أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مؤمن سمير - الشعر كاهن اعترافي ..














المزيد.....

الشعر كاهن اعترافي ..


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 18:52
المحور: سيرة ذاتية
    


لماذا أدلفُ إلى حياتي الشخصية كلما طُلِبت مني شهادة إبداعية حول الشعر وألعابه المجنونة ومراياه ودنياه العجوز الشابة معاً، وأُسَوِّد الصفحات مزهواً بكل ما يهتك الأستار وينظر بعيون شرسة لسلالتي وعائلتي وزماني وشخصيتي الجبانة على الدوام ؟ لماذا أفرحُ بشكل متجدد بمذكرات لويس عوض وخبز محمد شكري الحافي وكل ما شاكلهما في هذه اللغة أو تلك وكأن المبنى والمعنى المتحرر، المنفلت من التأطير والاختناق في هذا الحيز أو ذاك ،إنجازي الشخصي المتوهج ؟ ولماذا أبتهج بأي مقاربة نقدية لديوان لي وهي تفكك بنياته لتكشف الغطاء عن خلفيات وأذرع وأصوات الرغبة العارمة في الكشف والاعتراف بكل آثامي الصحيحة والمتخيلة وأرسم في سبورتي وفضائي و كيف أنها ستقلِب صورتي المنمقة الخجول المكتفية بالصمت والهروب من أسوار أصحاب النميمة الثقافية ،الأفذاذ، وكأني أرقب وألمس وأعاين ، بدون الجزع المعتاد ،ولو لدقائق معدودة في الخيال ، فضيحتي على المقاهي؟…يبدو أن اختياري غير الواعي للشعر ،أو بالأحرى اصطياده لي وقبضه عليَّ وأنا أهيم بين الأشكال التي تترى وهي تخايل شغف المخيلة – كقالب إبداعي مرن، ألعب عن طريقه مع هذا العالم الملتبس، لم يكن اختياراً مجانياً ولا عفوياً ،حيث أنه ما يزال يثبت لي طول الوقت بكمالٍ وتمام ،تلبُّسهُ الصادق والماكر لموقعي ووضعيتي النفسية و الوعيية في هذه البقعة من العالم والتي لا تزال تنأى بنفسها عن ضوء الاعترافات القوي أو لا تحتمله في الحقيقة ،رغم مواقع التواصل التي تبدو وكأنها وحش ساخر لابد وأن يغيرك و إلا التهمك لكن يبقى للعقليات والأرواح شئون ومقاومات أخرى حيث تتفنن جيلاً وراء جيل في اختراع مَصدَّات تحول دون بزوغ الحقائق وتنجح في نفيها باستمرارٍ مزمن وصلد.. كل هذا لا يرجع لأسباب اجتماعية فحسب ولكنها حضارية ودينية كذلك، معقدة ومتشابكة ومزروعة بما يكفي.. لهذا كان الشعر ،الكائن ذو الوجوه المتعددة، الذي يتخفى وراء المجازات والصور والتخييل ،ليصل بيني وبيني ، هو الذي يُسَهِّل الأمر عند المواجهة :

– إنه مجرد خيال يا أمي .. كذب، لكن ..

– اعترفت إنه كذب ، يعني خطيئة.. وسيغضب عليك الله صدقني..

تمام.. فلأعتذر وأعلن توبتي قبالتها وأخفي أمري ..في النهاية التزامي كموظف ملتزم وبسيط وهدر العمر في المجاملات التي ترضي الكبار ،أهون من إقصاء العائلة القاسي على العاجزينَ عن التمرد العملي ،أمثالي، أو الريبة التي تلاحقك في مجتمعك الصغير أينما حللت: في ردهات البيت والشارع والعمل ، باعتبارك مُفسداً ، بتحرركَ في الأفكار التي قد تسقط منكَ عفواً كلما تحدثت ، حتى بشِعرك ذاته ،الغامض الذي كأنهُ تعاويذ الشيطان، ذلك الذي كلما تجلى وملأت بيارقه السماوات وطبوله الساحات، لا يظهر وينير إلا من خلال صوتك و صفحاتك وحروفك ودقات قلبك المرتبكة.. لهذا يظل دعائك اليومي الصادق هو ألا يسقط قرار المقاطعة على رأسك في أي يوم وألا يحيا ويكتسب كل يوم مستضيفين جدداً..

الغريب في الأمر أنني أدرك الآن وبشكلٍ قاطع أنه لولا هذا المناخ المَرَضي ولولا خوفي المتشعب في خلاياي والمهيمن والراسخ رسوخ الجبال، ما كانت الأشباح ستخرج من دماغي لأسجنها على هيئة قصائد .. لولا التربية المغلقة والطفولة المقموعة وحتى الشباب والنضج الرازحان تحت سطوة الكبار وأزمانهم التي لا تتحرك سريعاً إلا للخلف: ما كنتُ شاعراً .. نحن في الشرق الأوسط سنبقى مبدعين بطبيعة الأحوال وتجلياتها وبلاغتها السوداء المتجددة وسنبقى مَرْضَى ، ربما لفتراتٍ أبعد مما نظن..
مجلة" تراث" الإماراتية -عدد فبراير2021



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيد الطويلة .. نظرة الرائي العليم بقلم / مؤمن سمير
- الشاعر مؤمن سمير: أحرقُ مسودات أعمالي حتى أنجو ..حوار نضال م ...
- -الذي ينامُ فيرتعد- شعر/ مؤمن سمير.مصر
- -الستائر- شعر / مؤمن سمير.مصر
- ديوان -سلة إيروتيكا تحت نافذتك- لمؤمن سمير.. رقصة حسية بتجلي ...
- «حكاية بنى سويف الجميلة».. كتاب جديد للشاعر مؤمن سمير ..بقلم ...
- الشاعر مؤمن سمير: أشكال الكتابة لا تتوقف عن التطور..حوار:حسي ...
- كتاب -الأصابع البيضاء للجحيم -:هو الشعر مهما تناسوا: سيرة ال ...
- -حزام البهاء حسين- بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- مفهوم المثقف وإبداعات الثورة
- -حيزٌ للإثم- مجموعة الشاعر المصري مؤمن سمير:الساحرة الشريرة ...
- ملاحظتان نقديتان حول ديوان -سلة إيروتيكا تحت نافذتك - للشاعر ...
- شاعر يرى الكتابة قلقا ولعبا ومجازفة،مؤمن سمير:قصيدة النثر قا ...
- قصيدة النثر ..شاعرية الواقع ولا معقوليته ..قراءة في أعمال ال ...
- مؤمن سمير: المرض جعل وعى قصائدى أكثر قسوة .حوار:السيد العديس ...
- «أصوات تحت الأظافر».. «حدائق شعرية» مختارة من دواوين «مؤمن س ...
- مؤمن ب-أصوات تحت الأظافر-: كتابة الموت و الجنون والأسئلة الح ...
- رقصة الجسد في فراغه الباهت..ديوان -المرأة ذات الوزن المرح .. ...
- - أصوات تحت الأظافر- : جديد مؤمن سمير
- الأبنودي وتناقضات الشخصية الكبيرة بقلم / مؤمن سمير


المزيد.....




- وزير إسرائيلي لنتنياهو: يجب استبعاد أردوغان من أي دور في مفا ...
- عدوى احتجاجات الطلاب تصل إلى جامعات أستراليا.. والمطالب واحد ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود ...
- كينيدي جونيور يعارض ضم أوكرانيا للناتو
- لم يبق سوى قطع العلاقات.. تركيا توقف التجارة مع إسرائيل
- اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شمال طولكرم وقصف منزل في دير ...
- الاتحاد الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات ضد روسيا بسبب هجمات سيب ...
- شهداء ودمار هائل جراء قصف إسرائيلي لمنازل بمخيم جباليا
- اشتباكات بين مقاومين والاحتلال عقب محاصرة منزل في طولكرم
- وقفة أمام كلية لندن تضامنا مع الطلاب المعتصمين داخل الحرم ال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مؤمن سمير - الشعر كاهن اعترافي ..