أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق بوشري - نبْشُ أُسْتِ الميّت














المزيد.....

نبْشُ أُسْتِ الميّت


توفيق بوشري
كاتب

(Taoufik Bouchari)


الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 5 - 02:44
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا عاجز تماما. لا، لاتفهموا قولي على هوى ثقافتكم الضيقة. إغراءات كثيرة يفرضها عليكم كبت اختياري في النهاية. لا يوجد عاقل غير مسؤول بشكل ما عن عجزه. ها نلتقي في العجز يا سادة. عمّي المعطي دائما يقول لي: الرجا فالله. إنه لا يعي ما يقول. لا يعي أنه يسوغ عجزه أو عجز الجماعة برد الأمر برمته إلى الله. مع أن الاستخلاف يقتضي الفعل أيتها الأمة الشبيهة بالهرة تعض ذيلها وتتألم في مشهد مثير للشفقة لا يخلو من قهقهات مؤسفة. وأما عجزي إذا أردتم أن نرجع إلى حكايتي فيتعلق بهذه التي بين يدي، أشعر بمغص يصل بين روح مترنحة في قدرها كمدمنة على عشق وجسد يفكر بطريقة شوبنهاورية بئيسة، يتجرأ على العمى والحمق دون أن يكون متأكدا من قابلية تلك الروح للإذعان والمصالحة أو أنها تستغل مكرها لتكبته. هو الكبت اللعين يخلقه العالم بوحشيته وهشاشتنا ليحرمنا من الجنون كلما اغتنمنا لحظة منفلتة للانطلاق. مفارقة هذا الجسد مثيرة، يضاجع العالم خفية ثم يأتي بعد شهوة منطفئا ليراوغ الأحلام ويهدئ من روعها بعد استفزاز ناقص مشوش. أنا عاجز عن القبول بأية إمكانية لا تمتثل لقواعد مبهمة أراها ضرورية حتى أنتج ما يطابقها في مستوى حلة نهائية غير نهائية بيأس واضح. مع أن هذا الانفتاح على غياب النموذج هو مبرر للعبة تجتث ذاتها من ذاتها لتؤسس حكاية آنية تحايث لحظاتها وهي تتحرك صوب اكتمال ما. يستعصي ذلك من حيث هو ممكن نظريا أو فكريا. لطالما وجدت كمتفرج أن الطريقة المثلى لتسجيل هدف أو أهداف هو الخطة التي في مخيلتي، لأحكم على مدرب محترف بالفشل وعلى اللاعبين بالرعونة والضعف. لا شيء حقيقي من كل ذلك. لكني غير قادر إلا على التصور. لهذا أنا عاجز، مثلكم تماما. ليس كل تفكير جيدا. أحيانا نحن نمارس نوعا من الذرائعية لإخفاء الجهل بمتطلبات الجرأة والفعل وتحمل مسؤولية الاعتراف القائمة على الدوام إثر هزيمة هي جزء من هذه الحياة وليست وصمة عار كما لوثنا بقعتنا سواء كأرض أو كوجود أو ثقافة. لنقل كما يهمس لنا مثقف منغلق على وجعه: نحن عار على التاريخ. مع ذلك نستمر بيسر في ممارسة العيش كـ: لا فن طبعا. كاستمرار في استنشاق غير مستحق لهواء ملوث، كل نساء الحي تكررن نفس الكلام ونفس النميمة دون إدراك أنهن في حاجة إلى تجديد، اللهم صالونات بيوتهن الزجاجية بكل وقاحة، حتى لا تتقِنّ القيام بتعديلات تنم عن ذوق يساير متطلبات الحياة كحياة فعلية، بل تهتهتن فحسب مثل آلة تتوهم أنها تنتج منتوجا مختلفا في كل مرة تتمخض عن نفس النمط من شيء مبتذل جدا. حتى الموضة تشعر كأنها مشمئزة من حضورها المقزز على جثت مفرغة من الحيوية، منقوشة بتمائم علاها غبار مزمن. تشعر أن كل مظهر هو محض ثقل يرزح على وجود منعدم. نعم، يحق لي أن أكون عاجزا في النهاية، إني ابن هذا الفراغ في هوة تفتقد إلى كونيتها دون نية، بل بغباء فاضح. كلما اقتربت من حرف لاح لي شاحبا يفر من بين أناملي يئن تحت وطأة تعسف يزيد من الاستلاب القاتل، هيام في حلم مقتطع من إنسانية غريبة عن جسدي وروحي يتوكأ على مسوغات إبداع محتشم. تقول زوجتي: لا يمكن.. أعجز عن المواجهة: لماذا لا يمكن.. أصمت: أكتب، لا يمكن.. كل شيء مغلق لاشعوريا. لا يوجد أي كابوس أسوأ من هذا ليحكي حكاية لا وجود لها بعد.



#توفيق_بوشري (هاشتاغ)       Taoufik_Bouchari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِيطَا بُوِّيتِيكا.. (زجل)
- شذرة حول كورونا والحياة العادية أو الطبيعية
- درس كوروني مغربي مختصر
- دمْيَاطِي الهْوَى (زجل)
- تفصيلة فارقة
- عَابِرُ الرِّيح..
- بيان
- طرقات مسدودة
- حذر حيوي
- ناموس المزبلة
- حياة رجل آخر فراغ..
- سيدي سليمان تستفيق -بين المابين- لتعانق في واحة احتفالية -صح ...
- -هيهات- تلون فضاء الخزانة الجهوية بالقنيطرة بالحلم..


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق بوشري - نبْشُ أُسْتِ الميّت