أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - تطبيع واستسلام بلا شرعية شعبية














المزيد.....

تطبيع واستسلام بلا شرعية شعبية


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ التطبيع والخنوع العربي للإرادة الصهيونية بتوقيع معاهدتي السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، والأردنية الإسرائيلية عام 1994، " وفرطت المسبحة " كما يقول الفلسطينيون، ودخل التطبيع منعطفا استسلاميا مخزيا جديدا بتوقيع اتفاقيات سلام مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب خلال الأشهر الأربعة الماضية كرست التنازل عن حق الشعب الفلسطيني في وطنه، وتضمنت اعتراف تلك الدول رسميا بوجود إسرائيل، وقبولها كدولة ذات سيادة، وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية معها.
الصهاينة وحكام الدول العربية المطبعة أطلقوا على اتفاقيات الاستسلام الإماراتية البحرينية اسم " اتفاقيات إبراهيم " أو " الاتفاقيات الإبراهيمية "، ونسبوها بذلك إلى أبي الأنبياء إبراهيم، النبي والرسول الذي له مكانته واحترامه المميز في الديانات الموحدة الثلاث، وينسب إليه اليهود والعرب عن طريق ولديه إسحاق وإسماعيل؛ وذلك لإضفاء الصبغة الدينية عليها، وخداع الجماهير العربية بالقول نحن العرب واليهود أبناء عمومة تربطنا علاقات دينية واجتماعية منذ أيام ابراهيم عليه السلام، وتجاهلوا الحقيقة وهي ان الأغلبية الساحقة من الصهاينة الذين يحتلون فلسطين هم غرباء ينحدرون من أصول أوروبية لا علاقة لهم بفلسطين وإبراهيم واسحاق واسماعيل، وإن نسبة كبيرة منهم من الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله.
وكذب حكام الامارات والبحرين والسودان " وإمام المؤمنين " ملك المغرب الذي يرأس" لجنة القدس " على أمتنا العربية كعادتهم بالقول إنهم طبعوا خدمة للفلسطينيين ومصالح الأمة العربية، وانهم ما زالوا يدعمون حق الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وحل الدولتين!" ونحن كشعوب عربية نقول لهؤلاء المطبعين ومن لف لفيفهم كفاكم كذبا علينا وخيانة لأمتنا ونسألهم: كيف تتنازلون عن فلسطين وتعترفون بحق الصهاينة فيها وتزعمون بانكم تؤيدون الفلسطينيين وتدافعون عن قضيتهم؟ هل أنتم أغبياء إلى هذه الدرجة، أم تتغابون وتصدقون أن الشعوب العربية لا تعرف أكاذيبكم؟
نحن الشعوب العربية نقول لكم بصراحة ووضوح ان توظيفكم للكذب والخداع والنفاق في محاولاتكم لتسويق التطبيع مع الصهاينة وإضفاء صفة الشرعية الشعبية عليه ستفشل. وإننا ما زلنا وسنظل نرفضه ونؤمن بعروبة فلسطين وحق شعبها في العودة، وستظل إسرائيل عدوتنا حتى إذا انبطحتم .. جميعا.. واستسلمتم لها، ونذكركم بان جميع الحكام العرب وغير العرب الذين خانوا شعوبهم وأوطانهم كما تفعلون أنتم، كانت نهايتهم مأساوية، واحتلوا مواقع مميزة في مزابل التاريخ!
لكن ذلك لم يحصل، وليس هناك ما يشير إلى إمكانية حصوله في المستقبل القريب لعدة أسباب منها: ان الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل دول تسلط دكتاتورية لا تمثل شعوبها، ويحكم كل منها رجل واحد فاقد للشرعية الدستورية والشعبية وصل للحكم بالوراثة أو على ظهر دبابة، وبيده جميع السلطات، وله الحرية المطلقة في اتخاذ قرارات السلم والحرب والمتاجرة بمصير الشعب والوطن دون مساءلة، ووفقا لمصالحه ورغباته وأهوائه، أو تنفيذا لما تمليه عليه الدول الأجنبية التي نصبته وحمته.
إسرائيل تدرك جيدا أن وجودها ونجاح مخططاتها يعتمد إلى حد كبير على تعطيل عملية بناء الإنسان العربي، ومحاصرته وإبقائه جاهلا فقيرا منشغلا بالحصول على رغيف الخبز. ولهذا فإنها تحارب قيام أنظمة ديموقراطية عربية تعتق الانسان، وتعطيه حرية وكرامة وثقة بالنفس واستقرارا سياسيا وازدهارا اقتصاديا، وتعتقد ان تعاملها مع أنظمة عربية دكتاتورية، ومع حكام فاقدين للشرعية الدستورية والشعبية يخدم أهدافها ويجعلها في مأمن من المواجهة مع الشعوب، ويعزز دورها في حماية أصحاب العروش العربية المتهالكة الذين تلتقي مصالحهم ووجودهم مع مصالحها ووجودها؛ فهل ستنجح إسرائيل في الحصول على الشرعية الشعبية للتطبيع معها؟ وهل الشعوب العربية ستستمر في الصمت والانصياع لإرادة جلاديها الطغاة؟
إسرائيل نجحت في تحقيق التطبيع الرسمي مع ست دول عربية، وفشلت في التطبيع مع الشعوب العربية في مصر والأردن بعد مرور عقود من إقامة علاقات معهما، وستفشل أيضا في التطبيع مع شعوب السودان والبحرين والإمارات؛ لكنها لن تتوقف عن التخيط والعمل الجاد المنهجي للحصول على شرعية شعبية عربية تمكّنها من التأثير على الرأي العام العربي، ومن التغلغل في الأقطار العربية لخداع المواطنين العرب، والتأثير على حياتهم اليومية من خلال السياحة والتجارة والنشاطات الثقافية والرياضية لأن ذلك في حالة حدوثه، سيمكنها من استغلالنا سياسيا واقتصاديا وتحقيق أهدافها التوسعية والهيمنة على الوطن العربي.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الدينية: اندونيسيا نموذجا
- نتائج انتخابات الكنيست القادمة محسومة سلفا لصالح أحزاب اليمي ...
- تهنئة فلسطينية للمسيحيين العرب والآخرين بعيد الميلاد المجيد
- العقوبات الأمريكية على الصانعات العسكرية التركية
- تطبيع الخيانة والعار .. المغرب أخيرا وليس آخرا
- استقالة حنان عشراوي وأزمة النظام السياسي الفلسطيني
- أمريكا وحل النزاع الخليجي
- العلاقات السعودية الإسرائيلية والوصاية الهاشمية على الأماكن ...
- هل سيرتكب ترامب حماقة جديدة ويهاجم إيران؟
- إلى متى ستظل دول النفط العربية قادرة على تضليل وإسكات شعوبها ...
- هل ستغير اتفاقية - الشراكة الاقتصادية الشاملة- لدول آسيا وال ...
- بايدن وأوهام السلام الفلسطيني – الإسرائيلي
- ترامب ... رحيل غير مأسوف عليه
- زلزال أزمير... تركيا ترفض المساعدة الإسرائيلية
- التناقض الفرنسي بين حرية الأديان والتدين والاعتداءات على الإ ...
- قادة الخيانة والاستسلام الحكام العرب... السودان أخيرا وليس آ ...
- المصالحة الفلسطينية والتدخلات العربية
- الرئيس الكوري الشمالي يتحدى أمريكا - وأولياء الأمر- المتصهين ...
- إيمانويل ماكرون وإهانة الإسلام والمسلمين!
- - اللوبي - الصهيوني والانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكي ...


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - تطبيع واستسلام بلا شرعية شعبية