أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - سلطة الايديولوجيا














المزيد.....

سلطة الايديولوجيا


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف الايديولوجيا بأنها نسق الافكار والتصورات التي تعمل على ممارسة الفرض القيمي والفكري من خلال نموذج السلطة السياسية والاقتصادية والثقافية المهيمنة ، التي تحمل في داخلها نموذجا إحاديا ومنتهيا من حيث شموله لحقيقة جاهزة تصدرها الطبقة السياسية والاقتصادية ، وذلك لانها وسيلة جوهرية لاخفاء الواقع الاجتماعي المعاش ومن ثم هي تبرير دائم لمصالح الفاعلين الاجتماعيين الذين يمتلكون حظا وافرا من الدولة والسلطة اكثر من غيرهم ، ولكن هل من الممكن ان نحسب كل ايديولوجيا مرتبطة بسلطة الطبقة السياسية المهيمنة ، بحيث يغدو معها كل من يملك نسقا مغايرا يقع ضمن خانة التغيير او اليوتوبيا الراغبة في قلب ذلك النسق السياسي وتغييره اي تبديل طبقة سياسية اقتصادية باخرى تشكل قطيعة معها واختلافا جذريا مع توجهاتها ؟

ان الايديولوجيا توجد لدى المنتصر سياسيا واقتصاديا وثقافيا بالدرجة الاساس ، ذلك المنتصر يعمل على تعميم نموذجه ومن ثم هنالك الرؤية الضيقة وهنالك النهايات بشكل دائم ، حيث لم توجد الى زماننا الحاضر سلطة سياسية واقتصادية ثقافية لاتدعي الكمال ، جميع الايديولوجيات هي نسق ثقافي منتهٍ ومحدد ضمن قدرة الفاعلين الاجتماعيين ، وذلك الحال ينطبق على جميع اشكال الايديولوجيا التي عرفتها البشرية من دينية وعلمانية سياسية سائدة لديها الحضور والسلطة والتأثير والاحاطة الدائمة على ذاكرة الانسان ووجوده .

فايديولوجيا الاسلام الاولي كانت تمثلا لوعي نهائي مؤسس من خلال قابليات المنتصر الجديد وذلك الاخير يعمل على تقسيم العالم الى ثنائيات غير قابلة الى التوزع والاختلاف والتجاوز اي انها ثنائيات مطلقة بين الرفض والقبول، لنموذج واحدي ثقافي لاغير ، بحيث استطاع ان يتحول من شكل سياسي وثقافي مرتبط بقوة الجماعة المؤمنة ودورها في تحقيق الطوبى ، وذلك بفعل وقوعها تحت طائلة الكثير من التجاوزات والانتهاكات التي تمارسها سلطة الماقبل الى نسقا سياسيا بفرض النموذج ويصدره الى الآخرين بفعل الانتصار السياسي ومن ثم امتلاكه للايديولوجيا اي امتلاكه لكيفية توزيع الافكار والتصورات المعنية بانتاج حقيقة واحدة تبررها السلطة السياسية المنتصرة ، وذلك الامر يبدو متكررا لدى كافة الاشكال السياسية والثقافية التي تحمل في داخلها الطوبى في بداية الامر اي الطوبى التي تجعل الجماعة البشرية تعيش اوضاعا وجودية افضل من غيرها ، ولكن النسق السياسي الجديد لايعرف هذه الطوبى اي لايحققها بشكل عياني واقعي بل يعمل على توزيعها بشكل وهمي ايديولوجي على الافراد الذين تطالهم هذه الايديولوجيا ، كذلك الحال مع الاشكال التي عملت على نقد الايديولوجيا الحديثة المرتبطة بالطبقة الاقتصادية البرجوازية ، كانت تعمل على تبينة الاثر الذي تقوم به هذه الايديولوجيا من حيث قدرتها على إخفاء الواقع العياني المعاش من خلال نقد الثقافة المثالية التي تحيط مجمل اسسها ونظامها العقائدي والثقافي من خلال تبينة الاستلاب الذي تعيشة الاكثرية الاجتماعية من حيث التهميش والاقصاء ووجودها ضمن عوالم بشرية في غاية التردي الوجودي والانساني ، ولكنها مارست ذات الاقصاء والتهميش عندما تحولت الى نسق وجودي وثقافي معاش لم يستطع ان يحقق الطوبى التي كان يتحدث عنها في أزمنة الهامش أوالمعارضة وهنا مثالنا جميع التجارب التي تمثلت ضمن سرديات خلاصية نهائية للمجتمع البشري متمثلة بالتجارب الاشتراكية والقومية في العالم الحديث والمعاصر .

ان الايديولوجيا التي تملكها الدولة الحديثة هي ايديولوجيا المطلق القيمي والوجودي مادامت لاتستطيع ان تستوعب الطوبى والاشكال المغايرة لها ، انها ايديولوجيا سلطوية الى حد بعيد ، نجدها ماثلة في طريقة إخفاء الواقع العياني المعاش ومن خلال بناء الاجيال الاجتماعية على نماذج منتهية من حيث الكمال والاطلاق القيمي والوجودي ، ومن ثم انها لا تعرف التنوع المعرفي والثقافي مادامت محاطة من قبل الاقتصادي الذي يعد افقر بكثير ممن يدير شكل الدولة والمجتمع ، ذلك الاقتصادي يعمل على جعل المجتمعات خاضعة لقانونة التجاري ، ومن ثم هنالك التشيؤ والاغتراب عن الوجود الانساني بشكله الواقعي ، حيث لاتعد الديمقراطية كايديولجيا ونسق ثقافي إلا مكتسبا اقتصاديا بالدرجة الاساس مادام يركز على قدرة السوق وحريتها وتجاوزها الابعاد جميعا ، بحيث تغدو حرية الفعل الانساني والتأثير على المحيط الاجتماعي نحو حياة افضل لا يقسمها المالكون بين مستغلين ( بالفتح ) ومستغلين بشكل مطلق ، جانبا ثانويا يبرر المكتسب الاول ألا وهو حرية التجارة ودور السوق الاصولي في اكتساح العالم من خلال امبراطورية واحدة تحاول ان تجعل العالم لا يسوده التنوع والاختلاف والتجلي الحقيقي لمجتمعات قد تجاوزت الايديولوجيا بصفتها نسقا سلطويا وكذلك تجاوزت اليوتوبيا بصفتها حلما بعيد المنال .

ان تجاوز الايديولوجيا واليوتوبيا يتطلب تحقيق الديمقراطية من حيث التنوع الوجودي والثقافي ومن حيث الاعتراف الحقيقي بكافة الاشكال السياسية والاقتصادية من اجل المساهمة في عملية التبادل للسلطة والحقيقة والمعرفة ومن ثم إحداث طفرات نوعية تؤسس الخيار الانساني الافضل بشكله النسبي ومن خلال لغة اجتماعية تؤسس التسامح المديني وتعمل على انبثاق الافكار بشكل متحرر داخل المجتمع




#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية بين الوهم والحقيقة
- نحو رسم خارطة جديدة للمواجهة مع القوى الكبرى
- العلمانية المنفتحة - خيارا بشريا جديدا لدى المجتمعات العربية ...
- جاهزية الخطاب الفضائي محاولة لبناء مجتمع عراقي تواصلي
- الحداثة المسلّحة بأشكالها الثلاث
- العنف المنزلي .. سلطة ذكورية أم خضوع نسائي
- صورة أميركا في العراق
- الرأي العام وآيديولوجيا الدولة
- في التربية والعولمة - نحو تربية حداثية جديدة
- الحداثة والتراث في مقاربة جديدة
- أسس الانتماء الى الثقافة والمثقف
- الحريات السياسية ضمن جدلية البناء والتغيير
- الارهاب والطائفية في العراق - نحو إعادة تشكيل الواقع السياسي ...
- المعرفة وأدوات البناء في المؤسسة التربوية العراقية
- أخلاقيات السجن - أخلاقيات العذاب
- الاعلام العربي .. الى اين
- مشروع الدولة في العراق بين الطائفة والعرق
- الفلسفة والدولة
- تخلف السياسي - تبعية الثقافي
- ماذا تريد الدولة من المجتمع؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - سلطة الايديولوجيا