أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - وظيفة الرئيس .. نظرة مستقبلية















المزيد.....

وظيفة الرئيس .. نظرة مستقبلية


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحمل كلمة رئيس من حيث المدلول اللغوي معنى السيادة على الآخرين وإسباغ الفضاء الاجتماعي الوجودي بطاقة كبيرة من التأثير والحيازة سواء وجدت بشكلها المادي او المعنوي ، حيث كانت تطلق كلمة رئيس على مجموعة صغيرة من الأفراد الذين عادة ما يكونوا ضمن تكوينهم القبلي العشائري أي ضمن انتمائهم الى القبيلة او العشيرة ، هذه الكلمة مفقودة من المجال السياسي العربي ، حيث كانت تأخذ بدلا عنها كلمات أخرى تشمل السلطان ، الخليفة ،الملك ، وهذه الاخيرة تحمل بدورها طابع الهيمنة والشمول بإعتبار الملك مرتبط بقوى خارجية عن الوجود البشري من حيث المستوى الايديولوجي المعنوي ، ولكن الحقيقة تشي بطبيعة مغايرة عن ذلك تتعلق بالصراع واستخدام مختلف الوسائل والاساليب العنفية من أجل الوصول الى مركز السلطة ، ومن ثم إظفاء طابع الشمول ، من أجل ضمان الطاعة والولاء من قبل الأفراد الواقعين تحت هيمنة وحكم ذلك الملك او المنتصر الجديد .
ان وظيفة الرئيس الملك في المجتمعات العربية الأسلامية هي وظيفة سلطوية تشمل جميع جوانبها المادية والمعنوية ومن ثم هي تحمل في داخلها تراتبية التماثل والتشابه من حيث القيم والمعرفة والسلطة ، أي انها ليست وظيفة خدمية ترعى وتخدم وتعمل على انجاز وتطوير الوعي البشري من اجل الانتقال من كيفية بشرية اجتماعية معينة إلى أخرى ، بقدر ماهي وظيفة حيازة وتأثير وإستخدام البشر من اجل وضعهم في خانة "الادوات " هذه الصورة متكررة بشكل تاريخي لدى أكثر الانظمة العربية الاسلامية بحيث يغدو الصراع مؤبدا وحاضرا بشكل نهائي ،وان السلطة او الدولة لاتسير إلا من خلال طريقين إما الوراثة أي جعل الملك سلاليا أو من خلال وجود طابع التغيير العنفي كمحصلة دائمة نتيجة الصراعات حول الثروة والمصالح والخيرات ، بعيدا عن تكوين إرادة جماهيرية قادرة على التأثير وصياغة الوجود الاجتماعي والثقافي والسياسي بشكل واقعي يخدم رغباتها وحاجاتها في العيش بشكل انساني يليق بكرامتها البشرية .
وهنا نتسائل هل تغيرت وظيفة الرئيس في الأزمنة المعاصرة ،خصوصا في عالمنا العربي ، بعد ان تداخلت الكثير من السياسات والسلط الواسعة والمتشعبة والمرتبطة بمجموعة كبيرة من الارادات والقوى العالمية ، وذلك بفعل غياب او ضعف دور الدولة الوطنية في كثير من البلدان والدول ، وذلك بعد ان تحولت السلطة من سلطة دولة مركزية في كثير من الدول الى سلطة مدينة او مؤسسة صغيرة بفعل عامل الانقسام الذي تذكيه القيم الجديدة التي تحاول تجزئة العالم وإضعافه المراكز التي تحاول ان تواجه وتكون نسقا له الفاعلية والتأثير والممارسة في إسباغ الدور الحضاري والفكري والعلمي بدلا من ان يضل كل ذلك حكرا على المركز الوحيد ، وهنا لايتعلق ذلك بدولة معينة بقدر ما يتعلق بقوى رأس المال التي تهيمن على مقدرات الكثير من الدول ، وهذه القوى تتوفر لدى مجموعة صغيرة من الافراد في عالمنا البشري المعاصر .
ان وظيفة الرئيس في البلدان العربية ما تزال وظيفة إحتكارية بشكل عجيب وذلك بسبب جمود الانظمة وتعطيل الوعي السياسي والثقافي و الاجتماعي بسبب هيمنة السلطة الواحدية المرتبطة بشخص الزعيم او الفرد الذي يسبغ بدوره قيم الكمال على من حوله ، هذه الدول العربية او العالم ثالثية تحكمها بنى وانساق لاترتبط بقيم الاعتراف الحقيقي بإرادة الافراد والجماعات بقدر ما تحاول بشكل دائم على الحط من قيمة الانسان من خلال وجود الكثير من المجاميع البشري ضمن جيش اجتماعي عاطل عن الحياة والابداع بشكل عام بفعل التغييب الوجودي والانساني ، هذه الانظمة العربية تحاول تأبيد الازمنة غير مدركة لطبيعة التحولات التي تحدث في العالم ، ومن ثم لايوجد هناك إرادة تذكر لمجتمعاتها بفعل الانصهار الوجودي الاجتماعي لدى هذه المجتمعات في ظروف واوضاع في غاية التردي الانساني الوجودي .
ان الرئيس في المنطقة العربية هو إجترار لشيخ القبيلة البدوي ، مع اختلاف الاخير الذي يتصف بمجموعة صفات تتمثل بالشهامة والكرامة والدفاع عن افراد قبيلته ، ولكن التحولات التي تنتجها المجتمعات البشرية عند تكوين الدولة ، عندما تتحول هذه المجتمعات من بنية قبلية الى بنية مدينة ومن ثم الى دولة يصيبها منطق الغلبة ومن ثم الصراع وتأثير قيم المنتصر الجديد الذي يتحول الى ملكا عائليا يشمل العائلة المالكة وافرادها او ملكا فئويا او حزبيا يشمل الطبقة الجاهزة من الحزب او الجماعة البشرية المنتصرة ، ومن ثم يتجاوز تأثير ذلك على الدولة بأكملها من المواطنين والمجتمع ضمن التعددية السائدة ، بحيث يغدو كل ماهو موجود لايتصل بالافراد وملكهم العام أي انهم مواطنون صالحين لديهم الاحترام والتقدير والوجود الانساني بقدر ماهو تابع أي ماهو موجود من خيرات ومصالح الى تلك العائلة او الحزب او الطبقة الجديدة المنتصرة .
ولكن لننظر الى صورة الرئيس لدى المجتمعات المتقدمة هل تحمل في داخلها تلك الصورة المختلفة عن ماهو سائد لدى الانظمة الاستبدادية في العالم العربي . من المؤكد هناك الاختلاف الواضح والجلي بشكل كبير من خلال وجود المؤسسات التي تنتخب الرئيس هذه المؤسسات تدعم خيارات الافراد نحو اسلوب معين وطريقة معينة في الحكم، بحيث يغدو الرئيس هنا اشبه بالممثل الشرعي الذي تدعمه هذه المؤسسات ومن ثم تصبح السلطة ذاتها يسودها التعددية بلا نزعة معينة للتفرد السلطوي كما هو حاصل لدى المجتمعات التي تعيش الاستبداد الدولتي المباشر، ولكن هل يصبح ذلك الرئيس في هذه المجتمعات الحديثة او الدول المتقدمة ممثلا لاكثرية مجتمعية من حيث الحاجات والأحلام والطموحات ؟
من المؤكد إن ذلك يشوبه الكثير من الغموض وربما عدم المصداقية مادام هذا الرئيس تدعمه القوى التي تملك القوانين وهنا القوى الرأسمالية متمثلة بالشركات التي تدعم حظوظ المرشحين ومن ثم تدعم بدورها خيارات الناخبين أيضا بحيث يكون لدينا مجتمعا متشابها وغير مؤسس فيه التغيير كجهاز ثقافي سياسي يحدث القطيعة مع قيم معينة ويؤسس البديل عنها ، وذلك بسبب طغيان الشمول والتأثير الرأسمالي أكثر من غيره .
إن وظيفة الرئيس في العراق بعد التغيير الذي حدث فيه لم تكن وظيفة مؤسسة على إرادة المجتمع العراقي بشكل يخدم حاجات وطموحات ذلك المجتمع ، رغم إنها " أي هذه الوظيفة " قد جيء بها عن طريق الانتخابات وذلك بسبب غياب الوعي الانتخابي الحر وبسبب التأثير السلطوي الذي يمارسه المحتل من حيث تبنيه لنموذج العراق الجديد ، كل ذلك من شأنه ان يعيق الوظيفة الحقيقية للرئيس ، والتي تتمثل بكونه منجز برامج ومطور خدمات لا يكون مجرد " أداة " لتحقيق برامج غيره ومن ثم يصاب المجتمع بطاقة هائلة من اللغة المعنوية فيما يتعلق المستقبل والمنجزات القادمة ، والتي تجتر في داخلها الكثير من الاوهام والزيف مع ادراكنا لصعوبة الوضع العراقي من حيث وجود تعددية الارادات التي تحاول كل واحدة أن ترسم طريقها واسلوبها ليس غير على حساب الآخرين ،ومن ثم يصبح غياب تأثير الرئيس يعود إلى الاختلال الحاصل في تنوع السلطة والأرادات داخل المجتمع العراقي سواء كانت هذه الارادات خارجية التأثير او داخلية بحكم القوى المتصارعة فيما بينها .
كيف يمكن ان تصبح عليه صورة الرئيس العراقي القادم ؟ هل يكون حاملا لطاقة كبيرة من الوعود والمنجزات والبرامج العراقية التي تدعو الى تعزيز قيم الديمقراطية في العراق ومن ثم تعزيز الوعي بمسميات طالما فقدتها المنطقة العربية الاسلامية تتعلق بالحريات والتسامح وبناء منظومة من القيم الحاملة لطابع الثقافة النسبية غير المصدر في طياتها العنف كأسلوب متداول بشكل معنوي ومادي داخل المجتمع.
من الممكن ان تكون صفة الرئيس القادم صفة سلبية لا تحمل في داخلها هم المواطن من حيث وجود قبول معنوي لديه بطبيعة السلطة الحاكمة مادامت ، هذه السلطة لاتقيم وزنا يذكر لبناء مشروع متكامل من الخدمات وتشخيص جميع حالات الفساد السياسي والاداري داخل الدولة العراقية إضافة إلى الاهتمام بدعم الدولة لقطاعات في غاية الأهمية لدى المواطن العراقي بدأ بالاستمرار في تلبية قطاعات عريضة من المجتمع لحاجاتها في السكن والتعليم والصحة والرفاه .. الخ لا ان تتم عملية خصخصة العراق بشكل سلبي بعيدا عن تحقيق عنصري التنمية الاقتصادية والصناعية داخل المجتمع العراقي
إن تحقيق ذلك يشوبه الكثير من المعوقات والاشكاليات المتعلقة في كيفية اختيار الرئيس سواء تمت عملية الاختيار من خلال طبيعة التوافق واختيار الرئيس ضمن طبيعة محاصصية او تمت بطريقة ديمقراطية ناقصة تنتمي إلى حقلين من الاختيار بدورهما الأول يتعلق بغياب الوعي الديمقراطي والثاني يخص مجموعات المصالح التي تدعم شكلا معينا من الحكم على غيره ، ومن ثم هناك الرئيس الذي يلبي مصالح النسق السياسي الاكبر الذي يحرك العملية السياسية في العراق على حساب الوطن ومصالحة وتحقيق برامج التنمية وتطوير عنصري الخدمات والأمن بشكل واقعي ومعاش من قبل أكثر الطبقات الاجتماعية المختلفة فيما بينها ، ومن ثم لا يكون لدينا ا هنالك الرئيس " الأداة " الفاقد لجملة من الأمور تتعلق بالثقافة السياسية المستقبلية التي تعمل بناء خيارات الاندماج ضمن بوتقة الوطن الواحد بلا تجزئة معينة تذكر لطوائف وقوميات تتداركها المصالح والغايات والمنافع على حساب المجتمع ككل .
إن تحقيق عملية اختيار الرئيس لا توجد إلا من خلال وجود الوعي الديمقراطي غير المرتبط بمجموعات المصالح وغير المؤسس على كيفية آنية تتداركها المنافع والخيرات ومن ثم هناك ستراتيجيات طويلة للبقاء وتأسيس الدولة العراقية التي تحاول جهد الامكان أن تشيد الكثير من الأسس المتعلقة بتكوين الذات العراقية من حيث وجودها في كيفيات غير مرتبطة بوعي الشمول كسجن مجتمعي وغير حاملة لطاقة النبذ والإقصاء بشكل مادي ومعنوي كما هو سائد بشكل جلي لدى أكثر الطبقات الاجتماعية ومن ثم هناك الذات العراقية المتجاوزة لتراث هائل من المنع والحضر والضبط القسري الناتج عن تعددية الرؤوس السلطوية التي عملت على انبثاقها الدكتاتورية في العراق ، كل ذلك يتحقق من خلال المشاركة بين السياسي والثقافي في قيادة البلاد لا ان تترك الأمور لدى السياسي فيصيب البلاد الكثير من الفوضى وعدم الانتماء بشكل جلي وحقيقي الى الارادة العراقية الحرة .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة .. وعي مؤنسن داخل المجتمع
- نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب
- الدولة العراقية وآفاق المستقبل
- المثقف والمؤسسة .. جدلية الرفض والقبول
- العنف الذكوري ضد المرأة
- الذات العراقية بين احتلالين
- المرأة العراقية بين الواقع والمثال
- أدلجة الحقيقة - عنف المعنى
- الديمقراطية والحركات السياسية الاسلامية
- شريعة الافكار
- الدولة الناشئة في العراق -السيادة والديمقراطية
- جسر الأئمة واساطير السياسة
- الذات العراقية من تأصيل العذاب الى تأبيد الاغتراب-نحو إعادة ...
- ميشيل فوكو والنزعة الانسانية
- نحو تأصيل جديد لثقافة الحرية
- الانسان العراقي بين الدكتاتورية والارهاب
- دولة الاستبداد - دولة الحرية
- قبول الاخر
- الدولة الديمقراطية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - وظيفة الرئيس .. نظرة مستقبلية