أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المداهنة والتواطئ من علامات النفاق السياسي














المزيد.....

المداهنة والتواطئ من علامات النفاق السياسي


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف بالمنافق بأن يجعل الانسان لنفسه وجهين، و في اللغة هو إظهار غير ما يبطن ويظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجه.ويعرف المفهوم بشكل عام على أنه الطبيعة الخطيرة في السلوك البشري، وهو إظهار عكس ما هو كائن داخل النفس البشرية. و ما أسهل النفاق ، وما أجزل فوائده إنَّه يستر عورات الحياة ويزخرف خبائثها، فيريهم الحق باطلاً، والشر خيرًا، والتراب تبرًا ويغمض أعينهم عن خطاياهم وشرورهم، ولولاه لانكشفت الحقيقة للناس، وفُضِح ما استتر من أمرهم، فهل هي السياسة التي تتطلب من حكامها كثرة الأقوال وقلة الأفعال؟ يمكننا أن نرصد بعض السمات التي يتسم بها مجتمع السياسة في العراق ونقص في الالتزام القانوني والأخلاقي لصناع السياسات بمراعاة المصالح الحقيقية لجميع المواطنين ومنع تضررها، فلا تطغى أولوية على أخرى ولا يتسبب قرار ما في تعطيل أو تقويض قرار آخر. لكن صانع القرار يخلّ بواجبه تجاه تزاحم الأولويات الإنفاقية عندما يراعي في العقود والسياسات مصالح مفترضة لفئة أو شريحة سياسية معينة ويهدر مصالح عامة فعلية وباعتبارها حالات سلبيات يشاهدونها يومياً ويعانون منها و عندما تصبح إساءة استخدام السلطة العامة أمرا طبيعيا ومتواطأ عليه بين النخب الحاكمة، فلا يعود الفساد ومخالفة القواعد القانونية التي تنظم سير العمل الإداري والمالي في الدولة امر مهم بقدر ما تهمهم مصالحهم ، بل تمسى هذه القواعد نفسها مفصّلة على مقاس عمليات الفساد ذاتها و نكون عندها إزاء فساد متغلغل في البنى السياسية والمؤسسية للدولة، وهو ما يطلق عليه الفساد البنيوي، بمعنى أن الانحراف في صناعة القرار والسياسات والتشريعات يكون هو الأساس والحالة السائدة هذا ما نلاحظه بالعين المجردة ولا يحتاج الى مجهر ، ويكتسب شرعية الأمر الواقع بفعل تورط كثيرين في ممارسته من مختلف القوى السياسية بكل مسمياتها دون استثاء والتي تقود العملية السياسية وتدير الدولة من الاعلى الى الاسفل ، إنَّ كلَّ ما حصل ويحصل اليوم في العراق العزيز هو صدى لثقافة النفاق السياسي النكرة التي نشاهدها يومياً عبر شبكات القنوات الفضائية والاعلامية حين يتحدث مسؤول عن وجود فساد وهو غارق حتى انفه فيها ويزايد الاخرين.... وماهذا المطر الأحمر إلأهو نتاج تلك الغيوم السوداء التي تجمعت من صمت أفواه المواطن ضد الفساد والظلم من الخشية العقاب وخاصة وان اصحاب الدرجات الدنيوية الضعيفة هي المستهدفة الاولى ،
أمَا تكفي تلك العواقب اما يكفي هذا الصمت للخروج منه ..؟ ولم يبق لنا بيت إلا وفيه شهيد أو معتقل أو معاق والفقر يردح قاماتهم اثر الجوع والمعاناة والبطالة وسياسات التجويع التي تمارس ببطئ وهناك الملايين ما بين مُهَجّر ومُهَاجِر ؟
مما يؤسف في القول، ان الشعب أصبح يستغيث من الذبح ويذبح وهو ساكت عن الحق لانه اغرق بالمشاكل والازمات وما من مغيث إلا البكاء على أشلاء الضحايا بصمت او ينتظر الوعود الكاذبة على لسان المنافقين من أجل النجاة، و أشد سوءا من حاله في مسألة اتباعهم الأعمى لمواقف قادة الاحزاب والكتل وانشغالهم بطعامهم وشرابهم ومتاعهم متناسين أنَّ العقل والتفكر والتأمل والإيثار من أبرز صفات الإنسان ، قال الله تعالى:” أمْ تَحسبُ أنَّ أكثرهُم لا يَسمعُونَ أو يَعقِلونَ إنْ هُم إلا كالأَنعَامِ بل هُمْ أَضلُّ سَبيلًا” فلم تعد تلك المشاهد من الأشلاء الممزقة والأبنية المدمرة والخيام المتهالكة للمهجرين تثير مشاعرهم واحاسيسهم وتتبلور اهداف هؤلاء لضعف الحصانة الفكرية والثقافية والسياسية والأخلاقية بمختلف أشكاله ومظاهره وعلى وجه الخصوص النفاق السياسي و أمام طابور المنافقين الذي عادة ما يتنامى تعدادهم وتأثيرهم في المراحل الحاسمة والظروف الاستثنائية المعقدة التي يكون فيها المجتمع غير مطلع بفنونها، ويكون المواطن مهيأ بصورة غير عادية لتقبّل ما يبثه المنافقون من دعايات كاذبة ومقولات تضليل مريبة وإشاعات لتزييف الحقائق والترويج لثقافة الحقد والكراهية وبث روح اليأس وثقافة الهزيمة، وممارسة مختلف أشكال الوقيعة والدس الرخيص وجميعها تهدف إلى تدمير عوامل الثقة.
الحالة ( النفاق السياسي ) تعتبر من اخطر الحالات وأكثرها فتكا وأشدها تدميرا للمجتمعات بكل أشكاله، ويعتبر نفاق الرأي العام أخطر أشكال النفاق السياسي وأشده وظاهرة بدء الدعاية الانتخابية المبكرة لشخصيات سياسية ودينية إلان لتنفي عن نفسها الفساد ولجني مكاسب وامتيازات من المال العام واغفال المواطنين بالامتيازات أو مقابل خدمات غير قانونية أو التزوير .
ان مهمة المثقف والمبدع الحريص والمشبع بالمواطنة والذي هو جزء من المجتمع مهمة شائكة وكبيرة لكشفها والتي يعاني كما يعاني أبناء المجتمع ككل والعمل لانقاذهم من تلك السموم والأدران النفسية التي يعاني منها البعض بشكل شخصي لكنهم لا يودون مفارقتها، وهي أشبه بذلك الدخان الضار والخانق الذي يتمسك به الناس ولا يحبون مفارقته رغم ضرره وعليه ان يتحمل المسؤولية الوظيفة الاجتماعية والنقدية والأخلاقية و ينوب عن أبناء شعبه الذين يشاطرونه نفس المعاناة ويمرون بنفس الانتكاسة لإيصال صوتهم للرأي العام دون خوف وبحرية ولا تهزهم العواقب والقوانين التي تنوي اسكاتهم في كشف إطار الفساد البنيوي الذي تشبعت به ثقافة النخبة السياسية المتواطئة مع الفساد و التي تتصدر المشهد ، ومن صوره السعي إلى كسب ود المجتمع بمجاملته ومداهنته على حساب الواقع والحقيقة و انشغال أشخاص يزعمون أنهم مناضلون من أجل مكونات الطوائف والعشائر والمذاهب بالترويج لأنفسهم في وقت تعيش فيه البلاد أوضاعا كارثية يدفع الجميع ثمنها ليعتاشوا على حساب مستقبل تطور وتقدم ونمو البلد باستغلال وسائل الاعلام المختلفة للتستر خلف ممارساتهم وتضيعها على المواطن
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 15 عام للمراة الحديدية.. انجيلا ميركل*
- تهنئة.. وتفائل في العام الجديد
- بايدن..هل ينهي الرقص على جراح الشعوب...؟
- حرية التعبير..بين حق المطالبة والامن القومي
- الكرامة ...وجود الانسان ونقائه
- الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة
- القوى الوطنية والانقلاب على الواقع بالفعل لا بالكلام
- المسؤولية... الكفاءة والاخلاص والاداء
- للفساد شبكات منظمة ومؤسساتية في العراق
- الحكومة العراقية ضيعت حبل الاصلاح
- الوطنية الغائبة...لايصال الامانة الى الغير
- الاخلاق والسياسية توأمان لا ينفصلان
- الفيليون وزنبقة الامل في يقضتهم
- الفساد..تعريف ...اسباب ...العلاجات
- الغرق من وحي الفساد
- الحضارة الغربية بين التشبث والهبوط
- العدالة....بين مفهوم الدولة والمواطنة
- الاغتراب .. وعي الأزمة هو جزء من حلِّه
- التخطيط الاقتصادي السليم قبل الازمات
- منح الشهادات الدراسية بشرطها وشروطها


المزيد.....




- إسرائيل تبحث التوجّه إلى الدوحة ووفد حماس يصل القاهرة.. نتني ...
- مبعوث أممي: الاضطرابات الإقليمية تقوض استقرار اليمن
- تصعيد من ترامب ضد جيروم باول: رئيس أمريكا يفكر في مقاضاة رئي ...
- اتصال روسيى- أميركي تمهيدًا لقمة ألاسكا.. وزيلينسكي يعتبر حض ...
- الرئاسة الفلسطينية تنفي -خطة حاكم غزة-.. وتقارير إسرائيلية ت ...
- واشنطن تسعى لاتفاق بين إسرائيل وسوريا لفتح -ممر إنساني- نحو ...
- 21 ألف معتقل في 12 يوماً.. إيران تكشف حصيلة أوسع حملة أمنية ...
- كيف يمكن استثمار التحول العالمي الداعم لفلسطين؟
- حزب الله وضربات -لئيمة- من إسرائيل
- الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر ا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المداهنة والتواطئ من علامات النفاق السياسي