أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الكرامة ...وجود الانسان ونقائه














المزيد.....

الكرامة ...وجود الانسان ونقائه


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6763 - 2020 / 12 / 17 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


الكرامة مفهوم مؤسس لمعنى الإنسان وجوهره، ومعبر عن ذاته ووجوده، خلق الله الإنسان وكرمه على كافة الخلائق التي أوجدها على هذا الكون وميزه بالعقل والفكر، ومن خلالهما سخر له جميع ما تحويه الأرض من خيرات ولا يمكن التفكيك بين ذات الإنسان ووجوده وبين كرامته، الفطرة النقية والعقل السليم لا يمكنهما تصور الإنسان بدون هما ، ولذا يعتبر العقلاء كرامة الإنسان المظهر الأجلى للإنسانية، وبدونها لا يمكن تعريفه بالإنسان، ولهذا أيضاً يعتبر الإنسان مسألة الكرامة مسألة مساوية لوجوده، وهو لذلك مستعد للتضحية بوجوده الجسدي وممتلكاته المادية من أجل كرامته المعنوية والاعتبارية التي لا تتحقق إنسانيته بدونها . لقد تعددت نظريات أصول حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية عبر التاريخ، وحسب اختلاف المدارس الفكرية والعقائدية، ومن هنا كانت هذه المسألة من نقاط المفارقة بين بصائر الوحي والفهم البشري لمفهوم الكرامة الإنسانية، ونقصد بذلك الاختلاف على مستوى الباعث والمنشأ،العقل ،والحرية ،والاختيار،هذه الركائز الثلاثة ذات العلاقة الجدلية المتداخلة، أهم ركائز الكرامة، وأبرز سمات الهبة الإلهية التي يتحقق بها معنى التشريف والتكريم، وأهم مناطات المحاسبة الإلهية، هي توفر هذه الركائز الثلاث.
عقل بصير، وحرية مسؤولة، ينتج عنهما حق الاختيار الرشيد، يرتفع أساس المحاسبة ومعيار المفاضلة. ومعظم الحقوق والتشريعات المرتبطة بمفهوم الكرامة تركز على صيانة هذه الركائز، لأنها صمام أمان وجودها.
الكرامة هي حق الفرد في أن يحترم لتكون له قيمة وأن يُحترم لذاته دون تحديد جنس أو عرق أو دين، وواقع وأصل خطاب التكليف الإلهي بالتوحيد الصرف والعبودية الحق موجه لكل إنسان دون تخصيص بزمان أو مكان، أو لهجة أو لسان، أو عرق أو لون، وتقول الاية الكريمة في القران الكريم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة الحجرات:13 وقد أعطي جميع البشر هذا التشريف الذي يعني أصالة التكليف المتنجز في حقه بوجود قابلية التطبيق ويسر الحصول على أدواته وآلياته، وواقعية أحكامه وتشريعاته، واذا اردنا ان نميز الإنسان من الحيوان على مستوى التكوين الأساسي والشعوري، سنجد أنّ من أهمّ ما يميّزه هو الشعور الفطري بالكرامة الّذي أودعه الله في تكوينه النفسي، وفي وسائله الدفاعيّة لاستمرار وجوده، وقد جاء في القران الكريم:"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "﴿۷۰﴾الاسراء،وأن يُعامل بطريقة أخلاقية ، يحق لكل إنسان، بكونه إنساناً، للحصول على معاملة كريمة، والذود على كرامته. كحقٍ أساسي. و يمكن لانتهاك كرامة الإنسان أن يتجسد في إلحاق الضّرر بالجسد وفي التمييز ضد الفرد وإذلاله، والمساس بالحقوق الأساسية الضرورية للحياة الكريمة، نحو الحق في شروط الحياة اللائقة. وعلى المستوى العام والتّشريع والأحكام، نهى الدينات والمذاهب ويتقدمهم الاسلام عن كلّ ما ينتهك الكرامة على مختلف الصّعد، ابتداءً من السخرية والاستهزاء وظنّ السّوء، وصولاً إلى التجسّس والغيبة الّتي لا يغفرها الله تعالى حتى يغفرها صاحبها، وفي هذا دليل على حرص الله عزّ وجلّ على أن يحفظ حقّ الإنسان في كرامته، ما يجعله يقف يوم الحساب مع الّذين اغتابوه، أو قلّلوا من شأنه، أو ذلّوه، ليطالبهم بحقّه.
موضوع الكرامة ذو أهمية في كل من الأخلاق والأخلاقيات والقانون والسياسة كامتداد لمفاهيم عصر التنوير للحقوق الطبيعية والحقوق القانونية. هذا المصطلح يستخدم أحيانا لوصف التصرفات الفردية مثل "التصرف بكرامة". وتنص المادة الأولى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه: "يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وقد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء". وفي هذا الإعلان العالمي سبقت كلمة "الكرامة" كلمة "الحقوق" وذلك لأن الكرامة هي أساس حقوق الإنسان لانها هى قيمة الشخص فى مجتمعه وهى تجنح الى العفو والصفح وليس ما نعتقدة فى عاداتنا كلانتقام والكرامه هى احترام النفس وتقدير مكانة الشخص وهى قوته وتوازنة فى حياته فهى تجعله يخطو للامام دون خلل نفسى فكرامة الشخص تكمن داخله فالتحرص على ان تصون كرامتك وكرامة غيرك فلا تهين احد وتسقط كرامته لانها سترد لك ولأهمية الكرامة.
ولكن بدون الاستقلال والاكتفاء الذاتي لا يتحقق معنى أو وجود ناهض بأعباء الكرامة الإنسانية ومتطلباتها، والكرامة الإنسانية بما هي مفهوم متطلب للاستقلال والاكتفاء الذاتي، كي تلعب دور المحرض والمؤسس لقيمة الاستقلال والاكتفاء الذاتي، وهي بمفهومها شموليان تحرص على عدم ارتهان الإنسان لاكثر من احتياجاته ، والحفاظ على حقوقه ففي كل الحلول التي تؤدي إلى الكرامة تقتضي الموت وكل الحلول التي تؤدي إلي العيش تقتضي الذل وتناهض من يستغل ذلك لاستتباع ارادته وقهر عنفوانه وإذلال كرامته من قبل الطاغية الذي هو فرد لا يملك في الحقيقة قوة، ولا سلطاناً، وإنّما هي الجماهير الغافلة الذلول، تعطي له ظهرها فيركب وتمد لها أعناقها فيجر، وتحني له رؤوسها فيستعلي وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى ، وفي المقابل تولد في الإنسان طاقة فعالة ديناميكية تولد فيه حيوية لا متناهية لتحصيل احتياجاته وضمان متطلباته وحقوقه لا يمكن أن يخلق الله رجالاً من أرحام النساء ثم لا يجعل لهن كرامة فوق كرامة الرجال ، ليتكامل مع مفردات المجتمع ومكونات الوجود، لإعمار الأرض وإصلاح المجتمع.
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة
- القوى الوطنية والانقلاب على الواقع بالفعل لا بالكلام
- المسؤولية... الكفاءة والاخلاص والاداء
- للفساد شبكات منظمة ومؤسساتية في العراق
- الحكومة العراقية ضيعت حبل الاصلاح
- الوطنية الغائبة...لايصال الامانة الى الغير
- الاخلاق والسياسية توأمان لا ينفصلان
- الفيليون وزنبقة الامل في يقضتهم
- الفساد..تعريف ...اسباب ...العلاجات
- الغرق من وحي الفساد
- الحضارة الغربية بين التشبث والهبوط
- العدالة....بين مفهوم الدولة والمواطنة
- الاغتراب .. وعي الأزمة هو جزء من حلِّه
- التخطيط الاقتصادي السليم قبل الازمات
- منح الشهادات الدراسية بشرطها وشروطها
- امريكا من ترامب الى بايدن
- تصورات تفضلية عن القيم
- سياسة تجويع العراق الحالية مخطط لها
- حق التظاهر في حماية الحق العام
- الاثار العراقية ... المنهل العظيم


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الكرامة ...وجود الانسان ونقائه