أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميسون نعيم الرومي - شباط الأسود مرة أخرى














المزيد.....

شباط الأسود مرة أخرى


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 10 - 10:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ثمانية وخمسون عاما وشباط ينوء بحمله الثقيل ذلك اليوم الأسود الحزين يوم 8 شباط1963 يوم سرقت فرحة الفقراء والمعدمين، الفرحة اليتيمة، ذبحتها المخابرات الامريكية والدولة الناصرية، باياد عراقية متعطشة للقتل، مغسولة ادمغتها بهراء القومية والعروبة والماضي التليد، يطربها الانين وينعش قلوبها سفك الدماء، طغمة فاشية، وظفتها القوى الانقلابية باسم الحرس القومي، للبطش بشريحة كبيرة من ابناء الشعب العراقي، ثوار تموز.
طغمة دموية استساغت التعذيب وانتزاع الاعترافات بطريقة بشعة، تصفيات جسدية مروعة، لم تكفهم السجون والمواقف فحولوا المدارس والملاعب واحيانا حتى المساجد الى مقرات للتعذيب والقتل والسيْ الصيت ....قصر النهاية وملعب الادارة المحلية والنادي الاولمبي بل وسينما الفردوس حولوها الى حمامات دم ، سوف تبقى في ذاكرة الزمن تتناقلها الاجيال، و يبقى الهواء والماء والسماء تردد انين آلاف الشبيبة ،وصراخ السبايا وعويل الامهات على مر القرون، كثيرون فارقوا الحياة مقطعة اجسادهم، وكثيرون دفنوا احياء، وما اكثر من من تعوق جسديا ونفسيا. لم يكتب عن مأساة شباط الحزين واساليب التعذيب الوحشية الا القلة القليلة من الناجين، والسبب كما اخبرني الكثيرون شخصيا بانهم لا يستطيعون استعادة ذلك البؤس والشقاء والوجع النفسي الذي مروا به، ويحاولون ان يدفنوه تحت رماد العقل الباطن..... وعدني بعد الحاح مني احد اقربائي وهوطبيب ان يحاول كتابة ذكرياته عن ايام الادارة المحلية التي كان نزيلها وبعدها سجن لمدة سنة .. بعد اسبوع اتصل بي وهو في وضع نفسي سيء قائلا اعذريني لا استطيع حتى اكمال متابعة التفكير بما جرى، واخرى التفتت لي وعيونها تنظر الى المجهول وبعد فترة صمت قالت .. لا .. لا استطيع ان اعيش الحدث مرة اخرى .. وكان مثلهما الكثيرون. قرأت كتاب (طوارق الظلام) والذي اعتمد كمرجع عن التجربة التي عاشتها الأديبة (ابتسام الرومي) شخصيا في قصر النهاية وملعب الإدارة المحلية، وفي سجن النساء، تكلمت بصدق وبحرفية عالية عما مربها وبرفاقها في ذلك الديجورالأسود من اساليب وحشية مرعبة ، ابكاني ما قرأت أياما عديدة، ولا زلت استغرب كيف يستطيع الأنسان ان يفقد انسانيته، وكيف يوجد كل هاذا العنف والوحشية في جوانحه ليتلذذ بتعذيب الآخرين بطرق اجرامية رهيبة
الكتاب من تأليفها وزوجها الروائي (توفيق جاني سهر) واللذان كانا من القلة التي دونت تلك الأحداث المأساوية ليكون شاهدا على تلك الفترة العصيبة التي حصدت ارواح الخيرة من شباب العراق، وانهت فترة زمنية احبها الشعب، ولا زال يأسف على ضياعها. أخبرتني الأديبة ابتسام الرومي.. انها عاشت حلما كان يراودها باستمرار طيلة سنين عديدة لغاية انتهاء كتابة (طوارق الظلام) عندها غادرها ذلك الكابوس وتخلصت من لحظاته الموجعة . لذلك اتمنى على من عاش تجربة مع ذلك النظام الدكتاتوري المجرم ان يكتب عنها ليواجهها ويتحرر من اثارها السلبية، وفي نفس الوقت ليكون شاهدا على ما حل بالعراق وشعبه من حيف وبؤس ووجع، وليعرف من لم يمر بتلك التجربة والأجيال القادمة الرعب الذي عشعش في العراق وشعبة منذ سنة 1963 ولغاية 2003 والذي استمرت آثاره لغاية الآن . للأسف بدأ الحكام الجدد يسيرون على نفس النهج بل وابتكروا أساليب أخرى....
ترى هل سيتحرر وطننا يوما وينعم شعبنا المظلوم بالحياة الحرة الكريمة التي يستحقها؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------------------
كتب بمناسبة مرور 58 عاما على انقلاب شباط الأسود
----------------------------------------------------



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى 8 شباط الأسود 1963
- اهنا يمن جيت ابغفل
- سَهَر ليل
- كتلو عمر كتلوعلي
- للموت باعونه
- يا بــو الوعـَــد
- اليك يا وطني انظم الشعر والقصيد فانت في القلب وفي الشراين
- جيشنه الباسل ... بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي ...
- اشگد صَلِف
- ابرة الكورونه
- الى شعبنا الذي امامه فترة عصيبة اهديها
- صرخة الأكراد
- احنه المگاريد
- حسبالي تحزن لوغبت
- الى ثوار العراق اهدي هذه الأبيات
- (دارميات) الى وطني الجريح
- أفاعيك تتمايل
- شعره محابس من ذهب..نص غنائي
- تشــــــــــرين..يا تشــــــــرين
- انــت مـِـنـو


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميسون نعيم الرومي - شباط الأسود مرة أخرى