهت قرارات (خلية الأزمة) نحو فرض الأمن بقوة قهرية لا باستجابة للمطالب أو معالجة لها فدفعت بقوات من خارج المحافظة لفرض ما أسمته الأمن والهدوء! ونشرت نقاط التفتيش والسيطرات (الأمنية) وأحاطت بساحة الحبوبي بعناصرها بقصد منع أية فرصة للتعبير عن الرأي و-أو التظاهر فيها وهي الميدان الإيقونة لأبطال ثورة أكتوبر وتضحياتهم الجسام.. وبدل التحقيق فيمن أوقع وسطهم كل تلك المجازر يُمنعون من إعلاء أصوات المطالبة بحقوق الشهداء القاضية بمحاسبة القتلة ومنع إفلاتهم من العقاب..
إنَّ الحديث عن بسط سلطة القانون، وتوفير مناخ آمن ومستقر لأهالي المحافظة، والعمل بمهنية ومراعاة الجانب الإنساني الحقوقي، للحد من العنف بكل أشكاله ينتفي مباشرة حال اطلاعنا على وصف الحراك الشعبي السلمي القانوني من طرف السلطات، بأنه الفوضى وإثارة التوتر وممارسة الشغب من المتظاهرين الأمر الذي لن يتم التهاون معه كما تنطلق أصوات السلطة في خطابها بعنفه المفرط! في وعيد منها وتهديد بمزيد من أعمال القمع الدموية تلك التي ترتكب الفظاعات بتناوب الأدوار بين تشكيلات السلطة.. فمرة نجد القوى الميليشاوية وفي أخرى نجد قوات الشرطة أو ما يسمى خطأ (مكافحة) الشغب وهم أنفسهم من يرتكبون العنف وجرائمه التي تثير غضب الشارع السلمي…
إذن الناصرية، وبظروف استغلال ما يبدو تراجعاً للحركة الشعبية السلمية، تجابه جرائم اختطاف واستفراد بالنشطاء ومداهمتهم في بيوتهم بصورة قمعية وحشية، تعتدي على حرمات البيوت وتنتهك كل القيم في تلك المداهمات المتقاطعة مع القانون وما كفله الدستور؛ كما تجابه جرائم الاغتيال حد بشاعة الوحشية الهمجية بتقطيع جثث الضحايا ورميها، لإرهاب الناس؛ مضيفين هنا اعتقالات مقصودة بقوائم تطارد عناصر التظاهر والاحتجاج السلمية التي وصلت حتى اليوم بجديد ما ارتكبته لأكثر من 72 ناشطاً ومتظاهراً، مع الاستمرار بجريمة الاعتقالات التي دانتها حتى منظمات حقوقية رسمية مقربة من النظام.
إنّ عدم وجود حرمة يحميها القانون ظاهرة تجسدت في انتهاك حرمة البيوت لتمرّ فتنتهك حرمة المؤسسات التربوية التعليمية إذ توجهت قوات معلومة ونكّلت بتلامذة وتدريسيي الإعدادية المركزية واعتقلت بوحشية أحد طلبتها وعرّضته لأبشع أشكال القمع والعنف تعذيبا سواء بالضرب المبرح أم بسحله أمام زملائه ترهيبا وترويعاً للمشهد العام! وهو الأمر الذي احتجت عليه بغضب إدارة المدرسة وطلبتها ونقابة المعلمين
وبمقابل تلك المشاهد المروعة فلا يجد الأهالي جميعا سوى وعود حكومية بالتهدئة ما يعني أن الأوضاع ذاهبة للتصعيد.. فلا الوعود الوهمية ومناوراتها ولا العنف القمعي للسلطة وركني تشكيلاتها من ميليشيات مطلقة اليدين منفلتة من كل عقاب وقوات شرطة باتت معروفة التوجهات والمرامي، ليس لأيّ منهما القدرة على إعادة الأمن وضبطه… ولكن ما يعيد الأمن الفعلي هو العدالة المنشودة في تلبية مطالب ثوار أكتوبر التي كتبها أبناء ذي قار وعموم العراق برسائلهم السلمية..
إن ادعاءات السلطة وقواتها وإلقائها تهمة توتير الأجواء وإثارة الفوضى والشغب على المتظاهرين السلميين أمر لم يعد يلقى قبولا من أكثر الأطراف سذاجة وممالأة لتلك السلطة..
وعليه فإننا نطالب:
بإطلاق سراح جميع المعتقلين فوراً، مع كفالة عدم تعرضهم لأي أذى أو تعذيب أو ابتزاز. تحرير المختطفين وضمان عودتهم لبيوتهم بسلام. مقاضاة الجهات المعتدية من عناصر في مؤسسات الشرطة أو من ميليشياويين ومنع إفلات القتلة والمذنبين من العقاب. وقف الوعود الزائفة والشروع بتلبية مطالب ثوار أكتوبر بحسب تسلسلها فوراً وبما يحققها ميدانيا فعليا. تسليم المسؤولية لأبناء المحافظة وفرض إرادة القانون وسلطته على الجميع مع احترام حقوق الإنسان. تحويل قوى الشرطة والقوات الرديفة إلى قوة لحفظ الأمن وضبطه وحماية المواطن وكفالة الحرمات ومنها حرمة البيوت وحرمة مؤسسات العلم وغيرها.. وقف مناورات السلطة سواء بالاتصال بالنشطاء أم في ابتزاز بعضهم واستغلالهم لمآرب إنهاء التظاهر وحق التعبير للمواطن وإعلان مطالبه العادلة. إنه لمن السخرية الفجة الهمجية أن يجري مقايضة المواطن مقابل وقف الاغتيالات والعنف الميليشياوي وبلطجتها بوقف التظاهر السلمي والامتناع عن التعبير عن مطالب المظلومين .. إن من يطالب بوقف التظاهر ينبغي أن يوقف فورا كل تلك الجرائم بحل التشكيلات المسلحة وتقديم مجرميها أمام القضاء النزيه العادل وأن يمنع إفلاتهم من العقاب
بخلافه فإن أبناء ذي قار لا يجابهون لوحدهم عنف السلطات ودموية قواها ومنها القوى الميليشياوية وعناصر الدمج والقوى العدوانية التي تأتمر بأوامر وأجندات غير وطنية وإنما يقف بالصدارة وبوحدة وطنية كل العراقيات والعراقيين ليقولوا كلمتهم السلمية إذ أن الأمس القريب الذي فرض الشعب على قادة الميليشيات والنظام أن يعترفوا بجرائمهم وأن يعلنوا الاعتذار للشعب مازال حيا ليتواصل من أجل استكمال فرض مطالب ثورة أكتوبر ورفض دجل الماورات وألاعيب المخاتلة وإعادة إنتاج نظام كان ومازال سبب الثورة وغضب أبنائها من أجل الحرية والسلام
لتنتصر إرادة الشعب العراقي من أجل حقوقه العادلة في إعادة بناء الوطن البيت حاضنة حرة بإرادتها الوطنية مستقلة تدحر وجود ذيول الملالي وما سرقوه من سلطة البلاد وإدارتها.. لتنتصر الديموقراطية وتبني دولة الشعب العلمانية الحرة ويستعيد الشعب كامل الحقوق والحريات
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوهام طريق السبايا واستراتيجية إشادة إمبراطوية شر جديدة
-
مائة عام على تأسيس الجيش العراقي!؟
-
ظروف إشكالية معقدة تجابه التعليم والتلامذة خارج أسوار المدار
...
-
الاعتداء على التدريسيين ظاهرة مرضية تتطلب الانتباه والمعالجة
...
-
العراق بين أخطر خمس دول يُحظَر السفر إليها
-
القوة والضعف بين ألق التسامح وعتمة العنف
-
هل العراق بحاجة لميليشيات جديدة أخرى وقد أُتخم بالموجود منها
...
-
بلى إنها جرائم إرهاب إسلاموية ينبغي أن نتحد في إدانتها ومكاف
...
-
حول تفصيل قانون انتخابي على مقاس أطراف السلطة
-
مماحكات أركان نظام الكليبتوقراطية الفاشي والرد الشعبي في 25
...
-
ندين جريمة الاختطاف والاغتيال الجماعي في الفرحاتية ولنتحول ل
...
-
سبوت الثقافة التنويرية هو حوار عبر أثير منصة التنوير والتغيي
...
-
لنحسم أمرنا من أجل وقف جرائم الميليشيات وإنهاء وجودها وتهديد
...
-
معادلات الصراع في العراق وأفق الحسم الشعبي؟ ثورة أكتوبر تتجد
...
-
ندوة متلفزة مهمة بعنوان المحكمة الجنائية الدولية وحقوق الإنس
...
-
ارتكاب الاختطاف دخل سقف جرائم ضد الإنسانية ولا حسم!!
-
كيف نقرأ التكييف القانوني للانتخاب في الوضع العراقي؟ وحقوق ا
...
-
مفهوم الكوتا بين الأسباب والنتائج وآثار الاستغلال وتجيير الت
...
-
في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري 30 أغسطس آب 2020
-
ندوة متلفزة حول جوانب من الوضع العراقي ونُذُر بحملة تصفوية ض
...
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا للتحقيق بتهم إساءة معاملة لاجئين
...
-
الصليب الأحمر: أعداد كبيرة من النازحين في لبنان بلا مأوى ويع
...
-
القضاء الروسي يحكم باعتقال صحفي وكالة -سي إن إن- الأمريكية
-
الآلاف يتظاهرون في العراق والمغرب دعما لغزة ولبنان
-
إنقاذ 75 مهاجرًا عبروا من شرق ليبيا بعد تعطل قاربهم قبال سوا
...
-
عفيف: ليس من المنطق او حرية التعبير نشر اسماء قرى على انها ت
...
-
الاعلام الفلسطيني: شهيدة وعدة اصابات بقصف مدفعي اسرائيلي على
...
-
مفوض الأونروا: التخلص من الوكالة يكاد يكون من أهداف الحرب ال
...
-
الأمم المتحدة: لم يدخل أي غذاء إلى شمال غزة منذ بداية أكتوبر
...
-
قوات -اليونيفيل-: ما حدث يمثل تطورا خطيرا ونؤكد ضمان سلامة م
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|