أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة














المزيد.....

الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معادلة مواكبة العصر والمحافظة على القيم والتراث في الوقت ذاته معادلة سهلة، يمكن تحقيقها عندما يكون الأمر مرتبطاً بالتربية منذ نعومة الأظافر، وقد تبدو قيمنا راسخة لأن منبعها ديني، لكن العادات والتقاليد منبعها المجتمع وهو نفس المجتمع الذي نراه يومياً ونعيش فيه و
عندما يسأل الانسان عن الهوية يعني السؤال عن ماهية ذلك الشخص الذاتية والخصوصيةو اللغة أو اللهجة، هما من المكونات الرئيسية للهوية يأتي بعدها الفكر والثقافة وأسلوبَ حياة و جملة من الخصائص النفسية والعاطفية والعقلية والسلوكية التي تحدّد كيان الفرد وتميّزه عن غيره اي جوهر الانسان وكينونته الثابتة التي تبقى على الرغم من كلّ مظاهر التغيير التي قد تطرأ عليه، وبالتالي و هي ما يميز تلك الشخصية عن غيره من الناس، في مظاهر السلوك وطبيعة المواقف، لتتحقّق وتتمثّل الشخصية وتأخذ امتيازها الخاصّ بها، ويعبر عنها بامتلاك الإنسان لهُويّة ما. لقد أصبحت قضية الهوية تحظى بأهمية فائقة .، الهوية الاسلامية الاصيلة تتفوق على كل الهويات في تعزيز قيم الولاء والانتماء وهو أمر يعكس السياسة المتوازنة والتي تمثل واحة للتعددية الثقافية والتعايش بين الأعراق والأديان والثقافات كافة، فإن هناك حرصاً كبيراً على التمسّك بخصائص الذات الوطنية، وهذا بطبيعة الحال هو المطلوب في زمننا الحاضروالانفتاح على الآخر ينبغي ألا يكون على حساب الخصوصية الثقافية بل بالاحترام وتبادل الافكار والتلاقح فيما بين ، بكل ما تعنيه من عادات وتقاليد وقيم وأنماط حياتية وثمّة العديد من البرامج والمشروعات الثقافية التي يمكن الاعتماد عليها في ترتيب الامور .
أن حجم التأثير الذي تتعرّض له الهوية الشخصية بمكوّناتها المجتمعية، قد تؤدّي إلى تآكل نسبي لمعالم هذه الهوية إذا استمرت الأسباب التي تنخر في جدار هذه الهوية، ما يتطلّب معه تحرّكات جديّة على مختلف المستويات، لاتخاذ المزيد من الخطوات التي تحافظ على تلك الهوية في مواجهة هذه التأثيرات من خلال فعاليات عدّة وفي أكثر من اتجاه.
ان هوية اي جماعة بشرية لا بد لها من وجود مكونات، أو مقومات تمكنها من البقاء والمنافسة والاستمرارية، وهذه المكونات تتلخص في وجود عقيدة واحدة يؤمن بها أفراد هذا المجتمع، وتاريخ جامع لأيامه وأحواله، وآخر هذه المكونات يتمثل في ثقافة تجمع تحتها لغة أم، وعلوم وفنون، وآداب وعادات وأعراف، و يلحظ بشكل قوي وجود هذه الثلاث في الهوية الاسلامية ،
ان الإشكالية والخلط في المفاهيم جاء بعد انشطار العالم إلى دويلات صغيرة ، عملت الجهات المعادية لها على خلق وإثارة النزعات والعصبيات بين أفراد الأمة الواحدة، بعيداً عن رابط الدين والعقيدة مما يعني الانتماء إلى الأرض والناس، والعادات والتَّقاليد، والفخر بالتَّاريخ، والتفاني في خدمة الوطن و تفتت الهوية الروحية لدى الناس إلى هويات خاصة، وصارت العصبيات هي المحرك الأساسي لهذه القوميات والهويات، وربما نشبت بينهم الحروب لابسط الأسباب دون التفكير بالعيش بسلام ،ان كل جماعة بشرية تتصل مع الآخر وتعيد تأكيد ثقافتها من خلال التحولات والتغيرات السلوكية والقيمية الداخلية،.
لقد جاءت الهوية الليبرالية بعد الوطنية وهي صنيعة غريبة، بل هي آخر منتج خارج من دولاب الفلسفات والمذاهب الغربية، ويعتبرها البعض بأنها انضج منها ، و جاءت بعد عناء طويل في ظل السقطات والإخفاقات المتعددة، على عكس القومية لتجعل من المجتمع الواحد مجتمعاً مهترئاً، لا رابط بين أفراده، ولا هم ولا قضية تجمع بينهم، فلا حاكم لأصحابها إلا الغريزة، ولا هدف لهم إلا الانفكاك من كل قيد، والأخطر من ذلك أنها سعت إلى إماتة كل العصبيات والهويات الصالح منها والفاسد، فبالإضافة إلى سعيها إلى القضاء على الهوية القومية والوطنية وعملت للقضاء على الشعور بالعداء نحو أي تجاوز خارجي، بعد ان زينوا لهم أعمالهم بحجة الإرهاب اخيراً، ونشر الديمقراطية المسلفنة حسب رغبتهم ومصالحهم .
عب الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى الوطنية والانقلاب على الواقع بالفعل لا بالكلام
- المسؤولية... الكفاءة والاخلاص والاداء
- للفساد شبكات منظمة ومؤسساتية في العراق
- الحكومة العراقية ضيعت حبل الاصلاح
- الوطنية الغائبة...لايصال الامانة الى الغير
- الاخلاق والسياسية توأمان لا ينفصلان
- الفيليون وزنبقة الامل في يقضتهم
- الفساد..تعريف ...اسباب ...العلاجات
- الغرق من وحي الفساد
- الحضارة الغربية بين التشبث والهبوط
- العدالة....بين مفهوم الدولة والمواطنة
- الاغتراب .. وعي الأزمة هو جزء من حلِّه
- التخطيط الاقتصادي السليم قبل الازمات
- منح الشهادات الدراسية بشرطها وشروطها
- امريكا من ترامب الى بايدن
- تصورات تفضلية عن القيم
- سياسة تجويع العراق الحالية مخطط لها
- حق التظاهر في حماية الحق العام
- الاثار العراقية ... المنهل العظيم
- الازمة الاقتصادية العراقية .... واحلام الحلول


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الهوية والانتماء والولاء تعكس الثقافة