أحلام الفتي الطائش والشرق الكبير

الشربيني المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 6779 - 2021 / 1 / 5 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كانت بداية العام الماضي 2020 باغتيال قائد الحرس الايراني قاسم السليماني في بغداد ورسالة امريكية واضحة وانتهي العام باغتيال محسن زادة عراب المشروع النووي الايراني في إيران ورسالة تسليم زمام الأمور بالمنطقة لإسرائيل ..
وتأتي بداية 2021 مختلفة وأحلام السلام في المنطقة بمؤتمر العلا بالمملكة السعودية مع قطر التي لم تسلم وتتنازل عن سياستها ..
مع رحيل ترامب الكنز الاستراتيجي الأمريكي لاسرائيل وهل سيتوقف حلم المفكر اليهودي الراحل شيمون بيريز ..؟ وتتابع اتفاقات التطبيع والتعاون النوعي متعدد الأبعاد، التى أبرمتها إسرائيل مع أربع دول عربية فى غضون أشهر معدودة ، ولا يزال الحبل على الجرار،وبروز القوي الحاكمة الجديدة بالمنطقة (إسرائيل وتركيا وإيران ودول الخليج ) .. جاري تحجيم إيران بالعقوبات الاقتصادية وتركيا تسير في نفس الطريق لتصبح الراية الاقتصادية السياسية في المنطقة بقيادة إسرائيلية تنفذ تفسير الأحلام الغربية الأمريكية بتوفير مصادر الطاقة من بترول وغاز وشمس بأسعار رخيصة .. تبدو تباشير اقتراب تحقيق الحلم مع ما أطلق عليه مشروع القرن بين العرب وإسرائيل المعني الجديد للسلام وأرض الواقع وتوظيف القوة المتاحة .. يوم قريب ويوم بعيد”، كان عنوان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طرحه شيمون بيريز في عام 1967 وعاد ليؤكده عام 1993 وكتابه الشرق لكبير ومركزه الاقتصادي اسرائيل .. الفكرة المركزية في المقال هي أن على إسرائيل أن تستغل نصرها العسكري وما سمي النكسة وانكسار حلم عبدالناصر وتولي السادات السلطة وما أحدثه من تغيرات بعدها وأن تجعل من العلاقة الاقتصادية مع الإقليم هي الأساس الذي يتم من خلاله امتصاص آثار أية تغيرات سياسية مستقبلية في المنطقة من خلال تطوير المصلحة المشتركة .. وفي عام 1974 قال أبا أيبان : وزير الخارجية الإسرائيلي، إن ما تسعى له إسرائيل هو ” بناء مصالح مشتركة بين العرب وإسرائيل تكون لها سمات التنوع والكثافة، وهو ما يضمن السلام لإسرائيل” . مع أحداث التطبيع المصري الإسرائيلي (بيجين / السادات ) وفي عام 1979 شاركت عشرون مؤسسة رسمية ومركز أبحاث أمريكي بانجاز دراسة عنوانها ” التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط”، تقوم على تكاتف الإمكانيات العربية والإسرائيلية وبطريقة تلجم أية محاولة للعودة للصراع مستقبلا. وفي عام 1989 قامت مجموعة من الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين بنشر دراسة تحت عنوان التعاون الاقتصادي وسلام الشرق الأوسط جرى فيها شرح تصورات التعاون بين الأردن ومصر وإسرائيل في مجالات الطاقة والمياه مع العمل لاحقا في تطوير النقل البري بين مصر وإسرائيل والأردن وربطها بشبكة من السكك الحديدية، والذي تنفذه مصر بأولوياتها من انفاق السويس إلي سيناء والطرق والكباري ليتم الانتقال بعد ذلك الى مجالات النقل البحري والجوي بدعم اماراتي سعودي . في عام 1995 طرحت مجلة الجيش الأمريكي ” Joint Force Quarterly ” مشروع الشرق الأوسط الكبير ، ويربط هذا المشروع بين الطاقة ، وطريق الحرير الصيني” ومشروع المياه مع تركيا ثم النيل مع أثيوبيا ..
هل سيكون ذلك من احلام اسرائيل الكبري من الفرات الي النيل وامقصود منابع النيل ..؟
وفي عام 1997 نشر معهد بروكنجز دراسة في نفس الاتجاه ، تبعها دراسة لمعهد بحوث السياسة الخارجية الأمريكية تحت عنوان ” الشرق الأوسط الكبير عام 2025″
- وتقوم الدراسة على سيناريوهين ـ مع ظهور ما سمي بالفوضي الخلاقة ـ وهما : أ
ولا : سيناريو استمرار الحروب وسيناريو إغراق روسيا فيها واستثمار تبعات انهيار الاتحاد السوفييتي السابق بتوسيع دائرة المصالح العربية الإسرائيلية المشتركة . كما هو معروف بدأت الشقوق تتوسع في الجدار العربي مع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية ، ووادي عربة مع المملكة الأردنية ، والانفتاح الخليجي اللاحق على إسرائيل . من المفهوم أن إسرائيل لا تضمن على الإطلاق استمرار الأوضاع العربية الحالية، وهي لا تثق بالضمانات الأمنية لوجودها وحمايته من أية جهة ، فماذا لو حدث تحول وعاد العرب للصراع من جديد؟ شبكة المصالح العربية مع إسرائيل تغطي اكبر قدر من القطاعات التجارية والاقتصادية ، وحضور نموذج السياحة الإسرائيلية في سيناء .. وأن تمس هذه المصالح تفاصيل الحياة اليومية للفرد العربي ،“الماء والطاقة والكهرباء والاستثمار والبحث العلمي والزراعة والصناعة .. ثانيا : وبهذا فان أية حركة سياسية وطنية تستولي على السلطة لاحقا في أي بلد عربي ستجد أمامها هذا السد من شبكات المصالح وصعوبة تفعيل مشروعه .. هكذا حقق ترامب سياسة الدخول للمصالح مع أمريكا من بوابة إسرائيل ولن يتوقف الحلم مع ظهور ترامب رجل الاعمال والإعلام ودور لصهره جاريد كوشنر ..

#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات