أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - لا تغيير في العراق بدون ثورة مسلحة














المزيد.....

لا تغيير في العراق بدون ثورة مسلحة


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة والى يومنا هذا ، لم يتم تسلم السلطة في العراق بطريقة سلميه وديمقراطية ، ولم تنجح أي ثورة في تسلم مقاليد الحكم بطرق سلمية إلا من خلال انقلاب عسكري أو تدخل خارجي على عكس البلدان العربية الأخرى التي أطاحت وغيّرت أنظمة حكم عديدة من خلال ثورات شعوبها التي أغلبها سلمية •
فتاريخ العراق السياسي حافل بالانقلابات العسكرية ، منذ اول انقلاب عسكري ضد الحكم الملكي في 14 تموز 1958 على يد مجموعة من الضباط العسكريين بقيادة عبد الكريم قاسم وقد فتح ذلك الانقلاء المشؤم سلسلة الانقلابات العسكرية المتلاحقة واستمر الحال حتى سقوط نظام البعث على يد القوات الامريكية باحتلالها بغداد عام 2003 •
فالمتصفح لتاريخ العراق الحديث يمكنه إحصاء عدد الانقلابات والثوراة المسلحة التي عصفت بالبلاد والتي أضحت سمه بارزه لتاريخه المعاصر ، وقاعدة عامة لتولي السلطة في العراق ، وربما يعتقد البعض ان عراق ما بعد عام 2003 هو عراق ديمقراطي يتم تداول السلطه من خلال الانتخابات بعيد عن الانقلابات العسكرية ، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا فالعراق تحكمة فئة معينه وما تلك الانتخابات الا ذر للرماد في العيون •
فلكل يعرف بان الحكم في العراق بيد السيستاني وهادي العامري ومقتدى الصدر ونوري المالكي وانتهاء بقيس الخزعلي ، فهؤلاء هم من يحكمون العراق فعلًا ولا سلطه ولا قانون يعلو عليهم وهم المتسلطين على مراكز القرار وتقرير مصير أي حكومة عراقيية تتشكل •
ولاجل تغير الحكم في العراق لابد من التخلص من هؤلاء و الا لن يكون تغيير الحكومة أي فائدة تذكر كما حدث عندما سقطت حكومة عادل عبد المهدي تحت ضغط النظاهرات ، فشكلت حكومة جديدة بقيادة مصطفى الكاظمي الذي اختير ورشح من قبل هؤلاء فكان ظل لهم ولا يختلف عن سابقيه ممن حكموا العراق ، فما زالت الأحزاب السياسية النافذة في البلد تسيطر على مقاليد السلطة دون أي تغيير طالها ، وفشلت ثورة تشرين ولم تحقق أهدافها رغم الضحايا الذين سقطوا من اجل تغيير تلك الطبقة الفاسدة •
فهؤلاء هم الحكومة الفعلية وتحت إمرتهم جيوش واعوان على أتم الاستعداد لحرق البلاد من أجلهم ، فعند عمل إحصائية بسيطة لعدد المليشيات المسلحه المسيطرة على مرافق الحياة في العراق سوف نعرف سبب فشل أي ثورة سلمية وإحباطها وعدم تحقيق أهدافها ، فالميليشيات المتواجدة في الشارع العراقي أقوى من أجهزة الدولة الأمنية وقواتها المسلحه ، ولن تجنح أي ثورة الا بعد التخلص من تلك المليشيات المسلحه التي أوجدوها من اجل حمايتهم واقصاء معارضيهم سواء من السياسين او المواطنين ، وخير دليل على وحشية تلك المليشيات هو عمليات القتل والخطف والتهديد التي طالت متظاهري ثورة تشرين والطريقة التي اتبعتها من أجل انهاء التظاهرات ، والتي تتنافى مع أبسط الأعراف والقيم الإنسانيه والأخلاقية والدينية •
فالعراق منقسم آلى دولتين دولة العلن ودولة الظل ، دولة العلن التي يحاولوا ان يجعلونها تمثل العراق من خلال رئيس وزرائها وبرلمانها ، ودولة الظل التي تتمثل بالقيادات الفعلية للبلاد إبتداء من السيستاني وأعوانه وممثلية وانتهاء بقيس الخزرعلي وزبانيته ، فالحقيقة التي يعرفها جميع العراقيين والمهتمين بالشأن العراقي ان دولة الظل هي من تحكم العراق فعلا ، والمتمثلة بدولة المليشيات والمافيات المسيطرة على جميع مرافق الدولة من رئاسة الوزراء الى اصغر موظف في دائرة نائيه في الريف ، فالجميع يخضع السياستها وقانونها ، وكل من يبتعد عن فلكها يكون مصيرة الاقصاء او الاغتيال ، وهذه الدولة هي امتداد الى ايران ومنها تستمد قوتها ونفوذها لهذا تجد جميع من يدورون في فلك كرسي الحكم هم عملاء لإيران وجنود لها إبتداء من السيستاني وهادي العامري ونوري المالكي ومقتدى الصدر وقيس الخزعلي الى اصغر مجند في مليشياتهم وموظفيهم ، فجميع هؤلاء يعملون من اجل ايران ومن اجل تحقيق أجنداتها ومصالحها في العراق والذي يعتبر بالنسبه اليها امتداد لامبراطورية فارس والتي تحاول إعادة أمجادها لكن هذه المره بصبغه دينية من خلال إقامة إمبراطورية شيعية في العالم الإسلامي ، وهذا ما يلاحظ من خلال دعمها للمنظمات والجماعات الشيعية سواء في لبنان او سوريا واليمن والعراق •
فاصبح العراق بفضل العملاء المتسلطين على مراكز القرار مرتع الى المخابرات الإيرانية فأجهزة مخابرات فيلق القدس الإيراني ومخابرات الحرس الثوري الإيراني يقومان بالدور الأخطر على صعيد أجهزة الاستخبارات داخل العراق ، ولا تخلوا دائرة من دوائر الدولة الحساسة الا ولها عملاء فيها ، من أجل احكام قبضتها على البلاد وفرض سيطرتها عليه •
فهل من الممكن والمعقول مواجهة مثل هكذا حكومة راسخه في العمالة والخيانة بالهتافات والورود ، حكومه عبارة عن مجموعة من الصوص والقتلة والمتسولين جمعتهم أمريكا من شوارع أوربا وحواري دمشق وحوزات ايران وجعلتهم في مواقع كانوا يحلمون ان يطرقوا أبوابها ، اشخاص لا يهمهم الا رضا أسيادها لإيرانيين وتحقيق مصالحهم الشخصية والإثراء على حساب المال العام وثروات العراق حتى لو كان المقابل إحراق العراق وشعبة ، فهل من المعقول ان يترك هؤلاء مراكز القيادة والثروات والنعيم ويرحلوا من دون ثورة مسلحة تعلقهم على أعمدة الإنارة كما عرف عن جميع ثورات العراق •
إنّ ما يحصل في العراق الآن سيبقى والى أمد بعيد دون تغيير الا بثورة مسلحة او تدخل دولي وأيضا يكون مسلح من اجل تغيير ما يحدث في البلاد ، فهؤلاء ومن خلفهم إيران لن يتركوا العراق يستقر او ينهض أبدا ، وان لم يثر العراقيون ويحملوا السلاح ضد الحوزة وعمائمها والأحزاب الدينية التابعة لهم وعملاء ايران ومليشياتهم فلا ثورة سلمية تنجح في العراق ، وإنما كل ما سوف يحدث هو تغيير الوجوه بوجوه جديدة ترضى عنها الحوزة وعملائها ، فالمنظومة التي بنتها أمريكا وباركتها ودعمتها ايران في العراق سوف لن تسمح بتغييرها ، وكل ما يحدث هوعمليات تجميل فقط وتغيير في المواقع ضمن لوحة الشطرنج •



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الجرائم المعلوماتية قانون تكميم الأفواه
- هل أنتصر مقتدى وجلاوزته
- أحزاب السلطة وأزمة الاخلاق
- العنف في العراق
- الصدريون مذهب جديد يلوح بالأفق
- هل يتحول العراق الى ساحة حرب بين أمريكا وايران
- العشائرالسرطان الذي ينهش الجسد العراقي
- بلاسخارت والسيستاني
- الجمهورية الإسلامية ام جمهورية الفساد
- هيهات منا الذله ، و نفاق شيعة العراق
- عاشوراء والاستهتار بأرواح العراقيين
- إيران الشيطان الأكبر
- حماة القانون ينتهكون القانون
- الصدرين وأسلوب التسقيط والطعن بالأعراض
- السيستاني وعشقه إيران
- لن يحكم العراق الا عملاء ايران
- رجال الدين ودورهم في انتشار فيروس كورونا
- فيروس كورونا يطرق الأبواب
- معاناة اللاجئين وأحلام اردوغان
- من سفاح الى مجرم هؤلاء هم قادة الحشد المقدس


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصري لـ-ترويجه حملة حج وهمية-
- -سجال- بين إسرائيل وجنوب إفريقيا بشأن تهمة -الإبادة الجماعية ...
- في ظل العمالة القسرية للإيغور.. واشنطن تحظر الاستيراد من شرك ...
- مستقبل غزة بعد الحرب يسبب انقسامات علنية داخل الحكومة الإسرا ...
- قتيل سادس في صفوف الاحتلال بغزة وكمائن المقاومة تستهدف جنوده ...
- شهيد ومصابان برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - لا تغيير في العراق بدون ثورة مسلحة