أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنور مكسيموس - سقوط الجبابره-3















المزيد.....

سقوط الجبابره-3


أنور مكسيموس

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


3
الفصل...الأول...المشـــــــــــــــهد الثانى...المنظر الثانى
بعد قليل يعود شمشون وابيه بعد الغذاء ليجلسا معا على الأريكة ذاتها....يمسح الآب فمه وينظر الى الأرض متفكرا, فيقطع شمشون الصمت ويقول لآبيه:
- شمشون: قص على ياأبى ما كنت تقوله لى فى أيام متفرقة لأفهم...أريد أن أتعلم علنى أرى طريقى بوضوح أكثر...إن قضائى لشعب إسرئيل هى مهمة شاقة جدا وعسيرة, وكما فهمت منك,أنهم يقولون شئ ويفعلون غيره تماما كأنهم مسلوبي العقل أو سكاري فى سيرهم وجلوسهم ونومهم واستيقاظهم, وكل شئ...يفسرون كل شئ, بحسب حاجتهم فى وقتها...يفسرون كل شئ, حتى الشريعة والناموس وسيرة الآباء...
- منوح: نعم يا ولدى مهمتك شاقة وعسيرة فعلا...فهذا شعب غليظ الرقبة جدا ومغرور لانهم يفتخرون بأنهم شعب الله, وهذا حق لهم أن فعلوا ما للرب...والأيام القريبة تشهد بذلك...فهم يفتخرون بأنهم إختيار الله شعبا له, وينسون الله سريعا ودون أن يفكروا, فيجدهم الناظر, المتأمل أحوالهم, أنهم يعبدون آلهة غريبة, يغدرون ببعضهم البعض, ويسلمون انفسهم لمذليهم, ويخونون جيرانهم من عشيرتنا,
فيسلمونهم نفاقا وريائا كأنهم أكثر من مذليهم, حفظا على مصلحتهم- أي مصلحة مذليهم...
- شمشون: لكننا عشيرة صغيرة ونحن الأصغر والأذل فى عشيرتنا وبين كل جيراننا...سيسيئون لنا كثيرا ويعايروننا كما عايروا أمى من قبل...
- منوح: كما قلت لك من قبل ليس يا ولدى كما يختار الإنسان يختار الله...الله فى حكمته يختار, ولاسباب بعيدة عن فهم البشر فإن الله ينتقى, لان حكمته ابدية وأزلية...ألم تحمل بك أمك بوعد الهى...كانت هصلفونى, أمك, بحسب الجسد عاقر ولكنها بحسب ارادة الله أعطت ثمرا, الذي هو أنت! ...يسكت قليلا ثم يكمل:
وهو ثمر غير عادى يحمل غاية ورسالة من الله لشعبه...إن اتحد هذا الشعب واستوعب, وعمل بوصايا الله, سوف يفهم ويستوعب وينجو, وإن صلب وغلظ رقبته, تحولت الرساله الى غضب وعقاب الهى وهلاك للشعب...ألم يختار الله موسى, وشمعون وغيرهم من بعدهم لأداء أمور إلهيه, ونجحوا ....
يقاطعه شمشون: بهذا ذكرتنى يا أبى, أريد رؤية وزيارة قبر يشوع بن نون, فى تخوم تمنة, ألم يضع موسى يده عليه وباركه وجعله رأسا للشعب من بعده...أليس يشوع هو من قام بتقسيم الأرض بين الأسباط, وحمل الى الشعب كل ما أوصى به موسى, وطالبهم با لإعتزال وعدم الإختلاط بالأمم وآلهتم وشرائعهم...
منوح: نعم هو يشوع الذى اختاره الله فى مثل عامود سحاب أمام خيمة الإجتماع مع موسى, واشهد الشعب على ذلك, وادخل يشوع إسرائيل الى الأرض بدلا من موسى...
صمت قليل..
الساحرة غرابه:
- إذهب أيها الرجل العظيم والقوى بين شباب جنسك واختار لك إمرأة تثير شهوتك ما بقى لك من عمرك, فأنت تستحق ذلك...ألست قاضيا لشعبك وقد اختارك الهك لهذه المهمة العظيمة واختارك لهذا الشعب القاسى العنيد...لا بأس من قليل من المخالفة...ألا يحق لك أيها الجبار أن تشبع من ملذات الحياة. تحرك وامشى بين دروب تمنة وغيرها سوف تجد بغيتك....تكمل وهى تحدث نفسها:
- فاليذهب الى تمنة, هناك يرتفع قلبه بالكبرياء ويحمى بالشهوة, كل أنواع الشهوة...هناك ينسى الهه وينسى كل ما اعطى من موهبة ليقضى لشعبه...يرى ما وصل اليه هذا الشعب الذى عشق الذل والمهانة, وبررها بعيشه فى سلام, وأقنع روؤساء هذا الشعب وكهنته, جموع المساكين والفقراء بذلك...إذهب الآن, سوف تفعل مشيئات أخري, وليس مشيئه شعبك...إذهب!...
منوح, بعد صمت وتبرم يكمل:
• إنك هكذا يا شمشون يا ولدى بينما أتحدث اليك فى شئ تقاطعنى وتدخل الى موضوعات شتى...
• يكمل: إنك نذير للرب, وعلامة هذا النذر هو شعرك...هو عهد وعلامة بين الله وبينك أو قل علامة الله لك,وهي علامه أبدية حتى الممات...ولذلك لا يعلو رأسك موسى, وهكذا فعلنا حتى كبرت ونضجت, احفظ ذلك جيدا فى سرك ولا تعطه لأحد مهما وثقت به, واحذر!...احذر أن تعرفه, حتى زوجتك التى سوف تكون, من بدنتك وعشيرتك...ولا تسكر مطلقا, لئلا تفتح فمك فتتقيأ أسرارك, فينتظرها منك من هو فى شوق لها...
يتوقف قليلا ثم يكمل: اصغى لى جيدا ولا تقاطعنى, لانى شخت وانسى سريعا ما أتحدث عنه... انك إن لم تصغى لى جيدا حتى تفهم وتتعقل, فتترتب الأفكار بداخلك...فكل هذا سوف يتبعثر وتتوه عن جادة الطريق, وإن حدث ذلك سوف يكون قضائك غير دقيق...درب نفسك أن تقود عقلك وقلبك...عقلك يفعل كل شئ بحسب قلبك, ولكن أنت تقوده, وتتحكم فى قلبك...هل تسمعنى جيدا, تتحكم فى قلبك وإرادتك...انك الآن ناضج بما يكفى لتفهم وتستشعر ما أقول!...ولأنك اختيار الله سوف تعرف أكثر...
منوح فى سره: ما أقسى مهمتك يا ولدى!...أخشى عليك من غدك... لكنك!...عطية الله وليست لنا حيلة فيك, يقودك هو بحكمته وقدرته...يرفع وجهه الى السماء ويقول: أخشى يا الهى أنه ان لم يقتل بيد الكفتوريين يقتل بيد اهله وعشيرته...
ثم ينظر الى الأرض ويكمل: فرحنا بك وبولادتك ونحن نعلم إختيار الله لك, لتكون قاضيا ومخلصا لشعب عنيد, قتل قبلك الكثيرين من قضاته ومخلصيه!...شعب متمرد وعاصى, كشط جلده حتى دمى....فعدنا , وحزنا لاجل مجيئك... ضعه يالله فى يمينك وأفعل به, كما يحسن فى عينيك!....إحفظه!...
يقاطع شمشون أبيه وهو شارد و يتمتم همسا ومنوح وهو يتسمع همس ولده: لماذا عاد الشعب بعد كل انتصاراته, ذليلا مكسورا مهان النفس, يدفع الجزية بعد أن كان يأخذها؟....
- منوح: لأن كل الشعب وشيوخه ورؤسائه عبدوا الرب كل أيام موسى ويشوع. ثم انتقل كل هذا الجيل حيث رقدوا مع إخوتهم وأبائهم, وقامت أجيال جديدة لم تعرف الله, وأعماله, هم, وأبائهم...حادوا عن طرائق الله ووصاياه وشرائعه, وعبدوا الهة غريبة...فنجسوا عقولهم وقلوبهم وأراوحهم....
يصمت قليلا ليستجمع أنفاسه, كأنه كان يهرول ثم يكمل: عاد الشعب يفعل الشر, وبدلا من استقواء الشيوخ والرؤساء برب الجنود, استقووا بذكائهم ولسانهم, وحيلتهم, فكذبوا, ونافقوا, وأذلوا أنفسهم, والشعب من خلفهم, يفعل كل ما يأمرون به, دون مناقشة حتى أو تفكير...
- شمشون: شئ غريب يا أبى!...أليس عندهم الشريعة والوصايا وهى من عند الله؟!...
- منوح: كل ذلك موجود, لكنهم – أى الروؤساء والكهنة - يفسرون كل شئ, لصالح المتسلطين عليهم, ولمصلحتهم ونفوذهم, ولاحكام سيطرتهم على هذا الشعب المسكين!...انظر مثلا, فهؤلاء الشيوخ والرؤساء غضوا النظر عمن تزوجوا بغريبات, بل زوجوا بناتهم لرجال غرباء...فعلو كل الشر أمام عينى الرب, فدفعهم الرب للسبى والذل والجزية حتى صرخوا الى الله كى يخلصهم...كعادتهم فقط عندما يقعون فى شدة أو محنة...فقط!...
- شمشون: وماذا بعد يا أبى...لقد تهت من بين يديك؟...
- منوح: أشياء قليلة وبسيطة إن وضعتها أمام عينيك قد تنجوا!...
- ما هى ياأبى؟....
- أولا احفظ وصايا الله وشريعته, وكن أمينا فى قضائك...الفقير مثل الغنى, والكبير لا يعلوا على الصغير...العدل والحزم ياولدى.
- شمشون: هذه عرفتها وفهمتها. وماذا بعد
- منوح: احفظ سرك كما قلت لك, لا تعطه لاحد حتى زوجتك التى سوف يرزقك الله, والتى سوف تكون من عشيرتك وبدنتك, وأيضا أولادك, ان رزقك الله....ولا تقرب الخمر, لئلا تشرب فتسكر, فتتقيأ سرك, فيلتقطه أعدائك من عشيرتك والأممين...فتنكسر نفسك وتنحنى فى داخلك, خصوصا يا ولدى خيانة أفراد عشيرتك...ما أقساها...
- شمشون: وماذا بعد يا أبى؟
- ابتعد عن الأمميات والزانيات, فإن ألهتم هى الشهوة والطعام والمال...انهن يذهبن عقل أى رجل وقوته, أى كان عقله وقوته!...
- الساحرة غرابة: فلتمتلئ كل روح بالشهوة والكبرياء فلا تشبع ولا تستمع الى شريعة أو ناموس وتكون شريعتها وناموسها من عندى أنا روح الشر العظيمة...أنا التى أتاها المفترس وهى فى مخاضها, فافترسها ومات وليدها...
تنتقل ملكة الى حيث تقف غرابة وتصفعها على وجهها وهى تقول: أين ذهبت الشريعة, وهل ضاع الناموس حتى تتكلمين رجسا على خالق كل نسمة حياة ...تجدفين على شريعة الله وناموسه...هل مس الشك والعمى من عرفوا الله؟!...فيصدقوا أكاذيبك وخيالاتك؟!...تعود ملكه الى مكانها.
الساحرة غرابة فى حنق ولكن ايضا فى ثقة وثبات: سوف نرى.
المتنبأه ملكه: يا الله العظيم الأبدى هل يعود المنافقون ويرجعون إليك؟



#أنور_مكسيموس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الجبابره - شمشون
- سقوط الجبابره
- ثورة البشموريين
- إستكمال ما بين السطور-فى سقوط الموصل المذهل فى ساعة واحدة... ...
- ما بين السطور- سقوط الموصل المذهل فى ساعة واحدة.....1
- تسييس العلم...نظرية مارينا الثالثة الأحمال غير المتوازنة على ...
- تسييس العلم...نظرية مارينا الثانية...
- تسييس العلم...ومجموع نظريات مارينا وقانون سدرة
- المناخ يتغير, الفصول الأربعة حدث لها أزاحة, الجاذبية الأرضية ...
- قمة ثانى أكسيد المناخ
- الجرح والملح...تعلموا منا؟!...
- الشبيط...الشوك الدامى - الفصل العشرين والأخير
- مقدمة رواية الشبيط...الشوك الدامى
- سيناريوهات أخرى قادمة
- للمرة الثانية....لماذا روسيا وليست أمريكا أو الإتحاد الاوربى ...
- الفوضى الخلاقة بدأت فى أمريكا وأوربا, منذ أكثر من خمسة وثلاث ...
- شجاعة القاتل فى قيود ضحيته, وشجاعة الضحية فى حرية روحها!....
- الشبيط...الشوك الدامى - الفصل التاسع عشر
- الضحية تتعاطف مع الجانى؟!....
- الشبيط...الشوك الدامى - الفصل الثامن عشر


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنور مكسيموس - سقوط الجبابره-3