أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - مرحي بالتقليدية














المزيد.....

مرحي بالتقليدية


الشربيني المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 02:00
المحور: الادب والفن
    


وتنفست الصعداء

..قذفت بالجريدة في الهواء وقد تملكني فرح طاغ ..
القدس العربي تقول أن القضاء البريطاني رفض تجريم قذف الأحذية في المظاهرات السياسية .. واعتبرها "طقسا شعائريا" من حق المتظاهرين ..
.. نعم فبيني وبين الصراصير ثأر قديم ، لقـــد بدأ ذلك عندما استيقظت ذات ليلة ودفعتني قرصات الجوع في اتجاه المطبخ .
أخرجت طبق كوكتيل الفواكه الذي أحبه كثيرا من الثلاجة وتركته ليذوب الثلج وتخف حدته ويمكن تناوله ..يومها توالت المفاجآت ..
قرصات الجوع تغلبت علي فرحتي بمغادرة شرنقة الخوف والمشاركة في مظاهرة كبيرة للمطالبة بزيادة الأجور ..
فلم تكد أول حبات فاكهة تلامس لساني حتى شعرت بحركة غريبة ، وشئ يجرى خارجا ويطير في الهواء ، ثم يلتصق بالحائط زاحفا ومختبئا وراء ال .. ولم تكتمل متابعتي له فقد سقط الطبق من يدي وأنا أكاد أن أتقيأ بعد أن قذفت ما في فمي .. كان صوت ارتطام الطبق بالأرض مرعبا هو الآخر قبل انطلاق صيحات زوجتي التي جاءت علي إثر ما حدث ، ومع زغراتها بيني وبين الأرض المتسخة وتجنبا لما أعرفه ، فقد أسرعت بجمع الشظايا الزجاجية علي دفعات مع إلقائها أولا بأول بصندوق القمامة لكن توابع الحدث استمرت ، وقد جرحت يدي وسالت الدماء فرفرفت نسمات الشفقة ، وتغلب حنان الزوجـة علي غضبها ، وأسرعت لإحضار المطهر والشاش والقطن الطبي ..
وملقاط تبحث به عن احتمال دخول شظايا الزجاج بيدي وهي تتناوب الابتسام والتكشير و..
ابتسامة زوجتي التي تغلف تعليماتها المشددة مثل نظام التيك آواي ما تلبث حتى تحل التكشيرة محلها ، معلنة أن الأمور هامة وجدية ..
هى خريجة جامعة أجنبية تشعرها بالتعالي علي خريجي جامعاتنا الوطنية عندما رافقتها لمنحة دراسية إلى جامعة بنسلفانيا الأمريكية ،حيث قررت استغلال الفرصة ومحاولة الحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة ..
وللتخلص من عار التعليم الوطني كان لابد من الحصول علي درجة دبلوم تخصصي لتصبح شهادتي الجامعية معادلة للمستوي هناك قبل التفكير في استكمال الدراسة ..
وتضحك زوجتي ..
ـ ليس لك الخيار هذه هي أمريكا ، ومن هنا يبدأ العالم الجديد .. لكن للأمانة كانت فرص العمل كبيرة ، وعدنا بثروة مالية ..
وكان أول ما فكرت فيه الانتقال إلي شقة أكبر بحي راقي ، وتتضمن بين أثاثها مطبخ أمريكاني حديث وتأتى ابتسامة زوجتي
ـ هذا نظام إنذار رقمي حديث digital لا ينتظر مرور الحشرات من خلاله ولكن يسبقها بتسجيل رائحتها قبل قدومها ،وهـو نظام الإنذار المبكر ، وذلك من خلال معلومات دقيقة ومن ثم يطلق أسلحته الفتاكة .. حتى الصراصير..؟
زادت ابتسامتها اتساعا ثم تغلبت التكشيرة وهي تقول:
ـ اطمئن يا عزيزي فهذا النظام يعمل طبقا لنظرية الضربة الاستباقية ، حتى لو رأيت صرصار فعليك أن تذهب إلى طبيب عيون ..
تركتها تستكمل محاضرتها العلمية وقد تزاحمت فوق رأسي كوارث الحروب الأمريكية وأخبار السجون ، وصورة رئيسي في العمل ، ذلك الرجل الضخم الذي يعشق أفلام الكاو بوي و(الأكشن ) والكرتون .. ويحب التغيير ..
هذه المرة شعرت برغبة جديدة في الهرش، بعد أن ألقيت بورقة المنشور الإداري التي تتوسطها صـــورة السيد الرئيس وابتسامته التي تتناقض مع صلعته ، وقـرار توزيع تخصصاتنا على المكاتب الأخرى ،
مع نقلنا إلى الفـرع الجديد الذي يقع في محافظة بعيدة ، وأنا أحوقل واسترجع وكيف سأخبر زوجتي بذلك و.. وقررت تناول كوب عصير برتقال من الثلاجة ،
وعندما فتحتها وجـدت كوب كوكتيل الفاكهة الخاص بزوجتي ، فسال لعابي ولكنني تراجعت قبل أن تصل يدي لكوب العصير وأنا أشم رائحة أسلحة الهـلاك الشامل للحشرات ، ومع الدهشة سبقتني نظراتي تتفحص المكان بحثا عن الصرصار ..
لقد كان هناك فوق المنشور الإداري يتحدى جهاز الإنذار ، ويحرك شواربه للرائحة وغلى الدم في عروقي ، وكان علي العودة للأسلحة البدائية ..
وها قد رقد حذائي فوق المنشور مع شعوري بالأمان..



#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوروناا ورئيس اسود من جديد
- القرش العائد
- الطائرات الورقية في زمن الكورونا
- ايام لا تحتفل بها مصر
- بين العمل والشيخ
- نهاجر لنحيا من جديد
- القفز فوق صفيح حارق
- جدتي ق ق
- كورونا الأخرى ..
- غزوة الأمطار الكاشفة
- مملكة النظافة
- اللعبة والرواية
- أبو عمة وصار كلام هتلر حكمة
- الفيل والثعلب
- زفرة
- في الطريق الي مقهي الادب السكندري
- يا مطرة رخي
- الجولاني
- اللعب بالمحظور والدخول الي الكابوس
- تخاريف عام ومواطن


المزيد.....




- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - مرحي بالتقليدية