أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - منطق الطير














المزيد.....

منطق الطير


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6792 - 2021 / 1 / 19 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


أقفُ منفرداً في الشمس
وكأنها تطلُّ عليَّ وحدي
كأنني شجرة
تكره الفأس
وتكون من المنشارِ على حذر
طالَ وقوفي تحت الشمس
وهي تطرقُ فوقَ رأسي
ظننتُ أنني خشبَةٌ
وعليَّ أن أحذر
من المسامير والمطرقة
حتى إذا رحلت الشمس وحلّ الليل
تمنيتُ أن أكون نسيماً
وكانَ عليَّ أن أتجنب المرورعلى الجِيَفْ
فهي تنتن كل ما يمرّ عليها
مضى من الليل نصفهُ
نمتُ فحلمتُ
أنني جدول
كان لزاماً أن لا أقف طويلاً
أمام صخرة
الوقوفُ يفسد الماء
يلزمُ أن أدور حولها
لأجد الطريق الى الفردوس
ثم حلمتُ
أنني صخرة
علي أن أحذرقطرات الماء
إذا نزلت من الأعالي
الزمن في معسكرالمتحرك قوة
وفي معسكر الساكن ضعف
حتى إذا أشرق الصباح
سمعتُ طيراً يُنشد
تمنيت أن أكون مثلَهُ لأغني
كأنني سمعته يقول:
هذا بكائي..وعويلي
فإن تحققت أمنيتك
وصرتَ طيراً
فلا تفارق سربك
وإن فارقته
فلا تختلط بسرب الغريب
فتضيع على طرقهِ
وعدْ من حيث أتيت
سيعود السرب إلى وطنهِ يوما
انتظرهُ هناك
ففي التيه غالبا تكون الأقدام قائداً
بئسَ القائد الطرف السافلْ
لا تحلمْ إلا على وِسادِكَ الذي ألِفَ رأسك
ستكون الأحلام على ما يرام
فإنك إن نمتَ على شجرة
ستحلمُ بالسقوط
وإن نمتَ في زورق ستحلمُ بالغَرَق
وإن نمتَ في العراء
ستهبُّ عليك في الحلمِ عاصفةٌ
وإن نمت في مكانٍ ضيّق
سترى القبرَ في منامك
فلكل مكانٍ روحٌ
من الخطأ أن تنازعها المكان
سريرُكَ أولى بحلمِك
فلا تدع طير الحلم
يحطّ على شجرٍ غريب
لاتكنْ كالمركبةِ
تقبل بأن تقعد أيًّ مؤخرةٍ وراء مقودها
تعلم من الحصان الأصيل حدسَهُ
فهو لا يقبل بأي راكبٍ على ظهره
وتعلّمْ الحكمةَ في صمت الخيل
عندما تنهق الحمير
جدِ العذرَ للعصافير
عندما تكون وجلةً قرب المطاحن
فالأفعَى تعرف
أن رزق العصافير قرب المطحنة
وجد العذر للأفعى عندما تبتلع العصافير
فهي تعرف أن رزقها قرب المطحنة
وجد العذر للطحّان عندما يقتل الأفعى
لأنها تحمل موته في نابها
لُمْ العصافير المطمئنة
حين يكون الوجل ضرورة
ولُمْ الأفعى حين تعلن عن نفسها
وقد وهبها الله الإنسلال خلسة
وتوجه باللوم إلى الطحّان الذي لم يحمِ ساقيه
ولم يرَ موقع قدمه
ولكن لا تلمْ المطحنة
فهي الوحيدة التي تأكل نفسَها ليأكل الآخرون
ليس من الحكمة أن تبتئس وسط الفرحانين
ولا أن تتراجع حين يتقدم الآخرون
ولا تزرع البُرّ وقتَ حصاده
ولا تصنع البِرّ مع المجرم فتكون شريكه
فلكل أمرٍ حين
ولكلّ صَعَرٍ صفعَة
ولكل ظلامٍ شمعة
ولكل عينٍ دمعة
واعلم أنك لستَ الأول ولا الأخير
وكل دربٍ مقطوع رغم العثرات
وليس هناك أقصرَ من الطريق الذاهب إلى الحتم
وليس هناك أطولَ من الدرب الذي لا قصدَ لهُ
ما أشدّ خطرلحظةِ الظنّ والشك
وما أبعدَ اليقين عن آملٍ وأقربَه من يائس
وخذ ما هو لك واترك ما لغيرك
فالنزاهةُ سجية أولى
والحوادثُ لها اليد الطولى
قلتُ : أيها الطير ما أحكمك
قال: لو كنتُ حكيما ما ضيعتُ سِربي.



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاصفة
- عُرْيّ
- بلقيس
- نحنُ وأخوتنا القرود
- يامن أطالَ مكوثَهُ
- وجَل
- أعالجُ أمراً
- دمع
- ذكرى
- من بعد عينيك
- الشِعر
- uعينان
- بؤس
- نقطة المسك
- ليل الجوى
- أيها السائل
- أسمعتَ لو
- لاتطرد النوم
- العاشق
- الأماني


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - منطق الطير