أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العلاقات الأمريكية السعودية والكذب باسم حقوق الإنسان














المزيد.....

العلاقات الأمريكية السعودية والكذب باسم حقوق الإنسان


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 15 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعورنا بحقوقنا كبشر متأصل فينا جميعا مهما كانت درجة تخلفنا أو تقدمنا. فنحن جميعا " أبناء آدم وحواء"، ولنا الحق في الحصول على حقوقنا الإنسانية المتساوية التي تجعل لحياتنا قيمة؛ وللتوضيح لا بد من الإشارة إلى" الإعلان العالمي لحقوق الإنسان Universal Declaration of Human Rights " الذي تبنته وصادقت عليه الأمم المتحدة في 10/ 12/ 1948، والذي يتكون من 30 مادة توضح" الحقوق والحريات الأساسية" للفرد، وتؤكد أهميتها وطابعها العالمي، وتعتبرها متأصلة فينا، وقابلة للتطبيق علينا جميعا. ولهذا فإن الإعلان يكرس حقيقة وهي أننا جميعا نولد أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق بغض النظر عن جنسيتنا ومكان إقامتنا، أو لوننا، أو عرقنا، أو ديننا، أو لغتنا، أو أي أمر آخر، وإن كل فرد منا له الحق في المساواة أمام القانون، والعمل، والحماية، والتعليم، والعناية الصحية، وحرية الفكر والتعبير، وممارسة الدين، والمشاركة في السياسة والشؤون العامة.
لم توجد دول ملائكية فاضلة كاملة الأوصاف في الماضي، ولا توجد في عالمنا المعاصر، وربما لن توجد أبدا. لكن العديد من دول القانون الديموقراطية المعاصرة، التي أنصفت الإنسان وأعلت شأنه ومكنته من المشاركة في الحكم، نجحت في تطوير نظمها السياسية ومؤسساتها وأصبحت آمنة مستقرة تنعم بالرخاء. بينما بقيت دول أخرى ومنها دولنا العربية التي ظلمت الإنسان وفشلت في تطوير نفسها دولا تسلطية قهرية فاسدة. فحسب القائمة التي أصدرها مؤشر الدول الديموقراطية The Democracy Index لعام 2020 كانت المملكة العربية السعودية في ذيل القائمة، حيث لا توجد من دول العالم أل 195 من هي أسوأ منها في حرمان الانسان من حقوقه سوى ستة دول.
فلا غرابة في ذلك لأسباب عديدة من أهمها أن جميع السلطات في السعودية مركزة في أيدي الملك وولي العهد وأمراء المناطق وجميعهم ينتمون إلى عائلة آل سعود الحاكمة، ولا يوجد فيها برلمان منتخب. والدولة تقيد الحريات، وتتحكم في الاعلام، ولا تسمح بوجود أحزاب سياسية ونقابات ومنظمات مجتمع مدني، وتمنع الشعب من المشاركة في الحياة السياسية، وتعتقل رجال الدين والفكر والناشطين والناشطات المطالبين بالإصلاح السياسي والاجتماعي، وتمنع التجمعات والتظاهرات والاحتجاجات، ولا تسمح لأتباع الأديان الأخرى بممارسة شعائرهم الدينية، وتميز بين الأقليات المسلمة، وعلى الأخص بين السنة والشيعة حيث يشمل هذا التمييز المذهبي التعليم، والقضاء، والحريات الدينية، والجيش، والتوظيف.
ولا يوجد في المملكة دستور وقوانين وضعية تنظم حياة الناس؛ فالقانون السعودي يتكون من شيوخ يقومون بدور القضاة، ويستخدمون مبادئ شرعية .. غير مدونة ..، وغالبا ما يفسرون القرآن الكريم والأحاديث النبوية ويصدرون الفتاوى حسب أوامر ومصالح " ولاة الأمر." أضف إلى ذلك وجود 70 ألف سعودي " بدون "، أي يعيشون في البلاد بدون هوية، ولا تعترف الدولة بمواطنتهم وحقوقهم، ووجود ما يزيد عن عشرة ملايين مهني وعامل عربي وأجنبي في البلاد لا حقوق لهم ولأبنائهم في التعليم، والعناية الصحية المجانية، والتقاعد مهما طالت مدة خدمتهم، ويتقاضون رواتب أقل بكثير من الرواتب التي يتقاضاها السعوديون.
ببساطة لا وجود لحقوق الانسان في السعودية، وأمريكا التي تعلم ذلك جيدا حافظت على علاقات مميزة مع المملكة خلال الثمانين عاما الماضية، ولم تفكر في يوم من الأيام بحقوق الشعب السعودي، ولم تضغط على أي من ملوكها لإجراء إصلاحات سياسية تعطي الشعب .. بعض .. حقوقه وتسمح له بالمشاركة في الحكم! فلماذا أثارت إدارة جو بايدن الجديدة مسألة حقوق الإنسان في السعودية الآن؟ ولماذا تثير قضية حقوق الانسان في السعودية ولا تثيرها في الدول العربية التسلطية الأخرى؟ وإذا كانت أمريكا حريصة على حقوق الإنسان كما تدعي فلماذا تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني؟
انتقاد أمريكا للسعودية فيما يتعلق بحقوق الانسان، والضغط الذي مارسته عليها لإطلاق سراح المعتقلة لجين الهذلول، وتخفيض أحكام الإعدام عن علي النمر، وداود المرهون، وعبد الله الزاهر ليست سوى محاولات لتلميع صورة المملكة بعد فضيحتها بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، واعتقالها لرجال دين ومثقفين وناشطين وناشطات وأمراء، وفشلها في تحقيق نصر في الحرب اليمنية، وإخفاقها في التعامل مع إيران وتكريس نفسها كقائدة للسنة في العالم العربي.
أمريكا تغض الطرف عن بطش وتسلط الأنظمة الدكتاتورية العربية الموالية لها ولإسرائيل، ولا تهتم بما يعاني منه الإنسان العربي؛ ولهذا فإن الهدف من إثارتها لموضوع حقوق الإنسان في السعودية هو تحسين صورة النظام ودعمه وحمايته، وليس حرصا منها على حقوق الانسان. أي إن حرصها المعلن حديثا عن حقوق الإنسان السعودي ليس إلا .. كذبة .. الهدف منها مساعدة السعودية في التعامل مع أزماتها الحالية، والضغط عليها ومواصلة ابتزازها ماليا، ودفعها لقبول الحلول السياسات الانهزامية التي ستحاول إدارة بايدن فرضها على العالم العربي خلال السنوات الأربع القادمة وفي مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتو بنسودا ... - صائدة الطغاة - الإفريقية التي تصدت لجرائم ...
- معارضة السعودية والامارات والبحرين لإحياء الاتفاق النووي الإ ...
- العرب الأمريكيون .. نجاح تجاري وعلمي وفشل سياسي واجتماعي
- السلطة والفصائل والأحزاب الفلسطينية ومقاومة الاستيطان
- الانتخابات الفلسطينية القادمة بين التفاؤل والتشاؤم
- كوريا الشمالية وسياسة التحدي للغطرسة الأمريكية
- الاقتحام العنصري لمبنى الكونغرس .. أسباب وتداعيات
- تطبيع واستسلام بلا شرعية شعبية
- الحرية الدينية: اندونيسيا نموذجا
- نتائج انتخابات الكنيست القادمة محسومة سلفا لصالح أحزاب اليمي ...
- تهنئة فلسطينية للمسيحيين العرب والآخرين بعيد الميلاد المجيد
- العقوبات الأمريكية على الصانعات العسكرية التركية
- تطبيع الخيانة والعار .. المغرب أخيرا وليس آخرا
- استقالة حنان عشراوي وأزمة النظام السياسي الفلسطيني
- أمريكا وحل النزاع الخليجي
- العلاقات السعودية الإسرائيلية والوصاية الهاشمية على الأماكن ...
- هل سيرتكب ترامب حماقة جديدة ويهاجم إيران؟
- إلى متى ستظل دول النفط العربية قادرة على تضليل وإسكات شعوبها ...
- هل ستغير اتفاقية - الشراكة الاقتصادية الشاملة- لدول آسيا وال ...
- بايدن وأوهام السلام الفلسطيني – الإسرائيلي


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العلاقات الأمريكية السعودية والكذب باسم حقوق الإنسان