|
على دروب الذكريات
ياسر إلياس
شاعر
الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 11:05
المحور:
الادب والفن
يا مَنْ أخذتِ أخا الهوى عن نفسه
حتَّى غَدوتُ كأنَّني ذاتانِ
ما بينَ بارحةٍ مضتْ وَ غدٍ أتى
سالَ الدَّمُ القاني على الصُّلبانِ
عُودي إليه وَدودةً مودودةً
ما أصعبَ الهُجرانَ بعد تداني
أشكو الزَّمانَ لأهلهِ مِن أهله
إنَّ الزَّمانَ كأهلهِ أضناني
ألمُ النَّوى بعد الوِصالِ شِقاوةٌ
إنَّ الفؤادَ ينوءُهُ جمرانِ
لو أُلْقِيَتْ مِن بعضِ ما بِي ذرَّةٌ
للنَّاس لانسكبوا مِنَ الذَّوبانِ
إنِّي أروِّضُ مهجتي لكنّه
ماذا يروِّضُ فورةَ البركانِ
أنا مُنذُ جاستْ فيكِ عينيَ مرةً
سافرتُ في دُنيا من الهذيانِ
أنا كيفَ طاوعتُ الفؤادَ وَ لم يكنْ
عشقُ الصَّبايا و الهوى من شاني
لكنَّها النَّفسُ التي جُبِلتْ على
رَهقِ الصَّبا و مشقَّةِ الهَيَمَانِ
كمْ مِن قتيلٍ خرَّ في ساحاتِه
همِداً و طاحَ أشاوسُ الفُرسانِ
و كبا جَوادٌ عنْ جَوادٍ دونه
و مُناهُ فيما رامَ مَيْنُ أماني
لذَّتْ بِفِيهِ الشَّاربينَ سُلافُها
وَ زُعافُها في رَغوةِ الفنجانِ
حَسُنتْ بعين النَّاظرينَ شموسُها
وَ جحيمُها غُولٌ بلا أسنانِ
كالشَّوكَرانِ يميسُ في لألائه
وَ عُروقهُ ملأى مِن القطرانِ
أوْ مثلَ دِفلى الزَّهرِ في إشراقها
وَ لديغُها قلبٌ بلا خَفَقانِ
عذلوا بلا عُذرٍ وَ لو عَرفوا لَمَا
عذلوا بلا عذرٍ جنونَ جَناني
أنا عِشتُ عُمري كُلَّه في عِزَّةٍ
أَوَ ما ترينَ مذلَّتي و هواني
إنَّ الَّذي أبلى كُثيِّر َ عزّةٍ
و ابنَ المُلَوَّح في الهوى أبلاني
مهما نسيتُ فلستُ أنسى حينما
عقدَ الأسى يومَ الرَّحيلِ لساني
و عصى الكلام و مقلتايَ اغرورقتْ
و اجْتاحَ بردُ كآبةٍ أحضاني
غُضِّي جناحكِ في الوِداد فإنني
رجلٌ أردُّ العُرف بالعِرفانِ
مُدِّي بِساطَ الأَرْيحيَّة و النَّدى
إنَّ الغرامَ لظىً بِلا تَحنانِ
إنِّيْ إذا ما الذِّكريات قَدَحْنَنِي
أطلقتُ في ريح الحنينِ حِصاني
أنا كلَّما أسلو أثَرْنَ عواطفي
وَ الذكرياتُ مباعثُ الأشجانِ
أيَّامَ كانتْ للشَّبابِ رُعونةٌ
تُغضى و لا بأسٌ على الفِتْيانِ
أفلَ الزَّمانُ و لا أفولَ لطيفه
فطيوفُه تَعصى على النِّسيانِ
قَبعتْ من الأرواح في سِدراتِها
وَ استأثرتْ منها بكلِّ مكانِ
تحثو التُّرابَ سُدىً على أصدائِها
و َ سِياطُها كالجَلد في الأبدانِ
جاشتْ وَ جشتُ و جاشَ من غلوائها
ما جاشَ بالنَّاقوس في الرُّهبانِ
وَ حمامةٍ رقَّتْ لحالي إذ رأَتْ
نَوحاً كَنوحِ القُبَّراتِ عَداني
قالتْ و قدْ لاحتْ عليها عَبرةٌ
ممَّا تُكابد ُ يا فتى و تعاني
فأجبتها أنَّ الصَّبابةَ مُرَّةٌ
و َ تَفُتُّ كالأحجار في الوجدانِ
قالت و قد غصَّتْ وَ بَحَّ هديلُها
وَ رُعاشُها بادٍ على الأغصانِ
اذهبْ فقد أعيا الدَّواءُ أَطبَّةً
في سالفِ الأيامِ و الأزمانِ
يعلو الهوى أبداً و لا يُعلى على
حُكمِ الهوى في كفَّةِ الميزانِ
لا ينضوي إلَّا إلى سُلطانِه
كالبرقِ أوْ كالرَّعدِ و الفيضانِ
#ياسر_إلياس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كما أهوى
-
جذى قاسيون
-
لَعَلِّي
-
في مقام إبرو تيمتك
-
داعية
-
أُمةٌ
-
ادخلي في جنتي
-
دولة الحمير
-
أسدلُ فوق أزمنتي الستائر
-
أسدل فوق أزمنتي الستائر
-
( ما كان يأتي ) شعر
-
الإله الآدمي
المزيد.....
-
إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم
...
-
الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم)
...
-
حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة-
...
-
رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا
...
-
فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
-
“شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا
...
-
تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
-
رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا
...
-
“فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب
...
-
إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية
...
المزيد.....
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|