أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - “علاوي” على موعد مع الحياة














المزيد.....

“علاوي” على موعد مع الحياة


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


نوفمبر 16, 2020 119 0

عبد الرحمن محمد –


مراتع الصبا، منبت أحلام الطفولة، وصرخة إعلان الحياة، وبدء معركة الوجود، مسقط الرأس أو بدء الزوابع اللامتناهية في الرأس، علاوي، اسم ولد مع ولادتي في مخيلتي وفكري ورافق شهادة ميلادي وتاريخه.
علاوي، اسم قرية؛ بل الأصح هو اسم قريتي التي تتوسد الجانب الشرقي من الطريق الواصل بين “نورك” وطريق عام الحسكة ـ قامشلو، وتبعد عن الأولى شرقاً بحدود 21 كم، بينما يفصلها عن قامشلو قرابة 62 كم، في جنوبها الغربي، وكانت بداية العمران في القسم الشمالي منها بداية الخمسينات، ومن ثم القسم الغربي منها في نهاية الخمسينات من القرن الماضي.
عرفت القرية بـ “تل علاوي” وكانت في مجمل مساحتها من أملاك الشيخ آل الجربا، ومن ثم سكنتها عدة عوائل كردية بعد أن اشترت ربع مساحة القرية تقريباً والتي تربو على مئتي هكتاراً، وبدأت تلك العوائل بالبناء على الضفة الغربية لنهر الخنيزير القادم من الشمال والذي يفصل بين القريتين وبات يجري في فصل الشتاء فقط بعد شح المياه وقطع أكثر الروافد التي ترفده من قبل تركيا.
القرية الصغيرة الكبيرة
القرية الصغيرة بمساحتها، الكبيرة في قلوب سكانها، كانت محاطة بعدد من القرى العربية، كقرية الخزنة ونورك وتل ذيبة وعدد آخر من القرى الكردية كخاشوكة وسيد علي وتل شرقي، وكانت الألفة والتسامح والعيش المشترك سمات العيش الأساسية في القرية. كما تقاسمت مع الأهالي من القرى المجاورة الهموم والأفراح وواجهت الصعاب وبخاصة في سنوات الجفاف أو عند فيضان النهر واجتياح أطراف القرية.
ذكريات الطفولة نقوش في الوجدان
طقوس الطفولة، اللعب والدراسة، بيوت الطين وطريق المدرسة الممتد لثلاثة كيلومترات، رعي الخراف والأغنام، بيوت البدو الرحل التي كانت تحط كأسراب طيور حول القرية في الصيف، فيضان النهر وغمر البيوت بالماء وفرارنا منها منتصف الليل تارة وقي ساعات الصباح تارة أخرى ما زالت تطل برأسها من نوافذ الذكرى.
النهر الذي كان يجف أواخر الصيف كانت وما تزال له ألف ذكرى، منها مواسم قطف “الحسحسوك” الخرنوب التي كانت موسماً للصغار وكنا نرتاد أطراف الوادي كي نجمع أكبر قدر منها، نجمعها في علب المربى أو علب رب البندورة أو نجمعها في “كلابياتنا” وعندما كنا نحظى بعدة حبات بحجم كبير كنا نسميها “بران” بمعنى الكبش، وكان الحصول على تلك الحبات يتطلب جهداً وقوة وبعض المخاطرة، لأنها كنت تنمو في أمكنة يصعب الوصول اليها، كحافات الوادي أو في منتصف جسم الضفة، بينما كان الحصول على حجر من البازلت أو حجر خفان الخطوة الثانية المهمة لفرك الحسحسوك وأكله.
في ذكريات علاوي ذلك الطوفان الذي كان يباغتنا في الشتاء، ويتوغل إلى أزقة القرية عبر ما انخفض من الأرض حولها، ففي منتصف إحدى الليالي أجبرنا على الفرار من البيوت وتركها تحت رحمته، بعد أن فوجئنا به خلال ثواني وهو يحيط بالقرية والمياه تدخل البيوت العديدة، حتى إن إحدى أخواتي كانت في المهد وطافت على الماء، وتمكن والدي ووالدتي وشقيقي الأكبر من حمل الصغار منا وإجلائنا إلى الطرف الغربي من القرية، بينما وصل ارتفاع الماء في الغرف إلى قرابة المتر، وبتنا لاجئين لأيام عدة.
موسيقا علاوي لم يكن يضاهيها موسيقى في العالم، أجزم بذلك وأقسم عليه اليمين؛ ففي الصباحات الربيعية كثيراً ما كنت أستيقظ على وقع موسيقا تجهيز اللبن والزبدة وصوت الـ ” مشك – شجوة” يتردد في فناء الدار، وأمي تدندن مع خض اللبن بكلمات توافق ذلك اللحن الإيقاعي، بينما ينتظم السنونو “حجحجيك” في عدة صفوف على حبال نشر الغسيل وينشد أنشودة الصباح الجميلة، وكان اختلاط صوت الشجوة مع غناء السنونو أجمل لحن من وحي الطبيعة في تمازج موسيقي روحي لا يوصف.
في ذكريات الصبا تلك البيوت المصنوعة من الشعر والتي كانت تتناثر في سهول القرية، والبدو الرحل الذين اعتادوا القدوم كل صيف لرعي مواشيهم وتلك البساطة في العيش والكرم في الأخلاق والأنفة وعزة النفس لديهم، والبئر القديم الذي كان يقع على نبع “مصادفة” وصوت عتابا الرعاة الذي كان ينعش الروح مع نسمات المساء الغربية.
في ذكريات علاوي ما يؤلم أيضاً، في حزيران من صيف عام 1979م. وبعد محاولات لإشعال “ببور الكاز” من ماركة “بريموس” سويدي الصنع، اندفع الكاز الساخن في وجهي وعلى شعري الذي كنت أطيله في الصيف كتعويض عن قصة “الصفر” باقي أيام السنة، مما تسبب بحروق بليغة؛ قضيت أثرها قرابة الشهر في مشافي الحسكة وقامشلو، وترك ذلك آثاراً على وجهي وانعكس على حالتي النفسية، وتعافيت بعد فترة، وكانت لي قصص وحكايات مع الأطباء والمشافي والناس.



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فستان أزرق فارغ منّي.
- فيروز فعل الإيمان والغبطة
- يوم الطفل العالمي
- الوردة ذات التويجات المبعثرة (مصطفى النجار)
- اعترافات
- -تجلّيات حب- شعر مصطفى النجار
- قراءة في عنوان ديواني -وأمضي في جنوني- بقلم الشاعر جميل داري
- ثريات الحبق
- الجميل النائم
- حلم تفتّح في أباريق الندى
- نهاية كورونا
- هو وطنٌ
- القلب المقدس
- عزلةٌ
- الحب يلد الأطفال
- قراءة في قصيدة -لاءاتُ جسد- للشاعرة حياة قالوش
- قراءة في قصيدة -لا تسافر- للدكتور عبدالحكيم الزبيدي
- للحرية وداعاً
- لا تنسَني
- -نهوضُ القرنفلِ- الشاعر مصطفى النجار


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - “علاوي” على موعد مع الحياة