أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - الثورة التونسية في ذكراها العاشرة














المزيد.....

الثورة التونسية في ذكراها العاشرة


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة " التونسية " في ذكراها العاشرة

يقول بعضُهم:" إنها الثورة التي شوهت وجه تونس وأفسدت سمعتها وفتحت الأبواب على مصاريعيها لكل المشاكل والمصائب فيها : الاحتراق و"الحرقان"، الزطلة والتيهان، الاغتصاب وجرائم الجنس المختلفة، الإرهاب بأشكاله المتنوعة والهروب إلى الوراء والعودة القوية إلى الاستسلام إلى غريزة القطيع، غريزة الهمجية والبدائية التي كنا ظنناها منتهية منذ زمان والانغماس مجددا في بؤر الفساد المتعددة والمتنوعة والمتواجدة في كل مكان."
والثورات في رأينا ليست كالحرائق يُمكن إطفاؤها في الحين، بل إنها تستمر وتتواصل حتى تحقق أهدافها أو تنحرف عن الجادة التي هي فيها ، وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام كما يقول الشاعر ونفوس التونسيين كبار لا تلين ولا تخضع وستعيش رغم الداء والأعداء كالنسور فوق القمم الشماء كما كان يقول شاعرها الشابي.
والمهم الآن هو طرح هذا التساؤل: لماذا لا يزال الكثير منا يتساءلون ما إذا كان الذي حدث في ديسمبر2010 وجانفي 2011 ثورة بالمعنى الصحيح أم هو مجرد انتفاضة انفعالية لشعب كان يعاني من الاستبداد ويحلم بمستقبل أفضل ؟ ، أليس لأن لكل ثورة شروط قيامها أهمها أن تقوم على نظرية ثورية تحذو مسيرتها كلها ويكون لها مشروع واضح يُستعمل لاحقا على تنفيذه وتحقيقه في مصلحة المواطنين جميعا ومصلحة الوطن ولعله لانعدام ذلك كثرت الأحزاب في البلاد لاحقا كلٌّ يعرض مشروعه لمستقبل أفضل عساه يظفر بقبول الشعب له ورضاه عنه كما يجب أن تكون مدفوعة بحوافز مهمة حقيقية مؤثرة في أصحابها القائمين بها، تبعث فيهم الأمل في إمكانية تحقيق هذا المستقبل الأفضل. وأصحاب الثورة في تونس هم من شبابها الذي كان محروما في النظام السابق من أبسط أسباب العيش الكريم كلها: الحرية بأنواعها، الشغل والكرامة الإنسانية اللازمة وما يتبع ذلك كله من أسباب الرقي وحقوق الإنسان المختلفة. لكن للأسف، الثورة في تونس قد قام بها الشباب ولكن قد سطا عليها الشيوخ العائدون من المنفى وبعضُ الكهول المسرّحين من السجون في عفو تشريعي والذين استولوا على هذه الثورة ومن بعدها على الحكم في البلد وهم لا علم لهم أبدا بشؤون الحكم ولا بطرق استتباب الأمن والاستقرار في الوطن، فلم يفعلوا شيئا يُذكر عدى الانقضاض على أموال الدولة والسلب والنهب والتعوّيض لهم ولغيرهم من أصحابهم عن العذاب الذي ادعوا أنهم لاقوه من النظام السابق وفعلوا ذلك كما شاءوا وكما أرادوا. ثم قالوا للشعب - في الأخير- موتوا بغيضكم كما لو كان هذا الشعب هو الذي كان قد زج بهم في السجون ونفاهم و شرّدهم، فمن غبائهم وجهلهم وفساد ضمائرهم أنهم عوضا عن الانتقام ممن كان سببا في عذابهم والعبث بهم انقلبوا على شعبهم الذي كان من المفترض أنهم كانوا يناضلون من أجله ومن أجل تحريره من رين النظام السابق نظام الظلم والطغيان والدكتاتورية ومن أجل انتقاله الديمقراطي ومن أجل سعادته وكل ما وقعت هذه الثورة من أجل تحقيقه، لكنهم كانوا أنذل وأغدر وأخون ممن كان من قبلهم حاكما مستبدا متجبّرا. وهكذا انكشف الغطاء عنهم ليظهروا على حقيقتهم بأنهم ما كانوا يناضلون من أجل شعبهم ومن أجل خير بلادهم وإنما كانوا يناضلون من أجل أنفسهم فلما استوفوا "أجورهم" وحققوا أغراضهم تحوّلوا إلى أشباههم من ذوي الأحزاب الأخرى يغازلونهم ويجاملونهم ويعدّلون على ذلك موازينهم حتى يغرّروا من جديد بمن كانوا قد وقعوا- خطأ - في شراكهم، أو كانوا موالين لهم عن جهل وقلة دراية.
وما هذا الإرهاب المسّلط علينا منذ مدة وهذا الفساد المرضُ الذي قد صار ينخر جسم البلد وهذه الجرائم المتنوعة إلا بسببهم، لأن الشباب الذي لم يُحقق بثورته أهدافه العديدة التي أرادها وناضل من أجلها ولم يُصدق ما آل إليه وضعه إثرها انقلب على نفسه يعاقبها على عجزها وفشلها (كما فعل البوعزيزي من قبله عندما فشل ) يحترق إن استطاع إلى ذلك سبيلا كما فعل بعضهم أو "يحرق" فإما أن ينجح في الانتقال إلى ما وراء البحار حيث يأمل في خير المآل وإما أن يغرق ويأكله الحوت في الأبيض المتوسط قبل تحقيق الأمل وقد تكون النتيجة في الأخير واحدة. وهكذا يُجرم في حق نفسه وفي حق غيره من أهله وأصحابه كان يدري بذلك أو لا يدري وهذه الحالة التي بلغها شبابنا كنتيجة لثورته "" المباركة "" كما يدعي اليوم مغتصبوها ...



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الجمعة العالمي
- جزاء سنمّار أم موت الأب ؟
- ما هي وظيفة السلطة الرابعة ؟
- أمنا و كورونا
- جائحة كورونا / هل من عبر نستخلصها ؟
- جائحة كورونا ، هل من عبر نستخلصها ؟
- نحن و- كورونا -
- ما علاقة الأرض بالسماء ؟
- حول فيروس الكورونا
- كورونا
- الإرهاب من جديد ؟
- يخرّبون بيوتهم بأيديهم...
- المصافحة بين الجنسين
- الديمقراطية في تونس
- القضية الفلسطينية
- الشعب يريد
- خواطر مزعجة ومفجعة .
- الشيخوخة والزمن :
- هل باستطاعتنا صنع الفرح ؟
- منامة ديناصور


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - الثورة التونسية في ذكراها العاشرة