سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 04:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد فشل الرئيس الامريكي جورج بوش الاب امام كلنتون ‘ بالانتخابات ‘التي جرت بعد تدمير العراق ‘ بالحرب التي قادها ‘ انطلاقا من السعودية وغيرها آنذك . استضافه ‘ معهد عصام فارس ‘ وهذا رجل اعمال ونائب في البرلمان وتسلم عدة مناصب في الحكومة اللبنانية ‘ويملك جامعة ومعهد في الولايات المتحدة ‘ ويستضيف ‘ فيه كل عام احد رجال السياسة ‘ السابقين اي بعد خروجهم من المنصب الرسمي .
وقد استضاف في تلك الفترة جورج بوش الاب ‘ وكان السؤال الاول والاهم ‘ حسب الاراء آن ذاك .
هو ‘ لماذا سمحت وساعدت في ابادة ‘ ثوار الانتفاضة الذين حاولوا ‘ اسقاط النظام ؟
فكان رده ‘ ان اصديقائنا الذي اتينا لمساعدتهم وهم من طلب منا شن الحرب .
هم ايضا الذي طلبو ان يظل صدام يحكم عراق محطم ‘ افضل من ان ياتي هؤلاء ...!ء
وقت ذاك كنت استمع لمثل هذا الكلام بالم ‘حيث صور الاحبة من الاهل والاصديقاء ‘ الذين ابيدو في تلك الانتفاضة ‘اخذت تمر امامي ‘ وانا اقف ‘ بالقرب من كنيسة مارمارون ‘ التي قصفت المعامل القريبة منها قبل يومين .
انتظر شاب عراقي لبناني يعمل هناك قادما ‘ من منطقة صديقين التي قتلت فيها الصحفية اللبنانية اليوم 23-7-2006.
كان هذا الشاب قد دعاني لزيارة امه ‘ تلك التي احبت ذلك الشيوعي القادم من مدينة ‘ المندائين والمحمداوي ‘ مدينة العمارة .
وهناك ظلت تحدثني كلما التقينا ‘ عن ذلك الحبيب الشيوعي ‘ وكيف اعدم بعد عودته .
وفي بيتها ‘ كم تمنينا ان يفوز في الانتخابات ‘ النائب حبيب صادق مرشح الحزب الشيوعي اللبناني ‘ عن الجنوب ‘
وهناك استمعت الى جورج جرداق صاحب كتاب علي والاشتراكية ‘ و.. ‘ وهو يروي قصة اللص الذي تسلل الى بيته ‘ ولم يجد سوى الجاكيت القديم ‘ وكيف كتب له في الصباح رسالة اعتذار عن الجاكيت الذي لايساوي تلك المشقة ولانه اخرج من جيبه الخمسة ليرات كل ملكيته صدفة ‘ وعندما قرأها اللص اعاد له الجاكيت ‘ وصار ياتي الى جرداق كلما احتاج ليأخذ ما تبقى من الخمسة ليرات .
وهناك في ذالك الجنوب الجميل الذي تقطعه الطائرات الان ‘ التي لاتحتمل جماله وعذوبة هوائه ‘
هناك في بيت ذلك الشيوعي العراقي الشهيد ‘ استمعت للشاعر المناضل ‘ مظفر النواب وهو يتحدث من على قناة حزب الله التي قصفتها الطائرات بداية هذا الهجوم الوحشي ‘
وهو يصف اهم المواقف التي اثرت فيه ‘ فقال وكانه يمد خيطا يوصل فيه تاريخ على طول اربعة عشر قرنا ‘ حيث قال (موقف الامام الحسين ‘ والشهيد سلام عادل ‘ والشهيد عباس الموسوي هذه المواقف اهم علامة دخل تاثيرها الى اعماق الروح . ‘.
وهناك من مقر الامم المتحدة الواقع بين قانا وصديقين ‘ كنا ‘ انا واهل ذلك الشيوعي الذي احب جنوب لبنان وترك قبل الرحيل ‘ اسمه كي لايخبو ذلك الحب ‘ نشاهد القنابل وهي تتساقط ‘ على تلك البيوت الواقعة بين صديقين وقانا ‘ وكان الاهالي ‘ يضحكون وكأن، الامر لايعنيهم ‘ وهم يشاهدون القرميد الاحمر الذي يغطي بيوتهم ‘ يحلق نحو السماء مبتعدا عن الدخان المتصاعد من القنابل المجنونة .
لكن القنابل لم تحتمل ضحكاتهم ‘ فتوجهت حيث يقفون وسط مقر الامم المتحدة ‘ وقطعت اجسادهم ومعها اجساد ذوي القبعات الزرقاء .
واليوم ذات القنابل المتوحشة ايضا لم تحتمل ‘ ابتسامات اهالي صديقين الجنوبية ‘ فقطعت اجسادهم وجسد تلك الصحفية التي ذهبت الى الجنوب النازف ‘ وفي صدقين حاولت ان تصور تلك الضحكات الجميلة ‘ التي تشعوا حبا واملا ‘ من وسط ذلك الدمار ورائحة الموت .
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟