أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - مخاصي العرب يقاقون في القن الامريكي - الاسرائيلي














المزيد.....

مخاصي العرب يقاقون في القن الامريكي - الاسرائيلي


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1615 - 2006 / 7 / 18 - 12:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


إبنتي رلى شعورها ارق من ورقة السيجارة، دموعها دائما تحت الطلب تنساب. من مقلتيها لدى سماع او رؤية أي خبر محزن. كانت جالسة وعيونها تحتضن شاشة التلفزيون تتابع اخبار ما ترتكبه ايدي هولاكو تتار المغول، من تدمير وقتل وتخريب لا يرحم البشر ولا الحجر ولا الشجر في لبنان. جلست بقربها اواسيها، اشارت باصبعها نحو الشاشة ولم تستطع النطق، امرأة لبنانية في مقتبل العمر، تقف امام انقاض بيتها الذي قصفته طائرات همج البشر، ترفع يديها متضرعة نحو السماء، كأنها تخاطب الضمير الانساني العالمي الميّت، وبين الغصة والدمعة تلهج بلسانها "يقتلون النساء والاطفال والرجال والشباب ويهدمون البيوت دون ذنب"!! مراسلة الجزيرة في الجنوب اللبناني، بشرى عبد الصمد، لا تزف البشرى، فاية بشرى سارة يمكن أن تكون وغراب البين يسرح ويمرح في اجواء لبنان، طائرات الغزاة تدمر الجسور والشوارع ومحطات الوقود والكهرباء ومدرجات مطار بيروت الدولي، وتحصد ارواح المدنيين الابرياء، واي ذنب ارتكبته عائلة لبنانية تسكن في قرية وادعة دمرت صواريخ قصف طائرة الغزاة الاسرائيليين بيتهم على رؤوسهم فمحت وجودهم عن وجه البسيطة قاطفة اعمار الوالدين والعشرة اولاد من ابنائهما وبناتهما!! سألت ابنتي من بين دموعها، اين العالم ليردع هؤلاء المجرمين؟ قلت، العالم يا ابنتي في غيبوبة امريكية، ضميره في اجازة غير محدودة الوقت يستجم في منتجع شريعة الغاب! واين العرب وامة العرب وانظمة العرب يا ابتِ؟ وقبل ان اجيب على سؤالها سمعنا طرقا على باب دارنا، تفضل، دخل جارنا "ابو خليل" الفرحة تغمر وجهه، تخاله ربح "بستان البهجة" او ملايين ورقة "التوتو"، قال قبل ان يريّح قفاه على الكرسي: "المقاومة خلعت بالصواريخ بارجة حربية للمعتدين واغرقتها في المياه الاقليمية اللبنانية"!! وبعد ان قدمت له ابنتي كأسا من شراب الليمون، قلت له، ابنتي تسأل اين امة العرب وانظمة العرب من جرائم الجزارين في غزة ولبنان؟ وبلهجة المحقون غضبا قال ابو خليل، انظمة العرب بغالبيتها يا ابنتي اصبحت مخاصي العرب، ارانب مذعورة، متخاذلة، تكنّ الولاء لاعداء مصالح شعوبها، مدجنة ولا تقاقي الا في القن الامريكي – الاسرائيلي. تصوري يا رلى منذ حوالي اربعة اسابيع والمحتل الاسرائيلي يرتكب ما يشبه حرب الابادة في غزة، يقتل ويدمر ويحاصر بالجوع شعبا باكمله وسمعان العرب مش هون، ويعتدي ويدوسه المعتدي الاسرائيلي على سيادة دولة شقيقة، يفرض الحصار عليها ويدمر بنيتها التحتية، ويرتكب بطيرانه المجازر والجرائم ضد المدنيين الابرياء اللبنانيين وانظمة العرب مش في هذا الوارد. والانكى من ذلك لو ان انظمة الخمة العربية التزمت صمت اهل القبور لقلنا لا احد يراهن على بغال مهرشة عاجزة في سباق الخيل، لا احد يراهن على انظمة مسلوبة الارادة وضعت العصمة بايدي اعداء شعوبها بعد ان بوّل عليهم الضبع الامريكي الاسرائيلي وساروا في ركابه هرولة، لو كان الامر كذلك لقلنا هذه مصيبة البضاعة الفاسدة العجز العربي، ولكن ان تلجأ هذه الدواجن الامريكية – الاسرائيلية بالحديد والنار لمنع شعوبها من التعبير عن موقفها المتضامن مع اشقائها ضحايا العدوان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة ولبنان وتوجيه الانتقادات والتهم الى ضحايا العدوان وتبرئة ذمة الذئب العدواني المفترس، فهذا اكثر من تخاذل عربي، انه تواطؤ معيب وسحجة في صف العدوان الاسرائيلي المدعوم امريكيا ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، فما رأيك يا جار الرضا؟
- قلت، كلامك كله زين وعين الصواب، منطقتنا تمر بمرحلة مصيرية من التطور والصراع، فالصراع يجري على بلورة طابع هوية حاضر ومستقبل تطور المنطقة وبلدانها الجغراسياسي، هل سينجح المخطط الاستراتيجي الامبريالي الامريكي – الاسرائيلي وبتواطؤ انظمة "مهاتيك" العرب في تحويل المنطقة وبلدانها وشعوبها الى منطقة نفوذ تخضع للهيمنة الاستراتيجية السياسية والاقتصادية الامريكية – الاسرائيلية، ام ستنجح شعوب المنطقة بقيادة قواها الحقيقية في دفن هذا المخطط العدواني وصيانة حقها في السيادة والحرية والتطور الخلاق. وما يدور في فلسطين المحتلة ولبنان من صراع مأساوي وما يتمخض عنه من نتائج يندرج في اطار الصراع لبلورة طابع مصير هذه المنطقة.
- صفارة الانذار تزمر في بلدنا، هل الكاتيوشا في الطريق الينا؟ تصبحون على خير، قال ابو خليل، وان لا نصبح على كاتيوشا قالت ابنتي!!



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهجكم الشاروني المخضّب بدماء العدوان والمجازر مصيره الفشل ي ...
- تفعيل مكاب الضغط لا بديل للمفاوضات السياسية يا حكومة الحرب و ...
- في الذكرى السنوية الثانية لقرارات محكمة لاهاي الدولية: من لا ...
- نشّف الحليب وقلّت قيمة الراعي
- هل الدافع الحقيقي لاجتياح القطاع خطف الجندي يا حكومة المجرمي ...
- خدمة المصلحة الوطنية العليا المحك الاساس للوحدة الوطنية الكف ...
- على ضوء انعقاد منتدى قيسارية: هل يمكن الفصل بين محاربة الفقر ...
- ألوحدة الوطنية الفلسطينية الخيار المصيري لدحر العدوان ومخطّط ...
- مهام وتحديات أساسية على أجندة الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- ما لكم سوى وحدة الصف الكفاحية إرحموا شعبكم من مغبة تصرفكم!
- بناء على معطيات تقرير -المعهد الاسرائيلي للدمقراطية-: النيول ...
- مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع ال ...
- لن ينجح الدجالون اعداء الحزب الشيوعي في دق الاسافين بين الحز ...
- ماذا وراء لقاء مبارك – اولمرت في شرم الشيخ؟
- في الذكرى السنوية ال39 للحرب والاحتلال: اما لهذا الليل المدل ...
- العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش
- هل ما يبعث على التفاؤل من محادثات أولمرت- بوش في واشنطن؟
- ألم يحن الوقت لترتيب البيت الفلسطيني؟!
- على ضوء معطيات دائرة الاحصاء المركزية: هل تعيش اسرائيل فعلا ...
- زيتون المثلث الذي غرسته يا عبد الحميد ابو عيطة سيبقى أخضر مو ...


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - مخاصي العرب يقاقون في القن الامريكي - الاسرائيلي