أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - رفعُ سعر الدولار الأمريكي














المزيد.....

رفعُ سعر الدولار الأمريكي


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصدرت الحكومة وبالتنسيق مع البنك المركزي العراقي قراراً برفع سعر تصريف الدولار الأمريكي إلى 1460 ديناراً عراقياً مقابل الدولار الأمريكي الواحد . ومن المعروف أن إصدار أي قانون أو قرار ليس سوى الوجه الذي يريدُ أن يظهره المصدّر وليست العبرة في إصدار القانون أوالقرار بل في تطبيقه ، فالقوانين والقرارات لها دائماً ، كما تعوّدنا ، وجهان يتناقض ظاهرها مع تطبيقاتها ، ومن هنا إعتاد المراقبون أن ينظروا إلى أحد الوجهين ويضربوا " تخت رمل " من وجهة النظر التشاؤميّة ويستنتجوا إحتمالات ما سيكون شكل الوجه الآخر .
بصدور قرار الحكومة والبنك المركزي أعلاه بدأ الكتّاب ومحررو المقالات ومصدّرو البيانات وبينهم " خبراء إقتصاديون " بالهجوم على القرار وكأن حالهم حال الذي صادق كذاباً فتعوّد أن يجيب على كل كلمة يقولها بكلمة " چذب " وفي يوم تلاقيا في الصباح فقال هذا " صباح الخير " فكان جواب الآخر " چذب " !
تطوّع الجميع وعددوا ما وصفوه ب " سلبيات " إصدار هذا القرار ، كإرتفاع أسعار البضائع وإنخفاظ القوة الشرائية للدينار العراقي مما يؤثر على الطبقة الفقيرة من المواطنين ويزيد من معاناتها ... إلخ من القائمة التي تعودنا سماعها . لقد تحمّل الشعب العراقي وتدبّر أمره أيام الحصار الإقتصادي في عهد النظام السابق عندما وصل سعر الدولار الأمريكي إلى ثلاثة آلاف دينار، وفي الوقت الحالي لا يبخس بمعاناة رفع سعره من 1190 دينار إلى 1460 إن كان ذلك خطوة إلى أمام لتحسين وضعه الإقتصادي والإجتماعي . لقد إنتفعت الشلة الحاكمة وزبانيتها ولجانها الإقتصادية طوال سبعة عشر عاماً من شراء الدولار الأمريكي من " شباك بيع العملة " في البنك المركزي بسعر منخفض وهرّبوا معظمه إلى خارج البلاد و إستخدموا الجزء اليسير منه لإستيراد البضائع الإستهلاكية والكمالية حتى أغرقوا السوق بها مقابل تعطيل عمل جميع الأنشطة الإنتاجية في الزراعة والصناعة مما أدى إلى قتل الإنتاج المحلي الذي أصبح عاجزاً عن منافسة المستورد ، وكذا إستخدموها في سفراتهم السياحية والتسوّق من البضائع الأجنبية في سفراتهم والبذخ في الصرف على عوائلهم خارج البلاد .
عجبي أن يتبارى أولئك " الخبراء الإقتصاديون " في مهاجمة قرار الحكومة والبنك المركزي بينما كانوا يحررون المقالات ويصدرون البيانات داعين إلى إيقاف بيع الدولار من قبل البنك المركزي ! أليس رفع سعر بيع الدولار خطوة ولو جزئية تُصعّب على الشاري شراءه ؟ ثم أن الحكومة ما دامت تعتمد مردودات بيع النفط كمورد رئيسي لميزانيتها وهذا المورد تستلمه بالدولار فكيف يا ترى تتمكن أن تدفع رواتب الموظفين والمصاريف التشغيلية الأخرى بالدينار العراقي إذا لم تقم ببيع الدولارات التي إستلمتها عن ثمن النفط المباع ؟
تُعتبر خطوة رفع سعر بيع الدولار الأمريكي الواحد من 1190 دينار عراقي إلى 1460 دينار عراقي الخطوة الجريئة الإيجابية الحقة منذ إستلام الكاظمي موقعه كرئيس لمجلس الوزراء ، وعلى عكس ما ذهب إليه أولئك الخبراء الإقتصاديون فإن النتائج المتوقعة من تطبيقه ( إن تمكنت حكومة الكاظمي أن تطبقه فعلاً ) :
1. إيقاف هدر الأموال العراقية في إستيراد المواد الإستهلاكية والغذائية التي تنافس الإنتاج المحلّي ، مما يفتح المجال للمستثمر المحلي أن يتحوّل إلى تطوير زراعة وصناعة المواد محليّاً .
2. إيقاف هدر الأموال في صرف رواتب العاملين الأجانب إذ أن العامل الأجنبي عندما يستلم أجره بالدينار العراقي ويحوّله إلى دولارات يحصل على كمية أقل من السابق مما يجعله يفكّر في ترك عمله والعودة إلى بلده وذلك يفتح مجالاً لتشغيل العراقيين ومكافحة ، ولو جزئية ، للبطالة.
3. إيقاف هدر الأموال العراقية في إستيراد البضائع الوسيطة التي يمكن إنتاجها في العراق مثل الأدوات الإحتياطية للمكائن والمعدات ووسائط النقل مما يحيي الكثير من الأنشطة الصناعية ومحلات تصليح المكائن ووسائط النقل بدل إستيرادها .
4. تشجيع نشاط تصدير المنتجات العراقية حيث يحصل المصدّر على مورد أعلى من ما كان يحصل عليه قبل رفع سعر الدولار .
5. تحفيز السياحة في الداخل إذ يكون من مصلحة السائح أن يحصل على دنانير أكثر مقابل الدولار الذي يصرفه في العراق .
6. يتحجج البعض بإرتفاع أسعار البضائع كنقطة سلبية ولكن يتناسون أن قوة العمل كبضاعة قابلة للزيادة أيضاً فكما يحصل إرتفاع في أسعار البضائع كذلك في الأجور والرواتب.
7. يُعتبر تشجيع نشاط القطاع الخاص وإستنهاضه خطوة رئيسية للتحوّل من الإقتصاد الريعي الحالي إلى إقتصاد متنوّع مما يقلل الحاجة إلى إعتماد واردات النفط المصدر الوحيد لميزانية الدولة .
8. تعتبر خطوة رفع سعر تحويل الدولار عاملاً محفزّاً لجذب الإستثمارات سواء المحلية أو المشاركات بين القطاع الخاص العراقي وجهات أجنبية .
ما ذكر أعلاه غيضٌ من فيض إيجابيات الخطوة التي خطتها الحكومة ، وأملنا أن تكون حكومة الكاظمي قادرة على تخطّي العقبات التي يضعها أمامه المتضررون منها ويسير بخطوات إيجابية مكملة لها لإحداث نقلة نوعية جادة .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالٌ في سؤال
- خيالُ المآتة و إمام أبو الخرگ
- رسالة إلى الكاظمي
- العُنصُريّة ليست جُزءاً من طبيعة البشر
- أينَ أنتَ يا مُقتَدى ؟
- إنتفاضةُ تشرين
- يَحسَبوننا مُغَفّلين !
- وَما أدراكَ ما المُندَسّون ؟
- وقفة مسؤولة
- أين الغيرة يا ناس ؟
- هَل يَعتَبرون ؟
- طُلاّبُ عمل .. ولسنا مُتسوّلين
- هَل أنتَ عراقيٌّ شريف ؟ إذن كُن معنا.
- هذه الحرب لن تقوم
- الدكتاتورية وإنشاء الديمقراطية
- الأهلية والإرادة في بناء الديمقراطية
- دورُ حزب البعث في الإرهاب الداعشي !
- - تَوافقٌ - أم تَسويفٌ
- مُقَوّمات الحزب السياسيّ
- الدَّبّورُ لا يَصنَعُ عَسَلاً


المزيد.....




- غافريلوف: السفارات الأجنبية في كييف تطلب من مواطنيها مغادرة ...
- خبير عسكري: واشنطن و-الناتو- يعسكران القطب الشمالي منذ قرابة ...
- -طار جزء من سقفه واندلعت النيران-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من ...
- زيلينسكي يتحدث عن إمكانية التفاوض مع روسيا على حدود العام 20 ...
- تاريخ ظهور نجوم هوليود مع ألعاب الفيديو
- أميركا تجيز إرسال مزيد من القنابل والطائرات الحربية لإسرائيل ...
- في بيان لـCNN.. الجيش الإسرائيلي يوضح حقيقة فيديو -قتل فلسطي ...
- -إصابات مباشرة وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص ...
- روبوت على هيئة ذئب أو ثعلب لإبعاد الحيوانات عن مدارج مطار أل ...
- دمشق وموسكو تنددان بغارات -إسرائيلية- داخل سوريا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - رفعُ سعر الدولار الأمريكي