أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - القدس في مهب التهويد والتطهير العرقي














المزيد.....

القدس في مهب التهويد والتطهير العرقي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 22:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


القدس في مهب التهويد
بقلم نهاد أبو غوش*
رسميا لا توجد خطة إسرائيلية معلنة لتهويد القدس، أو لتنفيذ التطهير العرقي بطرد المواطنين الفلسطينيين من مدينتهم ومدينة آبائهم وأجداد أجدادهم، ولكن للحكومة ومجمل المؤسسات السياسية تصورات وخطط، وللبلدية مشاريع وبرامج، وللجمعيات الاستيطانية المتطرفة أهداف إستراتيجية. وعلى الأرض، عمليا وميدانيا، تتكامل هذه الجهات جميعا في ما تخطط له وما تفعله، والنتيجة الوحيدة التي يمكن الخلوص إليها بالأدلة والوقائع هي أن إسرائيل تنفذ فعليا مخططا متكاملا لتهويد المدينة، وتغيير طابعها التاريخي، وإخلائها من أصحابها الفلسطينيين العرب.
حصل مخطط التهويد والتطهير العرقي على دفعة هائلة حين اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وليس ثمة ما يوحي بأن القدس التي اعترف بها الرئيس الأميركي هي غير تلك الوارد تعريفها في قانون أساس القومية الإسرائيلية الذي ينص على أن " القدس الكاملة والموحدة عاصمة دولة إسرائيل"، وهي الدولة التي يرد تعريفها بأنها "الدولة القومية للشعب اليهودي".
ترامب، غير المأسوف على نهاية ولايته، أشار أكثر من مرة إلى العلاقة الخاصة والمميزة التي تربط اليهود بالقدس، وهي طريقة لإنكار علاقة مئات ملايين البشر من غير اليهود بهذه المدينة المقدسة لدى أتباع كل الديانات، والفريدة في أهميتها الروحية والثقافية والتاريخية لدى جميع سكان الكوكب.
تعزيز آخر ودعم إضافي حصلت عليه إسرائيل، وهي في ذروة تطرفها وعنصريتها، بالاعترافات المتتالية من دول عربية ومسلمة، وإقامة علاقات ثنائية وتطبيع، من دون إبداء أي تحفظ أو اعتراض على سياسات دولة الاحتلال تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.
كل ما سبق يمكن احتماله والصبر عليه، فقد عرف شعبنا الفلسطيني، وخبر كثيرا مثل هذه التطورات التي لم تكن في صالحه، لكنه واجهها بوحدته وصموده وتمسكه الصارم والبطولي بهويته وبحقوقه الوطنية التي لم تكن تعني له بنودا في اتفاقيات ومعاهدات دولية فحسب، بل قبل كل ذلك حقه في الوجود على أرضه وأرض آبائه وأجداده، وفي حماية مقدساته التي ورثها أمانة غالية، فلم يفرط فيها ولا في جزء منها عبر كل القرون والحقب والأمم وموجات الاستعمار التي تعاقبت على هذه البلاد.
حتى الآن، وخلال 53 عاما من الاحتلال، فشلت إسرائيل وعلى الرغم من كل أفعالها، في تهويد المدينة المقدسة وتغيير طابعها العربي الإسلامي المسيحي، وهذا ليس كلاما عاطفيا بل حقائق دامغة تنطق بها حجارة القدس ومقدساتها وأسواقها ودروبها وحاراتها ومواطنوها وزواياها وكل ما يرمز للوجود الإنساني فيها، ولكن لا ينبغي لهذه الحقيقة أن تدفعنا للاطمئنان والاسترخاء، فإسرائيل تجد أنها أمام فرصة تاريخية سانحة لتوجيه مجموعة من الضربات الحاسمة، وهي تعلن ذلك ولا تخفيه، وليس بالضرورة أن يتم الإعلان عبر قرارات حكومية استفزازية وفاقعة، ولكن يمكن التحقق مما تقوم به دولة الاحتلال من خلال متابعة ما تقوم به أجهزتها الحكومية والبلدية والأمنية وجمعيات المستوطنين.
أما الصورة الأكثر كشفا ووضوحا عما تريد إسرائيل فعله فهي الصورة التي ترسمها الجرافات والبلدوزرات على الأرض، والعطاءات التي صادقت عليها حكومة الاحتلال، والخطة المعلنة لإحكام الطوق الاستيطاني واستكماله حول القدس ببناء حي استيطاني ضخم مكان مطار القدس (قلنديا) وآخر في ما يسمى تلة الطائرة في جنوب القدس، وتوسيع الضواحي الاستيطانية القائمة، وإعلان مصادر إسرائيلية نافذة في الوقت عينه عن التوجه لضم أحياء استيطانية لمدينة القدس، وإخراج بعض الأحياء العربية الفلسطينية من دائرة حدود البلدية، بما يفضي إلى تقليص نسبة الفلسطينيين من مجمل سكان القدس من 37 في المائة حاليا إلى ما دون العشرين في المائة، وما يبقى من الأحياء الفلسطينية يبقى كجيوب هامشية لا تغير من الصورة التي تريد إسرائيل تكريسها للمدينة.
إجراءات التهويد تشمل كذلك أسرلة المناهج، ومحاربة أي مظهر من مظاهر الوجود الفلسطيني حتى لو كان رمزيا ووجاهيا، ولعل في النمو والتضخم العشوائي لأحياء فلسطينية جديدة بنيت خلال السنوات العشر الأخيرة خارج الجدار مثل كفر عقب وأطراف عناتا والزعيم والعيزرية والسواحرة الشرقية، ما يشير إلى مخطط التطهير العرقي الذي ربما لا يحتاج حسمه في المستقبل لأكثر من قرار إداري تتخذه الحكومة الإسرائيلية ويجيزه الجهاز القضائي.
حتى الآن مواجهة الإجراءات الإسرائيلية في القدس تقتصر على المقدسيين، من خلال هبات عفوية وموسمية تتصل إما بالدفاع عن المقدسات، وتشييع جنازات الشهداء، أو بالدفاع عن الذات والوجود، في غياب خطط حكومية وموازنات، والأنكى في ظل تعدد المرجعيات الوطنية وتنافسها أحيانا، وفي غياب عناوين موحدة ومسلم بها كما كانت عليه الحال في ظل وجود القائد التاريخي المرحوم فيصل الحسيني الذي ظل مكانه شاغرا حتى الآن.
الانقسام الفلسطيني الذي يمكن أن يترسخ ويتعمق بعد القرارات الأخيرة بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 19 أيار بما في ذلك عودة التنسيق الأمني، سوف يغري الإسرائيليين بالتمادي في إجراءاتهم لتهويد القدس وتسريع عمليات التطهير العرقي، وإذا لم نبادر كفلسطينيين، موحدين، إلى إعادة تنظيم صفوفنا، واعتماد خطط عملية وواقعية وموحدة لحماية القدس، وطنية داخلية، وسياسية وقانونية خارجية، فإننا خاسرون لا محالة، والاعتماد على حمية الناس واندفاعهم العاطفي، أو على الحقوق التاريخية ، لن يسعفنا إلى الأبد.
* عضو المجلس الوطني الفلسطيني



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل العنصرية تراود القارة السمراء
- اسرائيل: يمينا در!
- شعب فلسطيني موحد أم تجمعات سكانية؟
- قرار العودة للتنسيق الأمني ومخاطره على المصالحة
- الجيش الإسرائيلي مركز السياسة والمجتمع في إسرائيل
- قرار صادم للقيادة الفلسطينية
- عن اعلان الاستقلال الفلسطيني
- الفلسطينيون ومرحلة جو بايدن
- عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني
- ياسر عرفات أبو الوطنية الفلسطينية
- حين يكون الرئيس الأميركي مديرا لعلاقات إسرائيل العامة
- من المستفيد من نجاح بايدن: الفلسطينيون أم إسرائيل
- تجديد برامج وبنى الحركة الوطنية الفلسطينية
- الآثار الكارثية لمرحلة ترامب والدور الأوروبي المطلوب
- التسوية الإقليمية على حساب الفلسطينيين
- استراتيجة الضم الإسرائيلية
- المسلمون في أزمة
- فساد الحكم في إسرائيل
- نتنياهو المعتدل
- هل يمكن للفلسطينيين إعادة بناء أوراق قوتهم


المزيد.....




- قطر ترد على مزاعم دعمها مظاهرات الجامعات بأمريكا المؤيدة للف ...
- رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن أسباب تأجيل التصويت لإغلاق قناة -ال ...
- فيراري تكشف عن سيارة بسعر يقارب نصف مليون دولار.. كم تبلغ قو ...
- بالقوة.. الشرطة الأمريكية تفض مخيم احتجاج لطلاب بجامعة كالي ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف في وسط وجنوب القطاع ومزيد من الدو ...
- دعوى ضد مؤسسة انارة لدى المدعي العام
- الداخلية الروسية تضع وزير المالية الأوكراني السابق ورئيس الب ...
- الجيش الأمريكي يعترف بقتل مدني بغارة على سوريا ظنا أنه قيادي ...
- رئيس وزراء جورجيا يرفض زيارة الولايات المتحدة بسبب مطالب واش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - القدس في مهب التهويد والتطهير العرقي