أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - وليد المسعودي - العنف المنزلي .. سلطة ذكورية أم خضوع نسائي














المزيد.....

العنف المنزلي .. سلطة ذكورية أم خضوع نسائي


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:27
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


يعد العنف المنزلي مكملا طبيعيا ً لاشكال العنف والاعتداء على المراة في المجتمعات العربية الاسلامية ( العراق خصوصا ) ، وذلك بسبب سيادة الكثير من المفاهيم التي ترسخ عوامل انحطاط المرأة ودونيتها في هذه المجتمعات بسبب الاشباع التاريخي لقيم تؤصل المنع والحضر والانتشار الذكوري دون غيره وعدم تكوين حقول من المساواة بين الرجل والمرأة إظافة الى العوامل والظروف السياسية والاقتصادية والثقافية السائدة في المجتمع قديما وحديثا ، من حيث وجود الكثير من آليات التقبل والخضوع والصيرورة المطلقة والثابتة ضمن المفاهيم التي لا تنتج عالما متكافئا ومتوازنا في طبيعة العلاقات الانسانية بين الرجل والمرأة .
فالعنف المنزلي تتعدد اشكاله وطرائقه بدءً بكيفية خضوع المرأة ضمن جاهزيات ثقافة ترسخ الدونية وتؤكد هيمنة الذكر وجميع رغباته المدعومة اجتماعيا وثقافيا وانتهاءً بفاعلية الاعتداءات والتجاوزات المادية على المرأة بطرق واشكال متعددة ومختلفة من الضرب والاهانة والتجريح ، وهنا لايدل على وجود سلطة ذكورية مهيمنة فحسب بل وجود الخضوع النسائي ايضا من حيث الانتصار الدائم لقيم الذكر ، من قبل الكثير من النساء ، فاعتداء الزوج مثلا على زوجته لا يتم ادانته احيانا عن طريق تخطيئ الذكر ( الرجل ) وانما يتم توجيه الادانة مباشرة الى المرأة بأعتبارها حمالة لجاهزيات كثيرة من الخطأ والتقصير وعدم الاهتمام الجيد بزوجها ،وهذه القاعدة الاجتماعية مدعومة من قبل النساء بسبب الامتزاج اللاشعوري بألوان الخضوع المتعددة لسلطة الذكر وهيمنته ، ولان المرأة بحكم تكوينها البايلوجي كائن انساني يشي بالعاطفة والضعف المؤصل من قبل المجتمع ، تضل حاجتها الى الذكر متصلة بشكل دائم ولان هنالك الكثير من الازمات التي تعانيها مجتمعاتنا وخصوصا من النساء على وجه الخصوص بسبب انتشار ظاهرة العنوسة وعدم وجود ظروفا واوضاعا اقتصادية جيدة تؤسس الاختيار الجيد والمناسب بين الرجل والمرأة ، كل ذلك من شأنه ان يرسخ تبعية المرأة الى الرجل ويوفر اجواء مناسبة للتجاوزات ولاننسى طبيعة الثقافة والمجتمع والتي تختلف من مكان الى اخر ومن مدينة الى اخرى .
كذلك الحال بالنسبة للعلاقة بين الاب وبناته من حيث التجاوز والاعتداء المادي او بين الاخ الاكبر واخواته ، نجد كل اشكال وادوات الاعتداء مبررة ومقبولة ايضا ، وهكذا يغدو العنف المنزلي مبرر لان الرجل تقع عليه الكثير من الواجبات والمسؤوليات التي تمليها عليه صورة المجتمع التقليدي ، ولان المرأة وجدت في الاساس من اجل ان تخدم الرجل وتكون راعية وحافظة له صضمن صورة المجتمع التقليدي ، ونحن هنا لا نقلل من اهمية التعاون بين الرجل والمرأة من حيث اهتمام المرأة بزوجها على قاعدة المساواة والترابط القيمي والاخلاقي ، ولكننا نؤشر نتائج الخلل الاجتماعي التي تشير الى مستويا ت وصور المرأة بشكلها المتردي داخل المجتمع بدءً بالاسرة البسيطة اوالكبيرة " النووية " المتشعبة وانتهاءً بأسرة المجتمع الذي تحكمه علاقات العنف المقبولة والمبررة ضد المرأة وذلك العنف لا يجري بشكله المنطلق بل يندرج بالمستوى النسبي بين بين بيئة واخرى وفقا للظروف والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية .. الخ ، إذ من الممكن ان نجد العنف المنزلي داخل العائلة المتشعبة النووية اكثر من غيره داخل العائلة الصغيرة بسبب هيمنة الجانب الاقتصادي وانحسارالمجال الترفيهي داخل المساحة السكانية المعاشة وهكذا نقول ان العنف المنزلي من الممكن ان يكون سائدا وحاضرا ضمن المجتمعات التقليدية التي تعيش اوضاعا انسانية متردية أكثر من غيرها ، وذلك الامر لا يحسب قاعدة عامة بل تندرج ضمن شكلها واطارها النسبي وفقا لدرجات ومستويات التمدن والحضارة داخل المجتمعات ، فكلما تقدمت هذه الاخيرة نحو التمدن المصاحب الى ظهور طبقات اقتصادية تعيش الرفاهية والسعادة كلما انتجت اشكالا جديدة من الثقافة تختلف عن جاهزية الماقبل " الماضي "
ان تجاوز اشكال العنف ضد المرأة وخصوصا ضمن موضوعنا هذا العنف المنزلي يحتاج الى تجاوزات كبيرة لثقافات ترزح بالمنع والحضر والابتعاد عن انتاج التسامح داخل المؤسسة العائلية ومن ثم العجز عن انتاجح السعادة بين الرجل والمرأة ، مادامت العلاقة بينهما قائمة على تأسيس قالبيات ثقافية جاهزة من الاعتداء والعنف والادانه والتجريح بشكل كبير ، كل ذلك يتم من خلال بناء المجتمع من خلال الاهتمام بركائز الحاجات المادية والمعنوية ، هذه الاخيرة اي المعنوية مؤسسة على التسامح وتقبل الاخر المرأة كأنسان فاعل وشريك اجتماعي انساني ، إظافة الى وجود الدولة كحاضنة للشرعية المجتمعية ومؤسسة على الاندماج مع قيم الفرد ومصالحه التي ترسخ الاستمرار والتطور والتجديد داخل المجتمع ، من حيث الاهتمام بتكوين مجتمعات غير مباشر عليها الانحسار بجميع اشكاله المادية والمعنوية من قبل سلطة الدولة ذاتها والتي تشي بالاغتراب كمنتجة لقيم الاقلية ، فالدولة تربي المجتمع ، ولكن أذا كانت هذه الاخيرة مقادة من قبل الافراد – الاقلية ، فأن نصيب ذلك المجتمع الثبات والاطلاق القيمي والوجودي ضمن اشكال بدائية متخلفة غير منتجة ومستوعبة لقيمة الحضارة والمدنية بشكل عام .
فتأسيس علاقات انسانية داخل المجتمع من حيث رسوخ الثقة الاجتماعية والتعاون الاجتماعي بين الافراد عموما مع ضمان الاستقلالية الفردية وحرية الانسا ن ، كل ذلك يشجع على توفير اوضاعا انسانية جديدة من الممكن ان تحرر المجتمعات من قيم تؤصل الهيمنة والمركزة بدءً بمركزيات العشيرة والعائلة بشكلها التقليدي الذكوري وانتهاءً بهيمنة الزعيم الاوحد داخل الدولة والتي لا تشي او لا تؤكد سوى وجود اسرة كبيرة يحكمها البطل الذكوري المهيمن و المستبد .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة أميركا في العراق
- الرأي العام وآيديولوجيا الدولة
- في التربية والعولمة - نحو تربية حداثية جديدة
- الحداثة والتراث في مقاربة جديدة
- أسس الانتماء الى الثقافة والمثقف
- الحريات السياسية ضمن جدلية البناء والتغيير
- الارهاب والطائفية في العراق - نحو إعادة تشكيل الواقع السياسي ...
- المعرفة وأدوات البناء في المؤسسة التربوية العراقية
- أخلاقيات السجن - أخلاقيات العذاب
- الاعلام العربي .. الى اين
- مشروع الدولة في العراق بين الطائفة والعرق
- الفلسفة والدولة
- تخلف السياسي - تبعية الثقافي
- ماذا تريد الدولة من المجتمع؟
- وظيفة الرئيس .. نظرة مستقبلية
- المواطنة .. وعي مؤنسن داخل المجتمع
- نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب
- الدولة العراقية وآفاق المستقبل
- المثقف والمؤسسة .. جدلية الرفض والقبول
- العنف الذكوري ضد المرأة


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - وليد المسعودي - العنف المنزلي .. سلطة ذكورية أم خضوع نسائي