أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة في تنصيص 25 لهاشم مطر














المزيد.....

قراءة في تنصيص 25 لهاشم مطر


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 5 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


ليس سهلًا أن يتقن الناقد كتابة نص ويبرع في خلق تفاصيله وكما يشتهي، مُضفٍ عليه علامات الترقيم-«»- مايسمى بعلامتا التنصيص ، في مجمل نصه، مُستخدمًا إياها، لوضع جمل وعبارات من نصٍّ قرآني أو ما قاله أو ما كتبه شخصًا آخر..
وحين تشدك مميزات النص الأساسية وتحيلك إلى نصوص أخرى سابقة عنها، معاصرة لها، سيتموضع النص في ملتقى نصوص كثيرة، ويتفرد عليها بقراءة جديدة، تشديدًا وتكثيفًا.. وتتوالد من ذاته أحداث متسلسلة ومتتابعة ليأخذك مابين التناصية والنصوصية والنص المهاجر والمتداخل ونصوص الحالة والمزاحة وتفاعلها في التداخل النصي عبر النصصية و البينصوصية وهو وجود نص في نص آخر إلى أن يأخذك إلى التنصيص .. هو ذاك الذي برع فيه الناقد الأكاديمي هاشم مطر.
ويعني أن له القدرة على صعيد المعالجة النقدية لما يمتلکه من آليات نقدية حديثة وأنظمة إشارية ومستويات مختلفة تجعله بعيداً في الفعل الإجرائي عن المفاهيم القديمة ومتفردًا في العملية التحليلية والترکبية إثناء إجراء تطبيق مفاهيمه النقدية على أي نص كان أو حتى على نصه ليأمن جوانبه من شوارد النقض..
عني وجدت نصه ، كمن يحترف فن الفسيفساء ويضفي نصوص التنصيص محاطًا بآلهة الجمال والفنون التسع ويُرافقن الإله أبوللو بحسب الأساطير اليونانية، لتزين نصه .. فجعله مختلفًا ومعاصرًا وبعيدًا عن نمطية التنصيص ..

«تنصيص» ٢٥
يا دائمة الحضور بغيابها، سلال الورد وتلال الشوق رمتها بقلبي فكيف تغيبين؟!
- هل ستأتين لنوزعها؟
- على من؟
على خمسة وعشرين نجمة ليس لها محاق كما القمر..
هل ستأتين هذا المساء معفرة بنكهة الحناء وتوابل قوافل طريق الحرير والأرجواني الزعفران وخيط الرحيق الأثير، والتراب الذي يشبه عينيك..
مضى عام فهل ستأتين؟
حتى اقتبسُ "تنصيصا" أعثر به صدفة أو عبارة مشوقة لحد اشعر أن النشوة سرقتني لأجل آخر قد اعرف حده لأنه يقضي، وحدود لا تألفها الصرخة! وانا شهيد المكان، شهيد بخمسة وعشرين نجمة، يزداد العد وتزداد الصرخات وتزداد اللعنات والأكثر يزداد الرثاء ويتوزع على سمبعمائة ورقة من قلوبٍ بلون الغيمة التي فكت حزنها في يوم تشريني غاضب فأتذكر:
«كما تتقافز الجبال مثل الكباش، والتلال الصغيرة مثل الجديان» في مزمور توراتي قديم وهذا أول تنصيص كئيب لزمن حافل بطعن الجياد من قبل التاريخ؛ وما بعده اصبح علفا لقطيع لم يلتفت لصرخة راعيه فـ«أكله الذيب» من تنصيص آخر بقراءته الخامسة تدل وتستدل بنفسها على تنوع القبال، ولو غاب السلطان «لأتت السباع على الماشية» كيف رأيت هذا يا جاحظ العينين، فأتذكركِ بتنصيص نزار «يا عاقدة الحاجبين» كقوسين بدون نبال، فعينيك السهم البالغ والأثر الغائر في جرف المحرومين
فمن أية قبائل نحن يا حبيبة رافدي قلبي؟ شريان ابهر على ميمنةٍ، وتاجيٌ أعسر على ميسرةٍ، وما ايسر الموت قبل عام، فهل ستأتين هذا العام، عام النحس وعام الحظ كتنصيص «متشائل» بتقدير حبيبي إميل!.
هل تأتين الي؟! اشتقت لعطرٍ يشاغلني ويذيبني، لأفكُ ضفائرك على صدري، يلتقي الليل والنهار «لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار » يسبّحان بسبحان الصورة؛ «والصورةِ » أنت، وهذا تنصيص ثالث من كتاب مجيد، يلزمني بتنوير الطلقة فكيف التقيا؟ الطلقة ورأسي بين يديك حزمة ضوء اسود كان جحيماً يسبق فتوتي وبأسي كي لا أثأر بوجدان غاضب وعلى سلطة غاصب، فيسيح الصمغ ليلزق تنصيصا آخر «فقلوب العاشقين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون» أدامه ذخراً للمنكوبين هذا المحترق بوهج الـ«لا»، فهل أكملَ حلج ردائه من وبر الإبل لكنني أظن أنه اكمله من صوت العاشق وهو قتيل مثله مثلي مثل رفاقي فلم يخترع البارود مكتشفه إلا بسقوط الكف على الكف والقبلة على الخد لينحر كل الشوقِ، فأعتصر الليمون وأداعب اللمى واسمع همسك آه تخترقني فامسح براحتي على صدرك زئبق يذوب يلتمع كالفضة ناعم شديد الزلق حتى البرتقالة الأولى ادعب ملمسها اجن وتجنين.. وما زلنا نستعير من العهد القديم عبارات الأشواق، فعهدنا مشكوك بأمره، فالموت «ديوان العرب»! ومع هذا التنصيص «المبين» تنصيص آخر وشفتاك ما زالتا تعربان عن شوق آخر ليس قبل أن اقبّل الزهرة وبرعمها اللاهب المهراق بالدموع، توقف خارج السرب ام داخله الأمر سيان، مع فتنتك وفتكك بذراتي. ربما تحتسبينها فوضى وانها لوعة من أثير ضارب للأحمر، فأي من الأحمر هذا المجنون يشق السرب لنصفين يتحايل على وهم سرابه فيصاب بالخذلان بأن اسكتَ وارمي بالحجر من بين أصابعي وامتثل لطلقة قناص يقنص حبي!



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا قصيدة المشتهى - شهقات على قارعة القلب
- اشتعالات - شهقات على قارعة القلب
- الملف الأول من فعل التحرّر الكتابي والمشروع المعرفيّ الحداثي ...
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ...
- التقنيات التوظيفية ونسبة التدوير- ثورة التجديد الشعري- مع ال ...
- نمط القصيدة - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي الن ...
- بحور الشعر - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي النز ...
- التحليق في أفضية الخيال - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر وال ...
- تعويذة شفق- من شوارد منقوعة على عزف منفرد
- دهشة السطوة الشافية في لغة الشاعر- ثورة التجديد الشعري- مع ا ...
- فتنة الحرف في ساعة خدر، توق، جذوة، أم ساعة رحيل - ثورة التجد ...
- شهقات على قارعة القلب
- الحبيبة المتخيلة واقع أم افتراض- ثورة التجديد الشعري- مع الش ...
- حكايا يتوضأ سحرها عند ناصية صانع الساعات الأعمى
- من شوارد منقوعة على عزف منفرد – ج2
- شوارد منقوعة على عزف منفرد
- مستوطنة الأحلام وسرية الأوهام والأرقام - ثورة التجديد الشعري ...
- شبح المستقبل - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ال ...
- مبدأ الحوار المعرفي - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي ...
- عقلنة الكتابة - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ا ...


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة في تنصيص 25 لهاشم مطر