أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - العاصفة














المزيد.....

العاصفة


عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 21:33
المحور: الادب والفن
    


عندما تهبُّ العاصفة
يعلو صوتُ الصفيح المتدحرج
تتطايرالقمامةُ إلى الأعالي
فتظن أكياس النايلون
أنها أصبحت نسورا
وقصات الورق
ظنّتْ بأنها حمام
وحين تهدأ العاصفة
تتساقط تلك الأشياء الفارغة
فتستحيلَ جبلاً
أجمعُ الصفيحَ المتدحرجَ
وأركنه بجانب جبل القمامة
كل ما نملكه الآن
أن نجلس بظل هذا الجبل
هربا من شماتة الإعصار
ونستمع إلى نشيد الصفيح
قبل أن يلفظ أنفاسه
نوهمُ القدرَ
أننا مازلنا أسوياء
ولعلنا نخيّب أمل الوحوش
التي تبحثُ عن أثر الظِباء
في وجودنا الطارئ
ففي كل دربٍ نابٌ
وفي كل لحظةٍ مخلبٌ
غدا ستغسلنا غيوم الكارثة
عندما تهطل علينا المصائب
ويستحلّ الإخوةُ الذئاب دماءَنا
إبحث عن أخيك الكامن
في النقطة الغبشاء
تحرّى عنه، تحسس جلده
فلربما كانت العين خائنة
تأكد أنه رائشٌ مثلك
وإنه يصلحُ مثلك للأكل
وإلا أكلك قبل أن يصيح الديك
أيتها الوحوش، أنا وحيد
وأنتم عصبة
فلا معنى للعجالةِ
أعلمُ أن الأخوةُ الذئاب لا يقفزون فرادى
مهما كانت الضحية خائرة القوى
مهما كانت وحيدة
وها أنا أنتظر
أجلسُ وحيدا مع دودةِ قلقي
تظنني هذه الدودةُ تفاحةً
وحق لها ذلك
فأنا أخضر السمات
أبيض اللب
لا لوم ولا استهجان
تعالي واسكني قلبي
قبل أن يأكله ذئبٌ شقيق
أيتها الدودةُ أنتِ أولى به
من ناب الشقيق
نابُهُ مُعبأ بألمٍ مضاعف
لكن دعيني ألمّ شتاتي
واستمهل العواصف رويداً
لكي يتسنى لي أن أسمع العصافير
وهي تضجّ خائفةً
من هول ما سيأتي
العصافير تعلم من نحنُ
لهذا غادرت الأشجار
التي لا تصد الريح
واتخذت من الصدى ملاذاً
لم تعد محتارةً في ماذا ستفعل
بالزقزقةِ الفائضة
فالصدى كفيل بحمل الزعيق
وإهمال الترنيمة الميّتة
أخيرا قُيضَ لي
أن أترجم لسان العصفور
و أفكّ عجمة الوقت
بقليلٍ من زيت روحي
فتروس الأيام ما زالت تدور
أسمعُ صريرها وهي تأكل أسنانها
ومطحنة السنين ما زالت تُسمعنا
نشيد الجعجعة
لكي تحوّلنا إلى دقيق
يرى في النارِ فردوسا
تخبزنا المحنةَ رغيفاً..رغيفاً
تنورها مشتعلٌ على الدوام
والآكلون يقفون في الطابور
تلك الأسنان التي ضحكت لنا مرةً
تقضمنا الآن على مهل
لا سعادةَ لدقيقٍ بلا ماء
فالعواصف قادمة
ستذروه الريح إلى مصيرٍ مجهول
المأكولون الأفذاذ
سينتهي بهم الأمر إلى خاتمةٍ بائسة
آخذُ قليلاً من نشارة الروح
أنثرها في الطريق
لئلاّ تبتل أقدام الأمنيات وهي حافية
ولكي لا أفقد طريق العودة
فالطريق إليك تنتابه آثار أقدامٍ كثيرة
في كل الإتجاهات مضت على غير هدى
فدع ما يريبك واستمسك بالأثر
ولا تطِرْ وإن أعجبك جناحك
الطيران محفوفٌ بالمخاطر
والسماء تلبسُ حلةً من شِباك
أين نذهب؟
الأرض للذئاب
السماء للعقبان والنسور
لم يبقَ لنا إلا الذهاب إلى العالم السفلي
حيث ذهب كلكامش
نسألهُ كيف يقضي الوقت هناك ؟.



#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُرْيّ
- بلقيس
- نحنُ وأخوتنا القرود
- يامن أطالَ مكوثَهُ
- وجَل
- أعالجُ أمراً
- دمع
- ذكرى
- من بعد عينيك
- الشِعر
- uعينان
- بؤس
- نقطة المسك
- ليل الجوى
- أيها السائل
- أسمعتَ لو
- لاتطرد النوم
- العاشق
- الأماني
- ما بين خيلك


المزيد.....




- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الفتاح المطلبي - العاصفة