أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -حزام البهاء حسين- بقلم/ مؤمن سمير.مصر














المزيد.....

-حزام البهاء حسين- بقلم/ مؤمن سمير.مصر


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 23:24
المحور: الادب والفن
    


كنا في شتاء عام 2009 وكان الحدث هو مؤتمر أدباء مصر المقام في الإسكندرية وأمينه العام حبيبنا البديع الشاعر فتحي عبد السميع الذي خاض بصحبة بعض المتحمسين في أمانة المؤتمر سجالاً رهيباً بكل إصرار وتصميم انتهى لصالح اختيار قصيدة النثر موضوعاً لمؤتمر ثقافي حكومي مصري لأول مرة وهكذا اجتمع الكثير من شعراء هذه القصيدة ومن مختلف الأجيال معاً في مكان واحد وكان مزاحنا أنه إن سقطت علينا قنبلة واحدة فقط فسيرتاح الجميع وتهدأ الأجواء وتقر عيْناً !! وجاءت إقامتي في غرفة واحدة مع صديقنا الشاعر البهاء حسين وكنت التقيته مرات محدودة وسريعة جداً قبل هذا العام لكني كنت مطلعاً على تجربته وأذكر أنني حصلت على ديوانه الأول "نفس البحر" من محافظة مطروح نفسها عن طريق صديق أوصل الكتاب لآخر وهكذا حتى وصلني الكتاب بعد فترة مرعبة لم أَكَلّْ فيها ولم أمَلّْ ..كنتُ في هذه الفترة متحمساً لدرجة الهَوَس ..المهم فاجأتني تماماً شخصية البهاء لدرجة أني أحببته في ثوان قليلة ..كان شاعراً في كل شيء ..حيث أعلن أمام الجميع منذ اللحظة الأولى أنه لا طاقة له على المؤتمرات وأنه ما جاء هذا المؤتمر إلا إكراماً لفتحي عبد السميع والأهم أنه كتب عن جدته قصيدة جديدة بحساسية جديدة ويريد أن يسمعها للأصدقاء ليشاركوه هذا الهَوْل!.. وهكذا انتحى بكل شاعر يثق فيه على حدة وألقى عليه القصيدة في كل مرة بإحساس صادق يصل به أن تدمع عيناه الضيقتان ..كنت أرقبه سعيداً بكل هذا الصدق الذي كان يتأكد مع نقاشاتنا قبل أن نخلد للنوم ، كان حديثه مرتباً لكن على دُفعات! فكان يقول رأيه في جزء من الموضوع وهو واقف والجزء التالي وهو بجوار النافذة وقبل أن يكمل يفتح الباب ثم يغلقه مع جزء آخر وهكذا إلى أن أسقط نائماً وأنا أقول لنفسي هذا رجل من فرط تركيزه في كل جزئية ينسى كل ما حول الموضوع كمكانه هو أو زمانه ،وهو نفس الإحساس الذي ترسخ منذ اليوم الأول الذي علَّق فيه بنطاله على الشماعة وخلع منه الحزام فسألته لماذا لم تترك الحزام مع بنطاله فتعجب من تعجبي حيث أن الحزام جديد ولابد من إكرامه! وضحكت لكني وجدته يلبسه كلما خرج ويعود يخلعه مربتاً عليه بحنوٍ عجيب! خمنت أن هذا الحزام من المؤكد قد أهدى إليه من زوجته التي هي حبيبته وشخص بهذا الصدق خليقٌ بأن يعيش الحالة الروحية في كل تفاصيلها ويحملها معه دوماً دوماً.. إلى أن استيقظت باكراً وهو يمسك بحزامه في يده ويخبرني أنه ذاهب لمقابلة أصدقائه السكندريين الشباب ليسمعهم القصيدة ..كدت أسأله لماذا لم يضع الحزام في البنطال وهو نازل لكنه كان بادي الانشغال فصمتّ ..غاب اليوم بأكمله وعاد مساءً بلا حزام ،لحظتُ الأمر لكني لم أسأل لكنه سألني أول ما صعدنا الغرفة عن الحزام فتعجبت وجعلت عيوني تتسع وتتسع ولم أنطق أما هو فأخذ يهز رأسه وهو يقول أنت أطيب إنسان أنا قابلته لكن كن شريراً وأخبرني عمن فعل هذه الجريمة وأنا والله لن أخبره وسأسامحه ولن أقتله! وقفت قدرتي على المقاومة عند هذا الحد فانطلقتُ في نوبة ضحك متخللة إخباره بفكرة أنه خرج وهو في يده والمنطقي أنه نسيه في التاكسي أو في المقهى حيث قابل الأصدقاء ..تفاجأ تماماً بهذا الاحتمال وبدا عليه التصديق لكنه إلى أن خلد إلى النوم كان ينظر لي بشك ويقول من يداري على المجرمين يصير منهم ! وأنا أضرب كفاً بكفٍ ثم أضحك ...
في هذا المؤتمر أمضيت وقتاً جميلاً خاصة مع الأصدقاء محمود قرني، عاطف عبد العزيز، عماد غزالي إذ كنا معاً على الدوام وكانت جلستي في الشهادات مع عاطف والبهاء وكانت جلسة حامية لأن التحفز كان هو سمة الجمهور الذي كان جله من الأصدقاء شعراء القصيدة العمودية والتفعيلية الغاضبين من عنوان المؤتمر وموضوعه ومنا طبعاً حتى أن الشاعر الجنوبي الكبير قام وهاجمني بعنف أحسست معه بكراهية مرعبة لشخصي وهاجم قصيدة النثر والأيام السودة دي! فكان لرسوخ البهاء وعاطف أجمل الأثر في أن أرد بهدوء بدون إحساسي بأنني المضروبُ لا محالة ! على الغداء اقترب مني هذا الشاعر الكبير فجأة فكدت أقوم وأعدو ناظراً ليده خوفا من وجود سكيِّن مثلا لكنه أحاط بي بجسده الضخم وهو يضحك ويقول "وحياة رسول الله ما تزعل مني ..بصراحة حسيت إنك غلبان ففشيت غِلِّي من قرف قصيدة النثر فيك انت، سامحني وحياة رسول الله " فضحكت وسامحته وحياة رسول الله..
أتذكر هذا الآن بعد أن أتيح لي أن أقرأ ديوان "ترنيمة لأسماء بنت عيسى "لمحمود قرني وديوان "شئ من هذا الغبار " لعاطف عبد العزيز وديوان " يمشي كأنه يتذكر " للبهاء حسين وهي دواوينهم الأخيرة وأهز رأسي معجباً بالنضج والخبرة الواضحيْن بجلاء في مشاريع شعراء هذا الجيل...وأستعيد ما كان بعد كل هذه السنوات حتى أنني ظللت أردد "والله العظيم يا بهاء لا أعلم من أخذ حزامك" كذلك دمعت عيناي وأنا أقرأ ديوانك يا صديقي من فرط الصدق العجيب في القصائد خاصة قصيدة "جدة"...



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم المثقف وإبداعات الثورة
- -حيزٌ للإثم- مجموعة الشاعر المصري مؤمن سمير:الساحرة الشريرة ...
- ملاحظتان نقديتان حول ديوان -سلة إيروتيكا تحت نافذتك - للشاعر ...
- شاعر يرى الكتابة قلقا ولعبا ومجازفة،مؤمن سمير:قصيدة النثر قا ...
- قصيدة النثر ..شاعرية الواقع ولا معقوليته ..قراءة في أعمال ال ...
- مؤمن سمير: المرض جعل وعى قصائدى أكثر قسوة .حوار:السيد العديس ...
- «أصوات تحت الأظافر».. «حدائق شعرية» مختارة من دواوين «مؤمن س ...
- مؤمن ب-أصوات تحت الأظافر-: كتابة الموت و الجنون والأسئلة الح ...
- رقصة الجسد في فراغه الباهت..ديوان -المرأة ذات الوزن المرح .. ...
- - أصوات تحت الأظافر- : جديد مؤمن سمير
- الأبنودي وتناقضات الشخصية الكبيرة بقلم / مؤمن سمير
- - تدوينات ثقافية- بقلم / مؤمن سمير.مصر
- -سلة إيروتيكا تحت نافذتك - ديوان جديد لمؤمن سمير بقلم / محمد ...
- -أشرف البولاقي يكتب عن (غذاء السمك) لمؤمن سمير-
- -غموض الرمز وإيحاء الدلالة ...إشاراتٌ تتكلم وصوتٌ يصمت- قراء ...
- البحثُ عن خلاصٍ داخل المتاهة..قراءة في ديوان مؤمن سمير - بلا ...
- -بزاوية صاخبة - شعر / مؤمن سمير .مصر
- عن ألعاب الشاعر ومركزيته أيضاً.:ديوان( شَجِن) لعلاء عبد الها ...
- مهادنة اللغة ومخاطبة المتلقي الضمني في «إغفاءة الحطَّاب الأع ...
- (مؤمن سمير:مات الشاعر النبي وبقي الوحيد العاري من اليقين) بق ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -حزام البهاء حسين- بقلم/ مؤمن سمير.مصر