صادق جبار حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6700 - 2020 / 10 / 11 - 23:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صبياني التفكير ، متناقض الأفكار ، متغير المواقف ، متقلب الرأي ، مراوغ ، لا يعتمد على أي منهج او سلوك ، يمتاز بالغدر ، ناكث الوعد والعهد ، لا يمكن التعويل عليه لا من قبل الأصدقاء او الاعداء ، شاعر وخطيب فاشل
ما ان تذكر هذه الصفات الى أي عراقي فانه سوف يجيبك ، بكلمة واحدة مقتدى
مقتدى تلك النطفة التي زرعها محمد الصدر في رحم الظلام لكي يحيل بها بعد ذلك نهار العراق ظلام دامس ، فمقتدى كغيرة من رجال الدين الذين طفوا على الساحة بعد غزو العراق عام 2003 على يد القوات الامريكية ، والتي أطاحت بحكم البعث بقيادة صدام حسين الذي حكم العراق لما يقارب لخمس وثلاثون عام ، وطيلة تلك السنوات لم يجراء خلالها أي رجل دين على الوقوف بوجه نظام البعث سواء قول او فعل ، بل كان جميع رجالات الدين يحاولون نيل رضا صدام حسين ، وكل من يتجراء على الاعتراض سوف يكون مصيره الاغتيال كما حدث كما يعتقد الى المرجع محمد محمد الصدر والد مقتدى الذي اغتيال عام 1999
ليختفي بعدها جميع رجال الدين في جحورهم وفي مقدمتهم مقتدى الصدر الذي لم يعرف اسمه احد قبل السقوط الا المقربين من الحوزه والمقلدين لوالده الصدر ، لكنه برز وبقوة بعد احتلال العراق عام 2003 حيث تشكلت مجاميع مسلحة تحت اسم جيش المهدي جاعلة قيادتها بيد مقتدى الصدر بحجة مقاومة القوات الامريكية والتي عاثت فيما بعد في البلاد فساد وقتلا كادت ان تؤدي الى حرب أهلية •
فبعد ان كان لا احد تقريبا يعرف مقتدى الصدر قبل سقوط بغداد ، لكنه اصبح بفضل مجاميع من الجهله والأميين والمجرمين والانتفاعيين والوصوليين وبعض المقلدين لوالده الشخصية المؤثرة على الساحة العراقية وبيده تقرير مصير تكوين الحكومات وتعيين رئيس وزراء و الوزارات ، ولا يمكن تشكيل أي حكومة الا بعد موافقته والرجوع الى رأيه ، وبدأ يوم بعد يوم يقوى تياره ويصعد نجمه وبدات ملامح الطائفة المقتدائية بالظهور من خلال الإلتفاف حول آخر مخلفات "محمد صادق الصدر" البيولوجية المتمثلة بإبنه "مقتدى" و محاولة ابرازه كقائد ومصلح وانه يمثل الخلاص للعراق وشعبه ، من خلال فرض انفسهم بالقوة التي يمتازون بها مستغلين نسبتهم العددية التي تقدر بثلاث ملايين او اكثر قليلا موزعين في المحافظات الجنوبيه وفي احياء بغداد الفقيرة وابرزها مدينة الصدر منبع القوة للتيار الصدري في بغداد •
فمقتدى الصدر الذي لا يملك من العلم شيء سوى العمامة التي يضعها على راسه التي ترمز الى رجال الدين والتي ورثها عن ابيه ، فهو لا يملك من علوم الدين ولا اللغة ولا أسلوب الكلام والخطابة شيء مطلقا ، لكن بالرغم من كل ذلك فانه تصدر الساحة العراقية بفضل مقلدي واتباع ابيه الذين التفوا حوله حبا في ابيه او لانتفاع من تياره الذي اخذ يقوى يوم بعد يوم حتى اصبح اقوى مليشيا يخشاها جميع الساسه ويحاولون جاهدين التقرب منها ولانضواء تحت رايتها ، حيث اصبح الصدريون كقوه سياسيه لها وزنها في الحكم منذ البدايه ولحد اليوم بسبب اعداد المناصرين له ، فاصبح لتياره وزراء ومدراء عامين والألوف من الأشخاص في المراكز الاقتصاديه و في كل مواسسات الدوله العراقيه الحساسة •
مقتدى الصدر اصبح في نظر الصدريين سواء من بسطاء القوم او ممن يحتلون مناصب حساسة في الدولة العراقية وكذلك ممن يحسبون انفسهم من المثقفين ، منزه عن كل مثلبه سواء على الصعيد الفقهي أو الموقف السياسي حتى ان بعض اتباعه يعتبرونه المهدي المنتظر فقد سؤل اكثر من مرة من قبل بعض أنصاره اذا كان هو المهدي المنتظر
وقد ذكرت الكاتبة هيلين سولون ، في تقرير لها لصحيفة لوتون السويسرية
إلى أنه بالنسبة للعديد من مناصريه ، يعتبر الصدر شخصية دينية تتعالى عن الانتقادات إنهم يؤمنون أن قائدهم يفوقهم خبرة وحكمة ، وفي الحقيقة هذا هو مكمن مشكلة الأحزاب ذات الصبغة الدينية •
حيث يُؤْمِن أتباعه ومناصروه أنه منزه عن الخطأ ، بل انه في نظرهم بمنزله لاولياء الصالحين ويفتخرون بانهم على استعداد ان يفدوه بارواحهم وبكل غال ونفيس لديهم ، ويعود ذلك التقديس للجهل الذي يخيم على الطبقه التي تتبنى أفكار ونهج الصدر او من اجل المصالح التي نالها الكثير ممن انضوا تحت لواءها ، فاصبحوا من الأثرياء والشخصيات المهمه بعد ان كان اغلبهم لا يملكون شيء •
التيار الصدري الذي لف شذاذ الافاق والمجرمين والوصولين ، الذين طالما وصفهم بالجهلة والذي اطلق عليهم ذلك الوصف وهو من على المنبر ، خلال صلاة الجمعة في جامع الكوفة عندما صرخ منفعل "جهلة جهلة جهلة" والتي أصبحت صفة ملازمة للصدرين وترجمت حقيقة أنصاره واتباعه الذين انطبق عليهم نعت سيدهم بالجهل لهم ، و الذين بالمقابل اصبحوا يقدسونه ويضعونه في مصاف الأنبياء والاولياء الصالحين الذين لا يجوز المساس بقدسيتهم ومنزلتهم المباركة وألا سوف يحاسب كل من تسول له نفسه المساس بمقامهم ، فقد أجمع جميع علماء وفقهاء الإسلام على قتل كل من يسب الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم النبي محمد بل ان البعض اكد على قتل الساب دون حتى استتابة بينما البعض اعتبره من الردة ، وقد طبق الصدريون هذا الامر فان كل من يسب الصدراو حتى ينتقده فيكون مصيره الاغتيال او الخطف اوالتعذيب الجسدي و التهديد العلني ، كما حدث للعديد ممن تجرأوا وانتقدوا ممارسات و سلوكيات مقتدى ، سواء من قبل المتظاهرين او النشطاء او المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي •
حيث تصدى الصدريون للمتظاهرين وقمعوا الانتفاضة التي سقط خلالها مئات القتلى والالاف الجرحى ، ولم يكتف الصدريون بذلك بل قاموا بالاعتداء على منازل المتظاهرين المطالبين بحقوقهم في بلدهم العراق ، فقاموا بأهانتهم والاعتداء عليهم جسدياً وحلق شعر رؤوسهم ، حيث ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفديوات للصدرين وهم يحلقون رؤوس شباب انتقدوا الصدر ، بينما ظهر فديوا اخر لمجموعه وهم يعتدون على شاب لانه سب مقتدى على صفحة الفيس بوك •
وقد غرد ناشطون بعد تداول مقاطع لفيديوهات تظهر فيها عناصر من انصار مقتدى ، بما يسمى بسرايا السلام حيث قال أحد الناشطين في تغريدة تعقيبا على الفديو الذي نشر ، أن "مليشيا عناصر السرايا تهدد عائلات المتظاهرين ، جنوبي العراق ، وتجبرهم على حلاقة رؤوس أبنائهم الرافضين للانبطاح والانصياع ذلاً للصنم مقتدى" •
في رسالة واضحه مفادها ان كل من ينتقد مقتدى الصدر سوف يكون مصيره الاغتيال والتعذيب والاهانه وسوف تحسب تصرفاته وافعاله عليه •
هذا وغيره يشير الى أن الساحة العراقية تعيش مخاض ولادة مذهب جديد يضاف الى بقية المذاهب التي إستمر أتباعها بالعمل بمضامينها رغم غياب مؤسسيها ، فكم من الأجيال اللاحقة التي تتعبد برمزية الأشحاص رغم الفارق الزمني بينهما ورغم الشياع المعروف عن القواعد الفقهية التي تمنع من تبني الرؤية الفقهية للأموات فضلاً عن الأحياء الذين لم يثبت نبوغهم العلمي ولم نجني من علمهم الذي زقوه زقا من رب العالمين شيئا ، وأثبتت ما نسب اليهم افتقارهم للمعرفه والعلم •
بكل بساطه يمكن ان تسمع شخص في الشارع يكفر بالله او الأنبياء والرسل وحتى اهل البيت وامام مرأى ومسمع الناس ، ويكون ردت فعلهم باضعف الإيمان ان يطلبوا منه الاستغفار او يشتمونه ، لكن سوف يكون مصيره القتل اذ تجاوز وشتم او انتقد الصدر او مقتدى •
فهل اصبح مقتدى شأنه شأن الرسول الذي أجمعت جميع المذاهب الإسلامية والفقهاء على قتل من يسبه ، وهل اصبح هذا المعتوه نبي او من ال البيت حتى يطعن بنسب من يبغضه كما جاء في الحديث النبوي بحق علي ابن ابي طالب " ياعلي لا يبغضك الا ابن زنا " والذي حوره الصدريون " من يبغض مقتدى فهو ابن زنا " •
فهل سوف نشهد قريبا تحول مقتدى الصدر الى معتقد ديني او مذهب شأنه شأن المذاهب الأخرى ?
#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟