أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - ما نكتبُ هو صدًى لأفكارِنا ورؤانا














المزيد.....

ما نكتبُ هو صدًى لأفكارِنا ورؤانا


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 03:52
المحور: الادب والفن
    


إنّ ما نكتبُ هو فيما نراهُ صدًى لأفكارِنا ورؤانا.
غالبًا ما أكتبُ في الحبّ، ويبقى السؤالُ: كم مرّةً أحببتُ، وما هو نوعُ الحبِّ الذي أكتبهُ هنا ؟؟هل نحن نعيشُ الحبَّ حقيقةً بتجليّاتِه أم إنّه يُهيّأ لنا أنّنا نعيشهُ خيالًا وما نحن لسنا سوى متكلّمين عنهُ صدقًا أو كذبًا.
الحبُّ والإنسانيّةُ والحريةُ، كلُّ العيونِ والأقلامِ تسلّط الضوءَ عليها، إن كتبنا عنها دون أن نسمعَ منها فهذا يعني أنّنا خارج المعادلة، وعندما لا أسمع منها فأنا أذن دخيلٌ عليها، وعليّ البحثُ عن قضايا أخرى؟
من أنا لأكتب عن وجعِ الإنسانيّة إن لم يكن بيني وبينها هذا التآخي؟
إنّ كثافةَ الفكرةِ تأتي من مدى اختبارنا لتلك القضايا الإنسانيةِ المحسوسة المعيشة.
سيقولُ قائلٌ: إذن أنت كلّها في قصصك؟
أقول: نعم ولا، أنا كلّها في الوجعِ، وشريكتها في النضالِ، وأنا الأمّ والابنةُ والزوجةُ والأختُ والحفيدةُ والجدّةُ، أنا كلّ تلكَ اللواتي التي بنى المجتمع بتقاليدِه وعاداتِه بينها وبينَ الحريةِ سورًا منيعًا منعَ عنها المتنفّسَ الجميل الذي يُبقيها على قيد الإنسانيةِ، ألا وهو الحبُّ وحريةُ الفكرِ والاختيارِ، وكلّها تجتمعُ في إطارٍ واحدٍ وهو: المرأةُ كائنٌ مثلهُ مثلُ الرجلِ، وقد تتفوّقُ عليهِ في الظروفِ الطبيعيةِ. ألم يقلِ المتنبّي:
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عيبٌ ولا التّذكيرُ فخرٌ للهلالِ
إنّ علاقتي بالحبّ علاقةُ السّمكِ بالماءِ، أحيا وأتحرّكُ بهِ، ودونَهُ الموتُ.
إنّ تلك الكلمةَ هي المايسترو، وهي إلهامُ الحالمينَ، توزّعُ الأدوارَ في الحياةِ العمليةِ اليوميةِ، فيؤدّي كلٌّ منّا دورَهُ بإتقانٍ.
ما أكتبُه ليسَ إلا صرخةً خرجتْ من شغافِ القلبِ، حملتْها روحي في رحلةِ التجوالِ في البحثِ عمّن يتبنّى هذهِ الفكرةَ، أي فكرةَ الحبِّ والحريةِ والسلامِ، وينثرُ بذورَ الإصلاحِ والصلاحِ في هذا الكونِ الغارقِ في الفسادِ، بكلّ ما فيهِ من كراهيةٍ.
إنّ السلاحَ الذي يدفعُ ثمنَهُ الإنسانُ ليدمّرَ أخاهُ الإنسانَ يفوقُ الخيالَ.
أنا ليسَ في يدي إلا سلاحٌ واحدٌ، هو هذا القلم، وهذه اللغة، وهذه القلوبُ التي ما زالتْ تؤمنُ بالحبّ بلسمًا وحيدًا لعلاجِ الإنسانيةِ.
كتاباتي تشخيصٌ لعللِ مجتمعٍ كاملٍ في مختلفِ بقاعِ الأرضِ، علاجُها سؤالٌ لحوحٌ: هل أنا معافاة عن السعي؟ وأينَ أنا من هذهِ العبثيّةِ حولي؟
لقد نالَ الوجعُ من فراشةِ حلمي، وأحنى الظلمُ والظلامُ بياضَ ورقي، وباتَ أنيني الخبزَ اليوميّ، وأنا أرى ما أرى. جلادٌ ينهش ظهري، ودمعي غزالةٌ تفرُّ من عينيّ، لمن أبوحُ؟ فأسفاري أرهقتْها عينا ملك في الشارعِ، وصرخةُ بريجيت في ساحلِ العاج، وامرأةُ الخمسينَ في المرآةِ، وابنُ السبعينَ في المقاهي.
يجلسُ منتظرًا موكبَ الموتِ، وسريرُ العشقِ أشواكٌ في قلبِ الحيوانِ والطيرِ والسهلِ والجبلِ وصقيعِ الغربةِ، يدفئُها حطبُ التهجيرِ، وعازفُ العودِ، وابتسامةُ نازنين. يُبكيني الكلامُ فأوثر الصمتَ كمن يقبضُ على الجمرِ.
ينتفضُ قلمي، وأنتفضُ للحبِّ والإنسانِ، فلن أدعَ سوطُ الجلادِ ينالُ من رسالتي، ستردّد أغوارُ أرواحِكم صدى الكلماتِ، وتخرجُ إلى النارِ سكيبةَ حبقٍ، وأتدفق مثلَ دمعِ الغيابِ نحو السحابِ في خفّة وسفرٍ، على ظهري حقيبةً السفرِ أجمعُ فيها كلّ الوجوهِ، وكلّ الصرخاتِ التي انصهرنا معًا في بوتقةٍ واحدةٍ.
أبحثُ عن الرجلِ الذي يرى وجهي عزفَ نايٍ، وينتشي من تدفّقِ روحي.. عنِ الرجلِ الأخِ، الأبِ، الزوجِ، والصديقِ..
الكتابةُ هي فنُّ الاحتراقِ، وقد قيلَ:
"لا بدّ أن يُحرقَ المرءُ نفسَهُ كي يولدَ من جديدٍ."



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات...من المجموعة القصصية -على مرمى قٌبلة-
- قراءة في رواية اخلاص فرنسيس “رغبات مهشّمة- عرض ونقد مصطفى ال ...
- مثقلين بالوجع
- البيوتُ، الأماكنُ، والذّكرياتُ
- “علاوي” على موعد مع الحياة
- فستان أزرق فارغ منّي.
- فيروز فعل الإيمان والغبطة
- يوم الطفل العالمي
- الوردة ذات التويجات المبعثرة (مصطفى النجار)
- اعترافات
- -تجلّيات حب- شعر مصطفى النجار
- قراءة في عنوان ديواني -وأمضي في جنوني- بقلم الشاعر جميل داري
- ثريات الحبق
- الجميل النائم
- حلم تفتّح في أباريق الندى
- نهاية كورونا
- هو وطنٌ
- القلب المقدس
- عزلةٌ
- الحب يلد الأطفال


المزيد.....




- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - ما نكتبُ هو صدًى لأفكارِنا ورؤانا